فكرة وليدة اللحظة ...لم أتشاور فيها مع أحد ...ولم أطرحها علي أحد ...لكنها جاءت بحكم المتابعة الاعلامية والعمل الاعلامي علي مدار سنوات طويلة ...وما أشعره من أن هناك من المحطات التاريخية والمنعطفات الخطيرة ...والتحديات المتعاظمة ما يستوجب اللقاء ما بين أصحاب الفكر والمهنة الواحدة من الاعلاميين والكتاب والذين يعملون علي صياغة الرأي العام ويعالجون بقدر استطاعتهم الظواهر السلبية التي يمكن أن تطرأ علي بعض المناحي الفكرية والثقافية والاجتماعية .
وبحكم العلاقات التاريخية ...وعلاقات الجوار والروابط والمصالح المشتركة والأهداف التي نتوحد عليها ونسعي لتحقيقها من أجل النهوض والارتقاء بمستوي الوعي الثقافي والمجتمعي والسياسي لأجل تحقيق أمن واستقرار المنطقة والشعبين الفلسطيني والمصري ...وتعزيزا لكافة المفاهيم الاعلامية والثقافية والمجتمعية والتي تعززت عبر عقود طويلة ولا زالت بحكم انسجام ثقافي مجتمعي ..وتطابق شبه كامل في واقع العمل الاعلامي ...وما يظهر ما بين فترة واخري من بعض الهفوات وردت الفعل وعدم الادراك الكامل لمجريات بعض الاحداث وطبيعة العلاقات الثابتة والراسخة في مفاهيمنا وأهدافنا الاعلامية والثقافية أري من وجهه نظري الشخصية أهمية طرح فكرة ....ملتقي للإعلاميين والكتاب في فلسطين ومصر الشقيقة ...وبطبيعة الحال وفي السياق الطبيعي والرسمي والقانوني أن تكون الفكرة بمجملها وبداية علي طاولة السيد الرئيس محمود عباس عملا بالأصول القانونية والرسمية والتزاما بالشرعية وعدم القبول بتجاوز مؤسساتنا الرسمية ...وضرورة الموافقة المبدئية ...حتي يمكن للفكرة اذا ما كان هناك قبول لها أن تنضج وأن تصبح مشروعا قابلا للتنفيذ واصدار التوجيهات من قبل سيادة الرئيس للجهات ذات الاختصاص للاتصال بالأشقاء في مصر العربية وطرح الفكرة عليهم وصياغتها من حيث المضمون والاهداف والغايات والنتائج المرجوة لمثل هذا الحدث الاعلامي الفلسطيني المصري ..وأن يكون فاتحة خير للمزيد من الملتقيات مع أشقائنا العرب في العديد من الدول... وحتي يمكن اتساع الفكرة لتشمل العديد من دول العالم ...علي اعتبار أن الاعلام والكتاب هم من يمتلكون قدرة التأثير ...وحتي تتوفر أرضية الحوار وصياغة المفاهيم وتعديل الاخطاء التي يمكن أن تبرز ما بين فترة وأخري تصحيحا للمسار وعملا اعلاميا ..مهنيا.. ثقافيا ...يقرب من وجهات النظر بما يخدم قضيتنا الفلسطينية ومجمل القضايا العربية وحتي يكون الجميع أمام حقيقة ما يجري في فلسطين من أخطار محدقة ..وما يتهددنا من مشاريع لتضييق الخناق علينا ..والتهام أرضنا وسلبها ..وما تتعرض له قدسنا من تدنيس واستباحة كما حال مدننا وقرانا وما يعيشه القطاع من كوارث ونكبات وظروف معيشية قهرية .
وحتي أكون في صلب موضوع الفكرة المطروحة للبحث واتخاذ ما يلزم وفي ظل الحالة الاعلامية السائدة بالمنطقة وعملا بروح العمل المشترك ..والتقاء اصحاب الفكر والرأي من الاعلاميين والكتاب وضرورة مثل هذه اللقاءات التي تقرب وجهات النظر وتفند بعض المفاهيم والأخطاء التي يمكن ان تكون قد وردت أو يمكن أن ترد ...وتعزيزا لروح المحبة والروابط والعلاقات وازالة كافة الشكوك وتعزيزا للثقة ...أري في طرح هذه الفكرة مشروع يستحق الدراسة والبحث والتنفيذ بما يخدم الشعبين الفلسطيني والمصري ..وبما يوفر المناخ الاعلامي والثقافي الذي يمكن البناء عليه من أجل محاصرة واجتثاث كافة الافكار المتطرفة ..وحتي تتمكن وسائلنا الاعلامية من تخطيط سياساتها الاعلامية وفق أهداف واضحة ومحددة المعالم ...وحتي لا نخرج ولو للحظة واحدة عن السياق التاريخي للعلاقات الأخوية والروابط المشتركة وما يميز العلاقات المصرية الفلسطينية عبر سنوات طويلة ..وما يمكن أن يحدد علي صعيد الواقع وما يخطط لأفاق المستقبل الذي نسعي لتحقيقه من خلال الاعلام والكتاب والذين يساهمون بقدر ما يمتلكون من وسائل وافكار وابداعات فكرية ومهنية لتشييد بنية ثقافية اعلامية مجتمعية قادرة علي مواجهه ما طرأ من تحديات ومخاطر في ظل الارهاب الذي يعصف بالمنطقة... وحتي نشكل نموذجا اعلاميا ثقافيا قادرا علي تحقيق المزيد من النجاحات المتراكمة ..وحتي يكون المواطن المصري والفلسطيني علي دراية والمام كامل بحقيقة الامور ....وحتي لا نترك المجال لبعض وسائل الاعلام التي تسعي علي مدار اللحظة لتخريب العلاقات ..واستغلال بعض الظروف لتحقيق غاياتها وأهدافها في اطار استغلالها المبرمج والمخطط والمنطلق من انتهازيه واضحة ...ومصالح لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد باستقرار المنطقة وتعزيز العلاقات البينية ما بين الشعبين والقيادتين .
كما وأن مثل هذه الملتقيات توفر المزيد من المعلومات الصحيحة التي لا يشوبها لغط أو تحريف والتي لا تخضع للاجتهادات والتأويلات اختصارا لوقت ثمين نحن بحاجة اليه لتعزيز المزيد من العلاقات المفتوحة والاخوية ما بين الشعبين والقيادتين .
ان فكرة هذا الملتقي واذا ما تم الموافقة عليه رسميا من قبل الاخ الرئيس محمود عباس والموافقة عليه من قبل الاشقاء في مصر أعتقد من وجهه نظري الشخصية أنه سيكون عاملا مساعدا ومساهمه فاعلة ومهمة في مرحلة خطيرة وتحديات كبيرة لا زالت ماثلة أمامنا ..وفي واقع مخططات ارهابية لا زالت تنشر شرها وتخريبها في أجواء المنطقة ...لأن مواجهه الارهاب والارهابيين لا يمكن ان يكون من خلال المعالجة الامنية فقط لكنه يحتاج الي أدوات ووسائل أخري ومن أهمها الاعلام والكتاب ...حتي نوفر أرضية ومناخ ملائم للاستقرار والامن والسلم المجتمعي ..,وحتي تتوفر الفرص الاستثمارية والتنموية من أجل البناء والعمل والتقدم... واحداث نقلة نوعية لمعالجة مجمل قضايانا المجتمعية والاقتصادية ...,حتي ينعم الشعبين بالاستقرار والتطور والأمان .