لم يكن مستغربا ممن يقرا الواقع جيدا هذا الرفض من مجلس الأمن الدولي لتمرير قرار يتعلق بالقضية الفلسطينية ، فالمشروع الفلسطيني تم تقديمه لمجلس الأمن دون موافقة أو إجماع من قوي وفصائل شعبنا ، ولم يتم التشاور حول هذا المشروع ، فكان نتاج هذا الاستفراد والإصرار علي تجاوز كل قادة شعبنا هو الفشل ،
رغم أن هذا المشروع بكل تفاصيله لا يرتقي لأدني طموح لشعبنا ولا ينصف حقوقنا إلا انه رغم كل هذا جاء إثباتا لكل المطبلين والمصفقين لأي خطوة مهما كانت ضارة بقضيتنا ، وكل همهم أن يهتفوا للسلطان حتى لو باع كل ما تبقي من بقايا الوطن فسيجعلونه بيع وطني ويهتفون له ،
فماذا ينتظر هؤلاء بعد أن تم رفض هذا المشروع رغم كل ما قدم من تنازلات ؟؟؟ فهل مازالوا يراهنون علي هذا العالم الظالم الذي لا يعطي للشعوب حقها إلا تحت الضغط والقوة ، فحينما غابت البندقية كخيار استهان بنا العالم ، فهل مازال هناك رهان علي الولايات المتحدة الأمريكية بعد استخدامها حق النقد الفيتو للمرة الواحد والخمسون ضد قرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية ودعما للاحتلال ؟؟؟ وهل مازال البعض الواهم يتعامل مع الإدارة الأمريكية أنها وسيط ؟؟؟
يجب إعادة النظر بكل الاتفاقيات مع الاحتلال الصهيوني ، والتوجه فورا لإعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح جبهة وطنية موحدة لمقاومة الاحتلال والتراجع عن سياسة الاستفراد بالقرار ، وفتح كافة الخيارات أمام شعبنا ، فغصن زيتون لا تحميه بندقية فهو انهزام ،
فهذا العالم الظالم لا يفهم إلا لغة القوة ولا يحترم إلا القوي ، وقوتنا هي بوحدتنا والاتفاق علي برنامج وطني كفيل بإعادة حقوقنا ، فيكفي تهاونا بقضايا الوطن ، فدماء الشهداء وآلام الجرحي ومعاناة الأسري ثمنها يجب أن يكن حرية للوطن وانتصار للقضية ، فالقائد الرمز ياسر عرفات قدم روحه ثمنا لهذه القضية ولم يقبل أي تراجع ، فيامن تتغنون بالرمز أبا عمار البس الأولي بكم أن تسيروا علي دربه ونهجه المقاوم ؟؟؟
العالم لن يلتفت لكم ولن يعطيكم أي اهتمام ، والاحتلال الصهيوني لن يعطيكم حقوق أبدا ، فطريقتكم فاشلة وسياساتكم الانهزامية أضعفت مطالبكم ، فالحق يحتاج قوة تحميه وإلا ضاع الحق ، فيكفي تهاونا بالوطن ،
القائد الرمز ياسر عرفات رفض التهاون بقضايا الوطن ووقف سدا منيعا ضد مشاريع التصفية وعاد من كامب ديفيد ومعه قرار الانتفاضة والمقاومة ردا علي تخاذل الإدارة الأمريكية بإنصاف قضيتنا وحقوقنا ، فماذا انتم فاعلون ؟؟؟
قوة فتح ووحدتها قوة للمشروع الوطن والقضية ، ففتح قوية يعني قوة الوطن ، فأعيدوا حساباتكم جيدا ولتتراجعوا عن سياسة الإقصاء وتهميش المناضلين وقطع الأرزاق ، ولتراهنوا علي شعبكم وعلي حركة فتح ، وإلا فان التاريخ لن يرحمكم ، وشعبنا لن يغفر أبدا ،
والله الموفق والمستعان