وزيرنُا شهيد وشهيدُنا وزير

بقلم: جمال أبو نحل

قال تعالي:" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون؛ فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ي يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين" شعبنا الفلسطيني مسيرة كفاحٍ لا تتوقف شلال دمٍ نازف يقدم قادتهِ قبل جنودهِ ، يواصل الليل بالنهار من أجل أن يبزغ فجر الحرية والكرامة وأن تتحرر فلسطين ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية؛ لقد فُجعنا اليوم بخير استشهاد الوزير زياد أبو عين في فعالية ببلدة ترمسعيا شمال رام الله دعا إليها من أجل زراعة أشجار الزيتون في الأراضي المهدد بالمصادرة والاستيطان؛ حيث أطلقت عليه قوات الاحتلال النازي الفاشي الصهيونية قنابل الغاز المسيلة للدموع وتم ضربه بصورة متعمدة بأعقاب البنادق بشكل وحشي فاق كل التوقعات؛ ويعتبر الوزير زياد أبو عين قائد وطني ومناضل أمضي اكثر من 13 عامًا في سجون الاحتلال الصهيوني وقامت الولايات المتحدة الامريكية باعتقاله 3 سنوات عام 1981م وقامت بتسليمه للموساد الصهيوني ليحكم بعدها عليه بالسجن المؤبد وبعد ذلك خرج بصفقة تبادل الأسرى عام 1958م ؛ واستمر في مقاومة الاحتلال ويواصل الليل بالنهار ، وقام الرئيس أبو مازن بتعينه وزيرًا لمكافحة الجدار والاستيطان؛ إن الاستشهاد ليس متعلق بمقاومة الاحتلال والاستيطان بالضفة الغربية فقط بل لكونهِ أصبح يؤرق الاحتلال في منامهِ ويقظته، كونه مناضل فلسطيني خرج في مواجهة قطعان المستوطنين والاحتلال المجرم ؛ إن دماء الشهيد أبو طارق تدعونا لتوحيد صفنا الفلسطيني وللانتفاض جميعُنا في وجه الاحتلال الصهيوني المجرم؛ انتفاضه الحرية والتحرير يشارك فيها جميع فئات شعبنا للتصدي لجرائم الاحتلال وإيجاد موقف وطني واحد لمواجهة هذا المحتل ومخططاته الاستيطانية رحم الله الشهيد ابو طارق رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد ابو عين الذي ارتقي اليوم شهيدًا بإذن الله متأثرا بجراحه التي اصيب بها اثر اعتداء جنود الاحتلال عليه خلال مسيرة في بلدة ترمسعيا شمال رام الله -وكان الشهيد أبو عين اكد بالأمس عبر صفحته الفيس بوك أن اليوم الاربعاء سيكون اليوم الوطني لسواعد الارض من امام بلديه ترمسعيا، واستشهد اليوم خلال مظاهرة لدعم الأهالي والزراعة والاغاثة في اليوم العالمي لحقوق الانسان؛ وقد أعلن السيد الرئيس أبو مازن اليوم الحداد العام عقب نبأ استشهاد المناضل زياد ابو عين؛ وهنا نتوقع الليلة من اجتماع منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله مع السيد الرئيس أن تكون خطوات عملية لوقف جرائم الاحتلال المجرم الذي تغول بحق شعبنا، والخروج بقرارات مصيرية منها التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة هذا الاحتلال المجرم الإرهابي على جرائمه المستمرة بحق شعبنا وكذلك وقف التنسيق الأمني مع العدو من أجل لجمهُ ووقف جرائمه؛ إن قلوبنا تنزف دمًا قبل الدعم فدماء الشُهداء غالية جدًا جدًا علينا وتجعل الدماء تنتفض في عروق الأحياء؛ لأن الشهيد يتلوه الشهيد وشعبناُ يقدم المزيد والاحتلال إلى مزابل التاريخ رحم الله الشهيد زياد وجميع شهداء شعبنا الأبرار.
الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
الكاتب المفكر والمحلل السياسي
مدير المركز القومي للبحوث والدراسات بغزة