سلام عليكم..

بقلم: منيب حمودة

تسبق حزنى وغضبى حروف كلماتى , دمعة عين , تنسكب على جداول الوجه العتيق , تخلو صفحات الوطن , من بقايا سيرتكم , ظننت خطأ مطبعى , ادرت دفة المذياع تجاهكم , تلا غراب الشؤم الاسماء , انتبهت آه تذكرت , ردد على المذكوروين التوجه لاستلام كابونة الاسمنت !!

كم هذا الغباء يلازمنى ؟! حين توهمت انها اسماء امواتنا فى قبور نفحة وعسقلان وباقى المقابر المكتظة بالاحياء منا , نحن آل الوطن ,

لن نفر من واجبنا الى مملكة الصمت , فلسنا غفاة البشر كما يقول عمر الخيام .

نحن نجمة الصبح , ومطرقة الخزان , لنلبى ما صرخ به عسان كنفانى , هو قيدنا وسلاسلنا التى فى الاعناق , أنت وحدكم الاحرار فينا , و الشمس الحالمة ,

احبتى بعضنا تاه , وبعضنا فتح فاه , وبعضنا حرر لسانه وعصاه ,

والامهات والزوجات والفلذات , تنتظر عطف الصليب وحنان اصحاب يسوع , فلا ريح ولا ومضة فى الافق تجاهكم , فما زالت المسافات تبتعد , فالامام اعانه الله علينا , مشغول بموعظتنا , نحن معشر الجهلة , ما زال امامنا يمسك بسكين الكهرباء , يوزعها ثمانية , رغبة فى العدل , اذاعته وناعقه لم يفتئ يحصى قتلانا , ويؤرشف ارقام بيوتنا المهدومة ,قالوا ( الناس بمصيبة ونحن بمصيبتين ) ونحن وما ادراك ما نحن , 22 مذياع و5 تلفاز و11 صحيفة ؟! ولنا وحدنا اذاعة الاسرى , لو قدر الله ان اكون وزيرا للاعلام , لشيدت تلفاز للشهداء وصحيفة ومذياع , واستدعيت من مرقده حمزة , ليرى الف وحشى فى ضيعتنا , ولمررت بيوسف فهذه اخوته يمطروننا بلا تثريب عليكم اليوم ؟؟!!

خشى علينا الوالى من بركات السماء ! وما علم ان مواقدنا شعلانة , من نار قلوبنا ونفط صدورنا ..

هناك هناك ايها الامام ... فى نفحة لنا جار وفى قبر عسقلان لنا صديق وفى السبع حبيب وقريب واخ ورفيق , ما يدريك ان السجان سحب البساط واللحاف , وحرر الابواب والنوافذ لتلسعهم وصدورهم شواذ المنخفض ,

لا شئ يهم , فالسلطان بين رعيته معافى , يؤم صلاتهم ويستغفر لهم ويستمطر بركات النفط لتنتفخ كروشهم .

هذه الرعية المؤلفة كروشها وجيوبها , لا تصلح لشئ , الا لموقد حطب , ليحيلهم رمادا .

أيها الغر الميامين المحجلين , خلف القضبان , فى سجون السجان , سلام عليكم من دمى .سلام عليكم من الامهات , سلام عليكم من الفلذات , سلام عليكم من الزوجات , سلام عليكم من وطن يذكركم , انا والخيرين الصابرين الصادقين , لكم الدفئ فى ليلكم الماطر , ونحن النسمة الطيبة فى صباحكم , ونحن الراضين عليكم ومنكم , نحن الداعين لكم بالحرية