يا دعاة الشرعية.. الشرعية للنظام والقانون

بقلم: حازم عبد الله سلامة

لا رمزية لأحد سوي للشهداء ولمن ضحي ، لا رمزية لأحد سوي للأوفياء الذين يحملون هم الوطن ، لا رمزية لأولائك المتشدقين بالمناصب والمسميات والامتيازات ، فيا أصحاب المعالي والفخامة والسيادة ليس لكم أي رمزية ، والألقاب الواهية والتسلط لن يمنحكم رمزية ولن يعطيكم شرعية ، فالرمزية والشرعية للشعب ،

فكفاكم أيها المتسلقون ، فالرمزية ليس بما تملكون من مناصب ومسميات وزارية ،

إلي من يرددون كلمة الشرعية في كل المناسبات ويستخدمون كلمة الشرعية للتغطية علي نفاقهم وتجاوزهم للقانون والنظام ،

نقول لهم الشرعية للمؤسسة ، فالشرعية لا تُختصر بشخص واحد مهما كان ، الشرعية للنظام والقانون ،

فالشرعية هي لكل المؤسسات ، والشرعيات الفلسطينية متعددة ولكل صلاحياته ومجاله ، الشرعية هي للقانون والنظام والتعددية والديمقراطية والانتخابات والفصل بين السلطات واستقلال القضاء ، وليس الشرعية تعني أن تكن كل القرارات والسلطات بيد شخص ، هذه ديكتاتورية وتجاوز للقانون والشرعية ، فالرئاسة شرعية ، والمجلس التشريعي شرعية ، والقضاء الفلسطيني شرعية ، والشرعية مرتبطة بوقت زمني وتنتهي لتعود الكلمة للشعب ليقول كلمته ، وفي حالة الاختلاف علي الشرعية والصلاحيات يحتكم الجميع للقانون والنظام ،

فلا تتمسحوا بشرعية هنا وتنكروا باقي الشرعيات ، مع العلم أن كل الشرعيات الآن منتهية بعد مرور الفترة الزمنية التي منحها لهم الشعب ، والشعب هو مانح الشرعيات ، وهو مصدر السلطات ، وحرمان الشعب من حقه بالانتخاب وتجديد الشرعيات لمن يختاره هو قمة الديكتاتورية وقمة تجاوز القانون ، تتغنون بالشعب ومصلحة الشعب بينما تسحقون الشعب بديكتاتوريتكم واستبدادكم وتهميشكم ، فالمواطن ليس مجرد صوت انتخابي لإيصالكم للحكم ومن ثم الانقلاب عليه وإهماله وعدم الوفاء له بوعوداتكم وجحد حقوقه ،

ومهما طال تجبركم وتهميشكم للشعب ففي النهاية ستأتون إلي صندوق الاقتراع وسيكون الحكم للشعب ، وحينها ستجدون أنفسكم خارج الحكم بلا قيمة ، فالشعب ما عادت تخدعه شعاراتكم ولا وعوداتكم ،

فسيادة الشعب لابد من أن تعود ، وممارسة الديمقراطية بكل جوانبها هي حق ، وليس منة أو هبة من أحد ، فأعطوا للشعب حق من حقوقه بان يختار من يمثله ، بعد أن انتهت مدتكم وأرهقتم شعبكم بتمسككم بكرسي حكم بوليسي وأجهزة أمنية قمعية تمارس بطشها ضد حرية الشعب وحقوقه ،

ننتصر ويرتقي الوطن وينعم بالأمن والأمان حينما يستطيع المواطن أن يفكر بصوت عالي ويصرخ دون خوف من ملاحقة أمنية ودون تدخل مخبر يتلصص علي فمه يحسب أنفاسه ويلاحق كل كلمة ، ننتصر ويرتقي الوطن حينما يشعر المواطن بالطمأنينة والارتياح حينما يري شرطي أو رجل الأمن يمر من أمامه ، وطالما المواطن يشعر بعدم الاطمئنان للشرطي ولرجل الأمن فلا ولن يرتقي الوطن ، فيا من تتغنون بالشرعية والديمقراطية ، أعطوا لشعبكم الحق أن يمارس الديمقراطية ويعطي الشرعية لمن يستحق ، فقد قالها الرمز ياسر عرفات : والله إن هذا الشعب يستحق قيادة أفضل ،

والله الموفق والمستعان