وصفة للنجاح

بقلم: مازن صافي

في هذا الصباح الذي أُمطرنا فيه بالماء العذب ،  كقلوب نحتاجها بلا توقف ،  أحسست أن دفء يسري في قلمي بالرغم من برودة الطقس وعدم القدرة على نزع يدي من جيب معطفي الثقيل ،  لكنها محاولة ،  ككل محاولاتك في أن تبدأ دوما من جديد وحمل أثقال عنيدة ، وكان يجب أن أحضر الورقة البيضاء لأكتب فيها خاطرتي ،  لكن كيف ذلك وأنا تحت غيمة ماطرة ، 

حسنا ، فكرت في أن استخدام التكنولوجيا ،  بدأت في فتح أيقونة التسجيل في جهازي المحمول ،  وبدأت أتحدث بصوت مرتجف من شدة البرد ،لكنه تحول رويدا رويدا إلى صوت دافئ ،  حدث الاندماج أخيرا ،  واسعفني جهازي لأخرج ما في داخلي دون انتظار الوقت وطول الطريق وضياع الأفكار أو الكلمات.

قلت : روح الإنسان رياح عطرة ،  تمتاز بالشفافية والفكرة والحنين ،  تحمل جسدا مثقلا بأعباء الحياة ،  ومتى استطعنا أن ننثر هذا العطر الجميل، فإننا سوف نغطي مساحات التعب والإرهاق والقلق بالنشوة والحماسة للعمل والعطاء والبناء والانجاز ،   ونفكك تلك الأعباء الصلبة، بحيث تتحول إلى أجزاء يسهل التعامل معها والتغلب عليها وبناء خططنا الصغيرة لاحتوائها واحدة واحدة . 

وقلت : آخر الاحتمالات أن نفشل ،  وان نرتمي في حرقة الهموم ،  ونصدق أن العجز سيد الموقف علينا ،  وأن روحنا معذبة وجسدنا متهالك وحياتنا معقدة ،  ونقتل كل بواعث الأمل والجمال فينا ،  ونعطل كل الأشياء ،  وندور في الفراغ ويسيطر علينا الألم ،  وتخنقنا كل إمكانيات البدء من جديد ،

وقلت وقد تبللت ملابسي بماء المطر وازداد الجو برودة واختفت الشمس : لماذا لا تفكر أن ترمي همومك واحدا تلو الأخر ،  وكما علمنا مدرس الرياضيات " اهجم على السؤال قبل أن يهجم عليك" ،  ستجد هناك متسعا من الأفكار ومن القدرة على رسم البداية ،  ولا تعتقد انك اكبر من السؤال عن الممكن في حال تعذر ما هو بين أيدينا ،   حافظ على تبادل فكري وعملي مع الأصدقاء الناجحين والرائعين والذين يتمتعون بالقدرة على العمل تحت مختلف الظروف وفي البيئات المختلفة.