نودع عاما ونستقبل عاما جديد ولسان حالنا " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ "

بقلم: علي ابوحبله

ويبقى السؤال هل من تغير في مستقبل امتنا ، والى متى سيبقى حالنا يسير من سيء الى اسوأ ومتى ننتصر لأنفسنا لننتصر على معاناتنا مع انفسنا وننتصر على خلافاتنا وننتصر على انقسامنا ، فهل ننتصر على عدوانيتنا لأنفسنا لننتصر على الارهاب والقتل والدمار الذي يضرب مجتمعنا ويهز اركانه ،قد يكون الجواب ان لا مجال للتفاؤل لأننا في وضعنا الحالي وتفرقنا ابعد ما نكون عن تحقيق الاماني ، خاصة واننا نعيش في ظل وضع عربي منقسم على نفسه ونظام عربي رهن وجوده ومستقبله بأمريكا عدو العرب والمسلمين ،نعم نودع عام 2014 والحسرة والألم هي عنوان ذلك العام المنصرم ، هناك عشرات الالاف من ضحايا الارهاب الذي صنعته وغذته امريكا عبر حلفائها ، المتآمرين على امن ألامه العربية يدعون انهم يحاربون الارهاب وهم من يمولون الارهاب ويغذونه ، عام 2014 كانت سنه بسمة بارزه بعدوان اسرائيل على شعبنا الفلسطيني وممارستها للقتل بأبشع صوره وهدم البيوت على ساكنيها ولم تسلم من ذلك دور العباده وكل البنى التحتية ، عدوان اسرائيل على شعبنا جوبه بصمت عربي مخزي وبتحرك للضمير للشارع الاوروبي الذي خرج ليعبر عن رفضه للعدوان الاسرائيلي ، عام 2014 عام الخنوع والاستسلام للشارع العربي وهو عام سقوط ما يسمى ثورات الربيع العربي هو عام الانهزامية للامه العربية التي لم تحقق حلمها وأهدافها من ثورات استغلت لأهداف غير عربيه وضمن مشروع تآمري استهدف ألامه العربية وحرف بوصلتها عن اولوية القضايا وهي قضية فلسطين ، لم يتحقق حلم شعبنا الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وما زلنا في موضوع المصالحه مكانك سر ، عام 2014 ترك رواسب الانقسام الذي مازال يعشش في عقول وأذهان البعض من ابناء شعبنا الفلسطيني ، نودع عام 2014 الذي لم يترك لنا بصيص امل لنهاية النفق لنرى النور والحرية التي نطمح لتحقيقها ، امريكا والغرب ما زالتا يدعمان ويغذيان الارهاب الذي يستهدف سوريا والعراق ولبنان وفلسطين ويدعمان احتلال اسرائيل ، لم تظهر بوادر امل لإنهاء احتلال اسرائيل لفلسطين لنبني تفاؤل بالعام القادم ، نودع عام كانت فيه حال امتنا العربية قد وصلت لمرحلة التشرذم الحقيقي وان الفتن تنخر الجسم العربي وان العراقيون والسوريين واللبنانيين وغيرهم من العرب منقسمون على انفسهم بفعل المؤامرة التي استهدفت وحدة امتنا العربيه وبفعل مخطط التقسيم العرقي والطائفي والمذهبي ضمن المشروع الامريكي الصهيوني الذي يجثم على صدورنا ، ونحن نودع عام 2014 فان اموال العرب ومدخراتها يبددونها شرقا وغربا اما على التآمر او على الملذات ونحن نستقبل 2015 لا امل ولا تفاؤل بالمستقبل لان الحكام العرب هم انفسهم لن يتغيروا او يكون بمقدورهم التغيير ارتضوا التحالف مع امريكا وإسرائيل والغرب على حساب الحرية والكرامة وبناء مستقبل للاوطان ، وان السوريين والعراقيين واللبنانيين وعلى رأسهم الفلسطينيون يدفعون ضريبة الكرامه العربية بمواجهة المؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينيه وتدعيم وترسيخ امن اسرائيل على حساب امن واستقرار ألامه العربية ، وحال امتنا العربيه جمعاء لن يكون بأحسن حال وهي تستقبل عامها الجديد 2015 وصدق الله سبحانه وتعالى في قوله إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ، وهذه حكمة بليغة تتطلب من العقلاء في هذه ألامه الى هداية ألامه وإصلاح شؤونها وتقويمها لتسير نحو الخير والصواب للخروج من مستنقع الفساد والماسي والفرقة التي تعيشها ألامه العربية الاسلاميه اليوم ،وليعلم الجميع ان الله ليس بغافل عن الظالمين سواء كانوا حكاما او في منزلتهم من البشر ، وليعلم الجميع ان صلاح ألامه هو بصلاح النفس وببعدها عن الظلم والعمل بما انزل الله لتحقيق الامن والعدل ، ونسأل الله ان تعود ألامه جمعاء لرشدها ووعيها وان تشرع بالتغيير وفق ما اراده الله وان تنتصر للحق والعدل والمساواة للخروج من معاناة ما نعاني منه وهذا ما نتمنى تحقيقه في عامنا الجديد 2015 حيث ودعنا العام الماضي والحسرة والألم تكتوي في نفوسنا ، وان الامل يعترينا في تحقيق غايتنا وأهدافنا في العام الجديد متطلعين للخروج من هذا النفق المظلم لرحابة العدل والأمن والطمأنينة والانتصار لمطالبنا المحقه وتحرير فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني ومن تحلل امتنا وخلاصها من القيود الامريكيه الغربيه وتحرر امتنا العربية من قيود العبودية والتبعية لأمريكا والغرب ومن استقرار وامن سوريا والعراق ولبنان ومصر وفلسطين وهزيمة الارهاب بكل معنى من معاني ما هدفت امريكا والغرب وحلفائهم من تحقيقه وذلك بهزيمة مشروعهم التآمري الذي يستهدف ألامه العربية الاسلاميه