كم نحن ...بحاجة لصحوة عربية !!

بقلم: وفيق زنداح

ما شهدته الساحة العربية من أحداث وتطورات تحت مسمي ثورات الربيع العربي والتي أسقطت الكثير من الأنظمة بدواعي وأسباب متعددة يصعب التأكد من حقيقتها في ظل جدل عارم ..واعلام متخبط ..وأراء متعددة لم تستطع حتي اليوم من بلورة فكرة ناضجة وأسباب مقنعة ..ونتائج ايجابية يمكن أن يلمسها المواطن العربي من خلال العديد من الاحداث التي عصفت بدول عربية تحت مسمي التغيير والاصلاح والحرية .
كانت النتائج بأغلبيه الساحات العربية وبال وخيبه أمل لشعوب هذه الدول وأخص هنا سوريا ..ليبيا واليمن وتم انقاذ ما يمكن انقاذه في مصر وتونس .
سوريا وقد دخلت في أتون صراعات لا علاقة لها بثورة شعبية ولكنها صراعات دولية واقليمية أدخلت سوريا في دهاليز حرب لا طائل منها ولا هدف الا التخريب واحداث الفتن ومحاولة التقسيم ....قتل ودمار وخراب طال العديد من المدن السورية وتدخلات تركية وقطرية وأوروبية وأمريكية أضحت غير قادرة علي لملمة الاوضاع ومعرفة من يقاتل من .... في ظل تشكيلات ارهابية هدفها القتل والتخريب والتدمير لنظام عربي ولجيش قومي لا مصلحة سورية وعربية ...والاصل لا مصلحة للشعب السوري في تخريب دولته وتفتيتها تحت مسمي ثورات الربيع العربي ....واستمرار الحرب الطاحنة بين الجيش العربي السوري والتشكيلات الارهابية التي لا زالت مستمرة ومتصاعدة وعلي مدار 3 سنوات مما يجعل المواطن العربي يقف موقفا مساندا للدولة السورية ومعارض لهذه الاساليب التخريبية التي لا تخدم سوريا وشعبها كما لا تخدم استقرار وأمن هذا البلد العربي .
ليبيا وما جري فيها من اسقاط حكم الرئيس معمر القذافي ومن خلال تشكيلات مسلحة أصبحت تشكل عب أمني وتخريب طال العديد من المدن الليبية وفسح المجال للتشكيلات المتطرفة والارهابية بالتواجد علي الارض الليبية مما أدي الي نتيجة مفادها أن الوطن الليبي أصبح غير مستقر ويعيش بدوامة العنف مما انهك مقدرات ومقومات هذا البلد العربي تحت مسمي التغيير للنظام الحاكم .
اليمن وما جري بداخله والحوثيون الذين وصلوا الي مربعات الحكم بحكم سيطرتهم ونفوذهم وقوتهم في ظل وجود القاعدة والتشكيلات المتطرفة وتهديد وحدة وأمن واستقرار اليمن .
تونس وقد أنقذت ما يمكن انقاذه من خلال تجربة فريدة وشعب استطاع أن ينقذ وطنه .وقوي سياسية لم ترغب بالدخول بتجربة الاخرين وما أسفرت عنه النتائج من تخريب وفتنه واقتتال داخلي لا زال عنوانا للمشهد للعديد من الدول .
مصر العربية وأحداث يناير وتنحي الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك وتسليم زمام الامور للمجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي الذي أدار البلاد بحكمة وحنكة حتي اجراء الانتخابات التي فاز فيها الرئيس المعزول محمد مرسي والذي عزل بإرادة شعبية من خلال ثورة حقيقية في 30 يونيو أفسحت المجال لإجراء انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي وما سبق ذلك من صياغة دستور جديد للبلاد واستفتاء الشعب المصري عليه في اطار خارطة الطريق ومرحلتها الثالثة والتي ستنفذ في غضون أشهر قليلة.... انتخابات تشريعية لمجلس النواب والتي ستستكمل خارطة الطريق وبداية صفحة جديدة لمصر وشعبها وقيادتها والتي أدركت المخاطر المحدقة بها والتي لا زالت تواجه المجموعات الارهابية التي تحاول العبث بأمن واستقرار هذا البلد العربي الشقيق واعاقة تقدمه الاقتصادي والتنموي .
الا أن القيادة المصرية أدركت طبيعة المخطط واستمرت في عملية البناء والتخطيط التنموي كما الشعب المصري وقواه السياسية قد أدركوا حقيقة ما يخطط وأصبح أمام الجميع مهمة ذات أولوية وطنية واستراتيجية هو المحافظة علي وحدة مصر وشعبها ..كما المحافظة علي أمن واستقرار هذا البلد العربي ...لأن مصر القوية والمتماسكة والموحدة والمستقرة تنعكس ايجابا علي مجمل الاقطار العربية المجاورة والبعيدة منها ...كما أن الحفاظ علي الامن القومي المصري هو حفاظ علي الامن القومي العربي .
من هنا تكون الضرورة الوطنية والقومية للحفاظ علي الدول وجيوشها القومية وأمنها واستقرارها وأن لا ندخل في تجارب خطيرة... مخاطرها أصبحت مشاهدة وشاهدة علي أن هناك أصابع خفية ومؤامرات تدبر من القريب والبعيد لانهاك هذه الدول وزعزعة الاستقرار فيها وهذا ما يتوجب علي الاعلام العربي أن يكون اعلاما صادقا وواثقا من خطواته وسياساته الواعية للمخاطر المحدقة ...وحتي يكون سندا وداعما للدول الشقيقة ..وعدم تركها لمواجهه كل هذه المؤامرات .

الكاتب : وفيق زنداح