القدس عاصمة الثقافة العربية....والقدس عاصمة المصورين العرب...القدس عاصمة السياحة...القدس عاصمة الأديان....القدس عاصمة الإسكان....القدس عاصمة التعليم... القدس عاصمة التراث والحضارة والكل يتغنى بالشعار والخطاب والسجع والطباق والكلام المنمق والخطب الرنانة بالقدس...ولكن على صعيد الفعل والممارسة حال اهل القدس يقول كما يقول المأثور الشعبي"نسمع طحناً ولا نرى طحيناً"،فالقدس تصحو يومياً يا عرب ويا مسلمين على ذل وهوان...تصحو على جحافل التتار تمارس تعاويذها اليومية بإقتحام الأقصى وتعيث تدنيساً وخراباً في ساحاته،حتى وصل الخطر حد محراب صلاح الدين والدوس بالنعال على سجاد الحرم ومصاحفه...والقدس يا عرب ومسلمين،مع ساحات الفجر الأولى تصحو كل قراها وبلداتها والبلدة القديمة منها على وقع صخب السلاح وصوت سيارات الإحتلال العسكرية وصراخ جنوده وشرطته ومخابراته ومستعربيه يقتحمون البيوت الامنة في طقوس سادية تعودوا عليها،تفتيشات مذلة وتدمير وتخريب وضرب وتعذيب وحتى نهب وسرقات وفزع وخوف وإرهاب لأطفال بعمر الورد يجري اعتقالهم امام اهلهم وذويهم،وما ان تنسل خيوط الفجر الأولى حتى ترى بلدوزرات الإحتلال وجرافاته وشرطته وجنوده وخيوله يطوقون إحدى القرى او البلدات او اكثر من بلدة وقرية،لكي يروعوا الامنين ويهدموا البيوت فوق رؤوس أصحابها،اذا لم يخرجوا منها،وفي اغلب الحالات يجري هدم البيوت على ما فيها من أثاث وأجهزة وأغراض شخصية تخص الساكنين،ويترافق ذلك مع ضرب وتنكيل واعتقال لمن يتولون الدفاع عن حقهم في البقاء والوجود والسكن،وحتى من يهدم بيته ويخرب بيته يا عرب ويا مسلمين،مجبراً على دفع مصاريف وتكاليف الهدم من شرطة وجيش وبلدوزرات وجرافات وشاحنات تنقل ركام البيت المدمر،وصرخات الأطفال ودموع النساء لا تعني شيئاً لمحتل غاصب،بل ترى ابتسامات وضحكات وقهقهات تعلو وجوه من يمارسون طقوس الهدم،ومنهم من يلتقط صورة لكي يتفاخر ويتباهى بها امام عشيقته او حبيبته أو باقي أعضاء وحدته العسكرية او الشرطية.
تصحو القدس يا عرب بكل احيائها على مناطيد مربوطة بها كاميرات في سماء أحيائها،ومئات الكاميرات المنصوبة على شوارع القدس وازقتها ومداخلها،ليس فقط تنتهك خصوصية المقدسيين في بيوتهم،بل تعد وتحصي عليهم انفاسهم،فهم يخضعون للرقابة ليل نهار،براً وجواً،حتى اجهزة هواتفهم وحساباتهم الشخصية على صفحات التواصل الإجتماعي وكل شبكات اتصالاتهم تجري مراقبتها،فهم يريدون ان يجعلوا المقدسي، يعيش في حالة قلق ورعب دائمين.
القدس يا عرب:- ملت الألقاب والأسماء،وكذلك سئمت من كثرة إستغلال اسمها من قبلكم في خلافاتكم وصراعاتكم ومزايداتكم،وفي خطبكم ومسيراتكم وندواتكم ومحاضراتكم ومؤتمراتكم ولجانكم،فأهلها صاروا خبراء يعرفون مسبقاً النتائج لكل لغوكم الفارغ وانشائكم الذي لا يغني ولا يسمن من جوع،فلا خطبة عصماء ولا قمة عرجاء ستحمي بيتاً من الهدم،او تقي عائلة مشردة حر الصيف وبرد الشتاء،أو تمنع إغلاق محل تجاري في البلدة القديمة من القدس،بسبب الديون المتراكمة عليه لما يسمى بضريبة المسقفات "الأرنونا"،والتي تفرضها بلدية الإحتلال،وبما يفوق قدرة أصحابها على الدفع،لكي تستطيع ان تضع يدها عليها،وتهجر أصحابها لخارج البلدة القديمة والقدس،وتجار بلدتها القديمة حارسة الأقصى وحاميته من الدنس والتدنيس،الذي وصل عددهم ل (300) مئة تاجر لم يتركوا باباً إلا وطرقوه من اجل مساعدتهم،ولكن لم يحصدوا غير الوعود الرنانة او القروض البسيطة بشروط قاسية أضافت اعباءاً جديدة على أعبائهم،بدل من ان تساعدهم.
القدس يا عرب ويا مسلمين:-حتى رفع الرايات السوداء على أسطح منازلها او في شوارعها،حداداً على الشهداء الذين يقتلهم الإحتلال،ممنوعة ويتعرض رافعيها او واضعيها للقمع،كما جرى في مسيرة رفع الأعلام السوداء في القدس حداداً على إغتيال الشهيد القائد أبا عين،وكذلك خيم عزاء الشهداء يجري إقتحامها وهدمها.
يا عرب ويا مسلمين العرب:-القدس لا تريد منكم ان تغطوا عجزكم وعوراتكم في اللغو الفارغ والإسطوانات المشروخة،فلا نفع ولا فائدة بان تكون القدس عاصمة للثقافة والفنون والتراث والعلوم والسياحة..الخ،واهلها يتعرضون للطرد القسري وسياسة التطهير العرقي،فالقدس اولاً بحاجة منكم هي والأقصى،الى إرادة سياسية،والى دعم جدي بالمال والموقف والسياسة والإعلام،يثبت ويحمي وجود المقدسيين في قدسهم وعلى أرضهم،فالحجارة والمباني بدون سكانها العرب لا تساوي شيئاً،وما أكثر المتشدقين منكم والمتسترين بالدين والبكاء على الأقصى والقدس،وحتى لا تقولوا بان اموالنا ذهبت في غير محلها وتعرضت للسرقة والنهب والضياع،إشتروا عقارات في القدس واوقفوها،واستثمروها في تاجيرها للمقدسيين بشروط مخففة تحمي وجودهم وبقاءهم في المدينة.
غير قادرين على دعمنا بالسلاح ونحن نعرف عجزكم،وليس لديكم اوامر بدعمنا بالمال،فعلى الأقل أضعف الإيمان استثمروا في القدس،إشتروا عقارات ومباني واوقفوها،بدل اموالكم المسربة للغرب الإستعماري والمستثمرة هناك ولا سيطرة لكم عليها،وبدل بالمليارات التي تنفقونها من اجل القتل والدمار في بلدانكم وضد شعوبكم.
القدس أهلها يا عرب ويا مسلمين يقومون بدورهم وواجبهم،وهم يعتزون بكرامتهم،وهم لن يبرحوا مدينتهم حتى لو استشهدوا جميعهم،فهم أصحاب هذه الأرض،وهم ورثة الأنبياء والشهداء والمناضلين..ويارب احمي الأقصى من ألاعيبكم ومؤامراتكم يا عرب ويا مسلمين.