ما أصدق تنظيم محمد العجلوني!

بقلم: فايز أبو شمالة

محمد العجلوني اسم لكل فلسطيني يرفض الاحتلال، ويكره المذلة والمهانة، محمد العجلوني استل سكين الشرف ووجه طعنتين لجنديين إسرائيليين في القدس، إنهما طعنتان غاضبتان؛ طعنة ضد الاحتلال وطعنه ضد عملاء الاحتلال.
محمد العجولي الذي شاهده الجميع خفة حركاته على الفيديو، القت المخابرات الإسرائيلية القبض عليه في رام الله، رغم أن الرجل من سكان القدس، ونفذ عمله البطولي في القدس، فمن الذي أوصله إلى رام الله؟ من الذي أوصله إلى قلعة السلطة الفلسطينية؟ ومن الذي أوصد عليه الباب، وأبلغ الجيش الإسرائيلي بمكانه؟ من الذي عاون المخابرات الإسرائيلية لإلقاء القبض على بطل فلسطيني قاوم الغاصبين؟ هل يقف وراء ذلك عميل صغير، يعمل مقابل كرت جوال، أم هنالك مؤسسة عملاء تتسلم حسابات ضخمة في بنوك الدول الأجنبية؟
مهما يكن مستوى العميل الذي وشي بالبطل، فالواجب يقضي على شباب فلسطين أن تعرف الجهة التي وقفت وراء تسليم محمد العجلوني، ومن الواجب أن يصوم رجال المقاومة عن المس بطرف ثوب اليهود الغاصبين قبل أن يقطعوا رأس العملاء، إن قطع رأس العملاء من المهمات التي تسهل على الشعب الفلسطيني مقارعة الأعداء.
إن من يتابع سير المقاومة في قطاع غزة على مدار أكثر من عشر سنوات، يدرك أن المقاومة قد لجأت إلى تحجيم دور العملاء أولاً، ثم اعتمدت أسلوب تصفية العملاء بعد أن هتكت سترهم، فغاروا عن أرض غزة، ليتوه الجيش الصهيوني دون العملاء في أنفاق غزة، ويغرق في بحر المجهول من ندرة المعلومة، لقد صار جيش الأعداء أعمى دون عملاء، وأمسى يقصف الأبراج السكنية على رؤوس أصحابها لضحالة المعلومات التي يمتلكها عن المقاومة.
من المؤكد أن محمد العجلوني يمثل ملايين الفلسطينيين، وهو لم يكن ينتمي إلى تنظيم فلسطيني بعينه، ومع ذلك فإن تنظيم محمد العجلوني بعفويته هو أصدق من كل التنظيمات التي تدعي انها على استعداد لقصفت تل أبيب، أو تدعي أنها أول الرصاص وأول الحجارة.
إن جميع التنظيمات التي ترقص في الشوارع لا تساوي شيئاً إذا تخلت عن البندقية، وإن كل الرؤوس القيادية لا ترتقي إلى مستوى حذاء محمد العجولني طالما لا تتبنى خط المقاومة، وإن كل فلسطيني يعتبر المقاومة الفلسطينية إرهاباً هو عميل لإسرائيل، وخائن للوطن حتى لو امتد تاريخية النضالي ألف سنة مما يعدون، وكما يدعون.