العدوان الإسرائيلي لم يتوقف على الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة، ولربما كان العام 2014 هو الأسوأ في قطاع غزة، فالالاف الناس قد قتلوا و جرحوا وتشردوا من بيوتهم، ولازال الوضع كإرثي، والعدوان السياسي على القيادة الفلسطينية لازال مستمر، ويواصل قادة التطرف الإسرائيلي تهديداتهم البغيضة والسافرة بالاستهداف الشخصي أو السياسي لك، لأنك متأكدون أنك لن تلين ولن تتراجع في كل قائمة الثوابت الفلسطينية والحل النهائي ولن تتوقف جهودك في مواصلة الحراك الدبلوماسي والسياسي للوصول للدولة الفلسطينية عاصمتها القدس، وكذلك مواصلتك الليل بالنهار لانجاز المهمة الأكبر وهي تحقيق الوحدة الفلسطينية .
منذ أن قلت (لا) للإدارة الأمريكية وللحكومة الإسرائيلية، بعد انتهاء "فرصة" التسعة شهور مفاوضات، وقمت بإفشال تلك السياسات المتطابقة بين الإدارة الأمريكية، و(إسرائيل) إزاء القضية الفلسطينية، فكان القرار الواضح بأنه : لا للدولة اليهودية ولا لشطب حق العودة ولا لانتقاص الحق الفلسطيني، ولا للتراجع عن التقدم لعضوية الجمعيات والمؤسسات الدولية ذات الصلة بقضيتنا الفلسطينية والحرية والدولة، ورفضت التجاوب مع كل المطالب الأمريكية لإلغاء تقديم طلب الدولة للأمم المتحدة، وفي المقابل نشطت السياسة الفلسطينية لتحدث " ثورة في الدول الأوروبية" فكانت ولازالت تلك البرلمانات تعترف بالحق والدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير، مما أدخل (إسرائيل) في أزمات داخلية وحاولت أن تخرج منها بارتكاب الجرائم والمجازر والعدوان المستمر ضد القيادة والمؤسسات والشعب الفلسطيني، وبل قاموا باغتيال القائد زياد أبوعين عضو المجلس الثوري والذي أرهقهم ملفه واسمه أيضا في ملف تبادل الأسرى في العام 1983 وكانت الصفقة تتوقف نهائيا يوم-ذاك .
ونحن على أعتاب الاحتفال بالذكرى الخمسين لانطلاقة حركتنا الرائدة وفي اليوبيل الذهبي لحركة "فتـــــــــح" الديمومة، نهنئكم بالانطلاقة المجيدة كما نهنيء كافة أبناء شعبنا الفلسطيني وحركة فتح، ونؤكد انه لازالت كلماتكم الصادقة نابضة في قلوب الوطنيين والأحرار والصادقين حين قلت في اجتماع المجلس الثوري:" لقد بلغت التاسعة والسبعين من العمر، ولن أختم حياتي بخيانة وطنية"" فحددت عنوانا لكل الشرفاء والنبلاء والأوفياء وقاموس مواطنة ونضال، وكنت دوما تؤكد على واقعية حركة فتح وكيف أنها لا تقاتل لأجل القتال بل تقاتل لأنها تحمل قضية عادلة ومبدأ ثابت وحلم مشروع في قيام دولة فلسطين المستقلة، ونحن على أبواب مؤتمرنا العام السابع، نثق تماما أن فتح سوف تتقدم وسوف تجدد البيعة لدماء الشهداء وأنات الأسرى وسوف تستمر في المسيرة، لأنها حركة تحرر وطني وجدت لتبقى ولتنتصر، وسينهزم كل من يريدونها " بمقاييس الأنانية والشخصنة والمال القذر وولاءات سوق النخاسة وعبادة الأزلام" .
الرئيس أبومازن هو عنوان الشرعية الفلسطينية ، وحكيم المسيرة وقائدها، ونحن معه حين يصرِّح بأن القدس هي البداية والنهاية، ومفتاح السلام، والقلب النابض لدولة فلسطين وعاصمتها التاريخية الأبدية، وتتمسك فلسطين قيادة وشعبًا بالثوابت الوطنية، وأنه لا سلام ولا استقرار ولا اتفاق دون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين، ونعم إن العدوان والتهديد لا يفرض السلام، وحتى لو كان لدى (إسرائيل) كل القوة السحرية الهائلة، فلن تجبر أي فلسطيني على أن يتخلى عن أرضه وحقه في دولته وفي الحياة الكريمة، وسوف يستمر النضال حتى التحرير والدولة .