قبل أيام وصل للجميع و نشر خبر على وسائل الإعلام بكافة أنواعها و مواقع التواصل الاجتماعي خبر مؤلم قد يتطور خلال الأيام والساعات القادمة لكارثة مفاده أن هناك عاصفة ثلجية قوية قادمة نحونا هي الأخطر والأقوى منذ سنين على المنطقة من ناحية البحر ليس الأخطر فحسب وليست الأقوى وإنما نتحدث عن ارتداء المنطقة للملابس البيضاء وليس هنا نقصد ملابس الرومانسية الشتوية وكؤوس القهوة وإنما نتحدث عن كوارث قد تطال الأرواح قد تطال البشر في كل بقعة تمر عليها تلك العاصفة تلك المعانات القادمة ستسلب كل شيء جميل بقي أمام أعين فقراء غزة .
لقد اخترت الحديث عن غزة برغم أن العاصفة القادمة ستضرب بلاد الشام بشكل عام ليست كونها بقعة من المدن التي ترعرعت بين حمضياتها وزهورها وليست كونها أحب بقعة من الأرض أللي وليست كونها دمعة فلسطين الحزينة بل كونها بقعة الألم وبقعة العذاب بل هي بقعة الدم التي سالت بيد من القريب و البعيد و العدو ولأنها نالت من العذاب ما لم تناله الكثير من بقاع العالم العربي والأم الكبيرة فلسطين غزة على مقربة من كارثة طبيعية فلماذا كل الاستعدادات التي سنلاقيها لأجل الوقوف في وجه الكارثة الآتية لن تكون جزء من مائة جزء من استعدادات الأحزاب السياسية لجولة وهمية من حلم الانتخابات !؟ لم تفق غزة من حروب متتالية و فيضانات متتالية بعد حتى نسمع بعاصفة " هدى " ستضرب المنطقة لم تلتئم جراح القلوب والأجساد من حربها الأخيرة مع الكيان الصهيوني ولم يستقر بعد أولائك الذين دمرت بيوتهم و شردوا من ديارهم نحو مدارس الإيواء و الخيام ، لم يتم شمل الكثير من العائلات بعد فالكثير من العائلات الفلسطينية بغزة تفرق أفرادها بين الأقارب ممن لم يتضرروا فنجد العائلة الواحدة أصبحت بين هذا وذاك ودموع الأطفال على ألعابهم لم تجف بعد فكيف بكارثة جديدة ستضرب غزة ؟
غزة تنتظر عاصفة الثلج القادمة وفقراءها ينتظرون فيضانات قادمة و لسان حالهم يقول ملابسنا لم تجف بعد وبيوتنا لم تجف من كل شيء فمن النار والبارود لرائحة الماء النتنة من الفيضانات الأخيرة ، فقراء غزة يتطلعون لوجه الخالق على أمل أن يبارك في أي خطوة نحو التصالح المجتمعي ولكن أعينهم الباكية تعلم علم اليقين أن مثل الأحزاب السياسية ك " لا حياة لمن تنادي " وكلما يمر الوقت نجد كل حزب أصبح أحزاب وكل فئة صارت فئات والحزب الوحيد و الفئة الوحيدة من هذا الشعب التي تكبر هي فئة الفقراء فكلما مرت بنا كارثة طبيعية أو حرب زاد فقرائنا الجدد وكبرت بقعة الفقر و المصائب ! نعم غزة تنتظر الألم القادم وشعبها ينتظر والخوف كبل كل قوة يستطيع أن يقاوم ويقف أمام الألم ، لقد رأينا الأحزاب الفلسطينية بعد كل حرب وكارثة ماذا تكون ردت الفعل لهم للأسف الشديد الأحزاب لا تخدم إلا الأحزاب ، هناك أسئلة أهمها أن لماذا لا يتم التصدي لتلك الكوارث بقيمة كل كارثة لماذا دوما ننتظر كل كارثة ومن ثم نتحرك نحو من نشاء ومن نريد له الأمل ؟ لماذا لا يتم توزيع الأمل قبل مرور الكارثة ونحن نعلم أنها قادمة لماذا نغلق كل شيء أمام الفقراء قبل ووقت الكارثة ومن ثم نفتح الأبواب لمن نشاء ؟ هل السبب ما تعودت عليه قيادات الأحزاب السياسية من مد الأيادي وطلب المعونة الخارجية ودفع فلسطين لديون لن تخرج منها بعد سنين .
من هدمت منازلهم ، من شردوا من بيوتهم ، من فقدوا أشجار ظلهم و أهليهم ينتظرون بفارغ الصبر ما هو قادم وكانوا يأملون لو تكرمت حكومتي الوطن بالتحرك الجدي و الحقيقي نحو مشكلتهم وليس تركهم لما هو قادم وحدهم ثم نرى مسئولين الأحزاب يتجولون ويأخذوا صور تذكارية لهم بين دموع الفقراء ، كنا نتمنى لو يستحق هذا الشعب المكلوم جزء من مائة جزء من نصيب أي انتخابات حزبية في هذا الظرف العصيب على الوطن والمواطنين ، أيها السادة أيها القراء الأفاضل دعواتكم لغزة وشعبها ، صلواتكم لفقرائها فهم في كل فترة من الزمن ودوما ما تكون فترات متقاربة جدا يجدون الألم بدلا من العطاء الحقيقي والواجب على الأمة العربية تجاه هذا الشعب وهؤلاء الفقراء .
في النهاية دعوني أخبركم بما هو أتي على غزة بصيغة أخرى بقصة قصيرة حقيقية من الشارع الفلسطيني بغزة حيث كان هناك طفلين خلدوا للنوم بأحلام فمنهم رائد فضاء و أخر دكتور لم يستيقظا لأن شمعة سلبت أحلامهم وأجسادهم و جعلت أرواحهم تحلق بعيدا .