فلسطين الأرض والإنسان الهوية والجغرافيا، تُركت لمصيرها، تركت لأنياب المحتل البغيض، ولأكاذيب العالم الظالم، ولقراراته المجمدة، لا يقوى راعيها على حملها والتلويح بها أو الانتصار لما وقع عليه وألزم به هيئته .
الشعب الفلسطيني يواجه ومنذ بدأت العصابات الصهيونية وبمساندة وتوطئ الانتداب البريطاني من مطلع القرن الماضي، آلة الموت والغطرسة الصهيونية والتي اشتدت وانتهكت كل شيء في عام 2014 الذي اعتبره العالم عبر الأمم المتحدة انه عام التضامن مع فلسطين، واستخدم المحتل ترسانته العسكرية ليدمر قطاع غزة، ويقتل أكثر من 2200 إنسان ويجرح عشرات الآلاف والآلاف منهم لديهم إعاقات جسدية وللأبد، وهنا يواصل الليل بالنهار ليدمر ما تبقى من عروبة القدس ويمنع الصلاة في المسجد الأقصى، ويطارد السكان ويطردهم ويهدم بيوتهم ويصيبهم بالدهس وبالرصاص الحي والمطاطي والغاز المحرَّم دولياً .
إن العالم الذي "يحتفل" ومن خلال برنامج وترتيبات الأمم المتحدة بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونحن اليوم على أبواب إلزام العالم بتحديد العام 2016 لإنهاء الاحتلال واستحقاق الدولة الفلسطينية.
لا نريد من العالم إلا حريتنا وكرامتنا ودولتنا التي اعترف بها واقرها في مواثيقه منذ أكثر من 66 عاماً، والقيادة الفلسطينية لا تبتدع موقفا أو قرارا فاستنادا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 II – والذي يشكل الأساس القانوني لقبول إسرائيل عضواً كاملاً في الأمم المتحدة – نص على وجوب النظر بإيجابية لطلب الدولة الثانية المنصوص عليها في القرار، أي فلسطين، الانضمام كعضو في الأمم المتحدة. وبهذا يكون الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وقبولها عضواً كاملاً في الأمم المتحدة متوائماً مع الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
وكما أن اعتراف الأسرة الدولية، ممثلة بالأمم المتحدة، بحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره هو موقف دولي رسخ في قرارات عدة من ضمنها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة (3236) و (2649) و (65/455) والتي أكدت أن حق الفلسطينيين في تقرير المصير هو حقٌ غير قابل للتصرف، وأن من حق الشعب الفلسطيني إقامة دول " مستقلة وذات سيادة". كما أكد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (2672) على أن احترام حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف يشكّل جزءًا حيوياً من التوصل إلى سلامٍ عادلٍ ودائمٍ في الشرق الأوسط.
وشعبنا الفلسطيني الذي اتخذ النضال المشروع وسيلة لإنهاء الاحتلال، تواجهه القوة الفظة الإسرائيلية، لمنعه من مقاومته، ولقتل إرادته، وتجميد كافة حقوقه والتنصل منها وعدم التعاطي والاستجابة للإرادة والمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة، وعلى المحتل ألا يستغرب تحدي الفلسطيني للجلاد، فالأسير الفلسطيني يناضل من أجل حريته، والسياسي يناضل من أجل حقوق شعبنا، وكل الشعب حتى في وجود الانقسام يتفق على ان الاحتلال إلى زوال ويجب أن تسخر كل الطاقات من أجل ذلك.
وهنا يجب على الكل الفلسطيني أن يتوحد وان يخرج للعالم بلوحة نضالية واحدة وبإستراتيجية الانتصار للهوية الفلسطينية وعدالة قضيتنا وحقنا في الحياة الكريمة فوق أرضنا في دولتنا وعاصمتنا القدس والثوابت وحق العودة وكل ما يوصلنا إلى إنهاء الاحتلال .
وتعلم (إسرائيل) أن إنهاء وجود شعبنا الفلسطيني أو طرده أو تشريده مرة أخرى هو من ضروب المستحيل واللاوقعي، وتعلم أن أطفال اليوم يرضعون دسم النضال ولن يرتهنوا للتهويد و استمرار مخطط تهويد القدس والضفة الغربية كاملة وتسليح المستوطنين ليعربدوا ويقتلوا أبناء شعبنا ويوسعوا من الاستيطان ومشاريع سرقة مقدراتنا، لأنه لن يضيع حقه وخلفه مطالب .. وكل شعبنا الفلسطيني يطالب بحقه وقدسية أرضه ومقدساته .
وهنا نقف موقف واحد مع قرار القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس "أبومازن" في انتزاع الحق الفلسطيني واستحقاق الدولة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وإنهاء الاحتلال، ونعلم أن الإدارة الأمريكية الوجه الجديد للانتداب البريطاني القديم، والتي تمارس الازدواجية والتي لا نعترف بحيادها الدولية، سوف تستخدم "الفيتو" ضد أي من المطالب الفلسطينية وضد إرادة أكثر من 135 دولة في العالم، ومع ذلك نؤمن أيضا أننا في معركة نضالية ومستمرة، فوق أرضنا وفي الأمم المتحدة وفي كل عواصم العالم، وأصحاب الحق لديهم كل الخيارات، وما عجزوا يوما، وان وقف الأمريكان ضدنا اليوم، فلنعيد تكرار عملية طلب العضوية العديد من المرات، وفي تاريخ الأمم المتحدة كان العديد من أعضاء الأمم المتحدة الحاليين قد اضطروا إلى تكرار طلب العضوية عدة مرات قبل الحصول على موافقة مجلس الأمن، واستعمل حق النقض ضد طلب انضمامه مرارا.