لم يأتي اللقاء الجماهيري الذي أقيم بدعوة من كتلة فتح البرلمانية في غزة للمطالبة بحقوق أبناء غزة بالصدفة في هذا التوقيت بالذات مع غياب وتغيب نواب فتح غزة عن التواجد في غزة نفسها منذ سنين والوقوف مكتوفي الأيدي أمام المصائب التي أحلت بغزها وأهلها طوال السنوات الماضية واقتصار الحديث عنها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، فإذا كانت الشعارات التي رفعت في قاعة الشوا تحمل مشاكل أبناء غزة من البطالة والحقوق وتوفير فرص العمل والتوظيف وغيرها، فهي مشاكل قائمة في كل الدول تقع على عاتق مسئولية السلطة التنفيذية "الحكومة" وليست حركة فتح، كما أنها ليست وليدة اليوم، ولكن أين دور النواب في ايجاد الحلول لها والحد منها، وما الذي منع النواب من ممارسة دورهم الرقابي والتشريعي اتجاه تلك المشاكل والتعبير عن الإرادة الشعبية، وما الذي فعله النواب لغزة خلال تلك السنوات من أجل خدمة المواطنين مقابل نواب الكتل الأخرى، فالمواطن عندما يتوجه الى عضو المجلس التشريعي لمطالبته بتوفير خدمة له أو التوسط له لحل مشكلة ما يكون رد عضو المجلس التشريعي الموقر ما في اليد حيله، ولكن سبحان الله في يوم وليله استلزم أعضاء كتلة فتح البرلمانية وأصبح لديهم حيلة للمطالبة بالحقوق من خلال المهرجانات واللقاءات، والسؤال الذي يطرح نفسه كم عدد النواب من كتلة فتح الذين حضروا هذا اللقاء الجماهيري، أم أن وكلاء النواب سدوا الخانة، وكيف لكتلة محسوبة على فتح ان تنظم لقاء جماهيري دون علم القيادة الفتحاوية، وكيف تسمح كتلة فتح البرلمانية أن يتحول هذا اللقاء الى هتاف ضد الرئيس والقيادة، بل التحريض علنا، لكن سرعان ما انكشف أهداف اللقاء الذي من خلاله أراد القائمين عليه تمرير رسالة دحلانية الى القيادة، وهذا ما ثبت خلال كلمات المتحدثين والتصريحات الاعلامية لعدد من مقربي دحلان المتواجدين في اللقاء لوسائل الاعلام المختلفة، واذا كان نواب فتح متحمسين للقاء الناس ومواجهتهم بالحقيقة فلماذا لم تنظم لقاءات مع المواطنين قبل ذلك وسماع مشاكل الناس والاجابة على استفساراتهم وأسئلتهم التي تتعلق بالقضايا المجتمعية، وبما أن نواب فتح فتحاويين الانتماء كيف يسمحوا لأنفسهم المساهمة في ترسيخ التصنيفات التنظيمية داخل الجسم الفتحاوي، تلك التصنيفات التي ستحرق الفتحاويين بدون استثناء.
من الواضح أن هذا الغياب والانقطاع عن العمل لنواب كتلة فتح البرلمانية في غزة بعد كل هذه السنين له مسبباته الداخلية والخارجية، هل له من مسبب يمكن أن نقول أنه طارئ خارجي عن ارادتهم، أم تغيبهم بإرادتهم في الانقطاع عن العمل وأداء مهامهم، أم انماط التغيب لديهم مصطنع أم هو خليط بين الإرادي والا ارادي، ام شعوركم بالانعزال جعلكم لا تستريحون وايقظ ضمائرهم فجأة، أم دعاية انتخابية عينها على المؤتمر السابع للحركة، قد يكون لديكم التبريرات، ولكن الغياب والتغيب في آن واحد لا يقبل أي تبرير مهما كان وزنه في معدلات الكلام في ظل انعدام وسائل ضبط معدلات التغيب طوال السنوات الماضية.
ندرك أن غزة لها حقوق وهناك تقصير من قبل القيادة بحق غزة، ولكن هل توجهتم يا نواب غزة الى مسائلة الحكومة عن هذا التقصير وهذا جزء من مهامكم التشريعية، قد يكون ردكم بأن التشريعي معطل، ومع ذلك كان هناك اجتماعات للكتل البرلمانية باستمرار لمناقشة قضايا عده، ولم تنتابكم الجرأة ولو لمرة واحدة لطرح قضية من قضايا غزة على طاولة اجتماع النواب، فلماذا إذا هذه اللقاءات الجماهيرية، هل للتهرب من مسئولياتكم أم لخدمة مصالحكم الشخصية، فهمومنا علشان نفهم الامور على حقيقتها، ولكن الرسالة وصلت مع غيابكم وتغيبكم، عسى أن يكون استيقاظكم خيرا لمصلحة غزة وأهلها ..
بقلم / رمزي النجار
[email protected]