اسرائيل ضمن المنظومة الامنيه العربية للشرق الاوسط الجديد لتصفية القضيه الفلسطينيه واسقاط سوريا

بقلم: علي ابوحبله

في حرب اسرائيل على قطاع غزه ادعى نتنياهو ان من نتائج هذه الحرب ان دولا عربيا تتفهم اهداف عدوان اسرائيل على غزه وان هناك دول عربيه تدعم محاربة اسرائيل لما يسميه التطرف متهما حركة حماس وقوى المقاومه الفلسطينيه بالإرهاب ، ظن البعض في حينه ان تصريحات نتنياهو هي من باب الترويج لعدوان اسرائيل على غزه ولم يخطر ببال هذا البعض ان اسرائيل هي ضمن المنظومة الامنيه العربية للشرق الاوسط الجديد.

وان غرفة العمليات المشتركه التي تجمع اسرائيل وأمريكا ودول عربيه وتركيا ضد سوريا حقيقة وليس وهما او خيالا كما يظن البعض ، تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان هناك دولا عربيه في منطقة الشرق الاوسط مستعدة للوقوف وصنع السلام مع اسرائيل فضلا عن الدخول معها في تحالف اقليمي جديد لمكافحة الجماعات الارهابيه كما يسميها وزير الخارجية الامريكي ليست بالجديدة ويستشف من تصريحات وزير الخارجية الامريكي كيري ان هذه الدول العربية وضعت حماس وداعش في الكفة نفسها وأنها تعتبر ضمنيا تعتبر المقاومة ارهابا.

وهنا تستوقفنا تصريحات كيري التي تعبر عن حقيقة الموقف للنظام العربي من المقاومه الفلسطينيه وان هذه المنظومة العربية هي التي تدعم اسرائيل في عدوانيتها ضد الشعب الفلسطيني وان مواقف هذه المنظومة العربية المتخاذله من تجعل اسرائيل لتسرع الخطى في تهويد القدس وتسارع الخطى للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى وتضغط للحيلولة دون التوجه لمجلس الامن بمشروع قرار يطالب الامم المتحدة لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف كل اشكال الاستيطان.

وزير الخارجية الامريكي وهو يسعى لتسويق اسرائيل وتعزيز وجودها وترسيخ مكانتها في الشرق الاوسط اضاف في كلمه امام منتدى " سابان " السنوي لبحث العلاقات الامريكيه الاسرائيليه نشرت على موقع الخارجية الامريكي مساء الاحد : "تبقى منطقة الشرق الأوسط منقسمة على نحو عميق. ولكن حتمية التوحد معا لمحاربة داعش، وهو التنظيم القاتل للسنة والشيعة والأكراد والمسيحيين، وغيرهم، هي في الواقع تمكن عملية التقارب بين الأشخاص". وأردف كيري: "يجب أيضا أن نتشارك، لأن أصدقاءنا هم في غاية الأهمية بالنسبة لنا. العلاقة بيننا وبين إسرائيل والعلاقات التي لدينا الآن مع العديد من الدول العربية، تلك العلاقات في الواقع تجعلنا أكثر أمناً في عالم خطير للغاية عبر تمكيننا من الاستجابة مبكرًا وعلى نحو أكثر كفاءة إلى المخاطر الأمنية للإرهاب والعدوان، والانتشار، والجريمة المنظمة. وعن طريق مساعدة أصدقائنا لكي يصبحوا أقوى، نصبح في الواقع أقوى. وبطبيعة الحال، الاضطرابات في الشرق الأوسط تمثل أيضا خطرا حقيقيا على ازدهارنا". وتابع أمام المنتدى التابع لمعهد بروكينغز في واشنطن: "نتذكر بشكل مأساوي قبل يومين فقط، عملية مقتل المصوّر الصحفي الأمريكي لوك سومرز، والجنوب إفريقي بيير كوركي في اليمن، فداعش لا تحتكر الإرهاب".

ومضى قائلاً: "لكن في خضمّ أعمال الإرهاب نشهد إمكانات ظهور تحالفات إقليمية جديدة، تجمعها القليل من القواسم المشتركة، ولكن تتشارك في رفض المتطرّفين".وفي إشارة إلى قادة دول عربية تُحسب على "محور الاعتدال"، قال كيري: "سأقول لكم ما يقولونه لي؛ إنهم يقولون لي إنهم على استعداد للوقوف وصنع السلام مع إسرائيل، ويقولون لي إنهم يعتقدون أن هناك قدرة في هذا الوقت على خلق تحالف إقليمي جديد ضد حركات حماس، وداعش، وأحرار الشام، وجماعة بوكو حرام".واعتبر أن الولايات المتحدة ستكون مقصّرة "إذا لم تحاول الاستفادة من ذلك". هذه التصريحات لوزير الخارجيه الامريكي يستدل منها انها تعمل مع اسرائيل ولمصلحة اسرائيل وتسعى لتشكيل تحالف موازي للتحالف الاقليمي لمحاربة داعش وهو تحالف للمنظمة العربيه واسرائيل هدفه مواجهة قوى المقاومه ضمن محاولات اخضاع المنطقه لسياسة الهيمنه الصهيونيه ضمن المنظومة الامنيه العربيه المسماة بدول الاعتدال العربي وهدفها تصفية القضيه الفلسطينيه والاستمرار في دعم المجموعات المسلحه الارهابيه التي تستهدف سوريا وتهدف لاسقاط الدوله السوريه.

يذكر يُذكر أن رئيس الوزراء لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كشف لأول مرة خلال الحرب على غزة قيامَ "تحالف استراتيجي" كما وصفه، بين إسرائيل وأربع دول عربية ضد حماس، وأكد أن هذه الدول تساند الحرب لإسرائيلية على غزة، واعتبر ذلك "أهمّ مكسب سياسي لإسرائيل في هذه المعركة".هناك تحالف غريب ينشأ الآن في الشرق ألأوسط بين اسرائيل وفرنسا والدول العربية الخليجية ، ولا سيما السعودية ، قوامه التصميم على حرمان ايران " من الحصول على القنبلة النووية ". وربما يعتبر المتحالفون ان الرئيس اوباما غير قادر على او غير راغب في لقيام بهذه المهمة . ولكن هذا التحالف له ابعاد تتجاوز الموضوع الإيراني الى تطبيق سياسة المحاور والصراع على المصالح.ففرنسا تحاول ان تكرر لعب الدور الذي مارسته خلال العدوان الثلاثي على مصر الناصرية(في سنة 1956) من دون التنسيق مع أميركا .فقد وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى اسرائيل لتجسيد هذا التحالف والإدلاء بتصريحات طنانة بقوله "طالما ان إيران لم تبرهن على انها اتخذت خطوات جادة ازاء كبح برنامجها النووي ، فان العقوبات لن ترفع ". وهذا انعكاس لموقف نتنياهو الذي صرح أن “أي اتفاق بين الدول الكبرى وإيران يجب أن يضمن عدم امتلاك طهران لأجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، وعدم امتلاكها لمفاعل يعمل بالماء الثقيل”.

ومن جهته ،كشف نتنياهو النقاب عن أن “إسرائيل وبعض دول الخليج العربي تتحدث بصوت واحد في المشروع النووي الإيراني؛ لذلك يجب على الدول الكبرى الإصغاء لهذا الصوت”. والمح نتنياهو في مناسبات سابقة الى مصالح مشتركة بين اسرئيل ودول الخليج في التصدي للخطر الإيراني.في مؤتمر الديبلوماسيين الذي عقد في هرتسيليا صرحت تسيبي ليفني لصحيفة جيروزاليم بوست ان من الواضح جدا الان ان مصلحه واحده تجمع بين اسرائيل والمعتدلين البراغماتيين في المنطقه ،كذلك فاننا بحاجه الى التواصل معا للضغط على ايران وان نمضي قدما في عملية السلام ، تصريحات وزير الخارجيه الامريكي جون كيري جاءت لتبرهن ان التعاون الخليجي الاسرائيلي تجاوز حد التصريحات العلنيه ليتناول اعداد الخطط الهجوميه وتنسيق النشاطات العسكريه تجاه قوى المقاومه في فلسطين ودعم الارهاب على سوريا واعداد الخطط العسكريه للتصدي لايران ،وهنا يطرح السؤال ما هي ابعاد هذه التعاون الذي قصده وزير الخارجية الامريكي جون كيري بين دول عربيه واسرائيل ؟ وما الذي تريد اسرائيل تحقيقه من وراء استخدام دول عربيه كورقة مساومة ا لتحقيق اهدافها الإستراتيجية . يبدوا ان الولايات المتحده الامريكيه تسعى لفرض اسرائيل شرطي على المنطقه من خلال ايجاد منظومة امنيه للشرق الاوسط بقياده اسرائيليه هدفها تصفية القضيه الفلسطينيه واسقاط الدوله السوريه تحت عنوان محاربة داعش وقوى المقاومه وان امريكا بطرحها القديم المستجد تفرض اسرائيل على المنظومة الامنيه العربيه ضمن استراتجية امريكا للشرق الاوسط الجديد ، الامر الذي لا بد من مقاومته واسقاطه ، لان امريكا والغرب يعيدون استنساخ التاريخ وكاننا على ابواب صنع تحالفات على غرار حلف بغداد وغيره من التحالفات التي استهدفت في حينه التصدي للمد القومي العربي ونحن الان امام تحالفات تهدف الى استهداف المسلمين واقتتالهم بعضهم ببعض ضمن مهمة اعادة تسويق وترسيخ وجود اسرائيل كقوه عسكريه مهيمنه ضمن المنظومة الامنية للشرق الاوسط الجديد.