بسم الله الرحمن الرحيم
الشهيد القائد عماد عبد الله فياض " أبو عبد الله " ، عشق غزة وأحبها ، وكانت دوما حلمه الذي لا ينتهي ، افترق مع حبيبته غزة وخرج منها قسرا نتيجة هذا الانقسام اللعين ، ثماني سنوات بعيدا عن معشوقته غزة والحلم باق بلحظة لقاء الأحبة ، والعودة لبيته وأهله وأصدقاؤه الذين أحبوه ، فكان القدر ظالم ، يلاحقنا الموت في كل مكان ، نترك وطننا قسرا وألما وقهرا ، فيلاحقنا الموت كأنه الفراق والرحيل قدرنا إلي الأبد ،
استعجلت الرحيل يا عماد ولم تكتمل بعد الحكاية ، إنها رصاصة أنهت الحكاية قبل أن تكتمل ، وهي كذلك دوما حكايات الوطن تنتهي قبل أوانها ، فلا فرق بين الرصاصة التي غيبتك دون قصد ، وبين من كانوا سببا بخروجك وفراقك لأرضك بقصد ، وبين من أهملوا قضيتكم وتركوكم وحدكم تصارعون الغربة وألم الحياة ، فكله موت يا أخي ، وكله ألم وحزن يطاردنا ، انه قدرنا فأنت فلسطيني فالألم والحزن مكتوب عليك ، ملاحق من رصاصات الغدر في وطنك ، فتبتعد لتنتظرك رصاصات خاطئة ، تنجو من موت لتذهب لموت أخر ،
وبعد كل حادثة مؤلمة نتساءل ، من المسئول ؟؟؟ والي متى ؟؟؟
الم يحن الأوان لعودة أبناء فتح الذين أُخرجوا من ديارهم قسرا وبغير حق ، ألم يئن الوقت لمن تخاذلوا في حل هذه المشكلة وإنهاؤها أن يقفوا موقف وطني لإنهاء هذا الألم والمعاناة والقهر ؟؟؟
رحل عماد ومازالت عيناه تنظر إلي غزة بشوق واشتياق ، ومازال أصدقاء ورفاق عماد هناك ينتظرون بشوق العودة لأرضهم وبيوتهم وأهلهم ، فهل من صحوة ضمير ؟؟؟ أم انه زمن بلا ضمائر ؟؟؟
رحل عماد ولم ترحل ذكراه ولم تفارقنا صورته ، ومازال عماد يروي من دمه الطاهر حكاية مرارة الغربة وظلم ذوي القربى وإهمال المسئولين ، فحكاية عماد تتكرر في كل يوم وفي كل لحظة ، وناقوس خطر يطرق بقوة أبواب المسئولين والقادة ، يستصرخ ضمائرهم أن يكونوا قادة بمستوي الوطن وتضحياته وآلامه ،
الشهيد عماد فياض ، الضابط بجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني ، والقيادي بحركة فتح وجناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى ، هذا الشاب المناضل الخلوق الفتحاوي الأصيل ، كل من عرفه أحبه ، توشحت محافظة خان يونس وكل غزة بالسواد والحزن فور سماع خبر رحيل المناضل عماد ، وقد سجل عماد من دمه شهادة ذل وعار لكل من يمارس الظلم ضد غزة ولكل من كان سبب بالألم والمعاناة لأبناء الفتح المناضلين بغزة ،
فكنا ننتظر لحظة فرحة باللقاء علي ارض غزة الحبيبة ، ولم نكن نتخيل أن تكن النهاية هي رحيلك والفراق الدائم يا عماد ، فنم قرير العين أيها القائد الأصيل ، فهذه ضريبة الانتماء للوطن وعشق الفتح ، ودوما كنت تتوقعها وتتمناها شهادة ، فدوما الأحرار والمناضلين يعرفون أن الموت يلاحقهم ويتربص بهم ، ولم يهابوه يوما ، بل كانوا يتقدموا نحوه بكل تحدي وشموخ ،
رحمك الله يا شهيدنا البطل القائد عماد فياض ، وندعو الله العلي القدير أن يمن على أهل الشهيد البطل بالصبر والسلوان وان يتقبله في فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ،
[email protected]
مع تحيات أخوكم / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "