إنتصار النحل ...!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

باتت الرحلة طويلة ...

ربما خمسين ...

أو ستين أو أكثر ...

أسير بها خطوة خطوة ...

بشوق وحنين ...

يمضي الوقت بطيئا ...

كمن يلهو بحجر ...

أو يتعثر بحجر ...

أو يتدثر بحجر ...

ثم يقذف حجرا ...

والبيوت كلها من حجر ..!!!

****

ما بين سفر أو سفر ...

يطول الغياب ...

يطول الإنتظار ...

اضيع بين الوداع والوداع ...

يرتد في صدري الحنين إلى الحنين ....!!!

يشعل شوقي للإياب ...

بعد كل هذا الغياب ...

****

عطر السماء ...

أمي وهدهدة الطفولة ...

آيات الصباح ...

شدو البلابل ...

أغاني الياسمين ...

هم الثلج ...

هم المطر ...

هم الحياة ...!!!

****

يرحل الآن نهار آخر ...

ويحل المساء ...

يحمل رائحة الشرق ...

منهكا يتجه بها نحو البحر ...!!!

****

قالوا ...

هناك الأفاعي وراء النهر ...

تتخفى بين الورود ...

كي تصطاد النحل ...

العابر من الضفة الاخرى ...

لكن النحل يتحايل عليها ...

ببعض العسل ...

يجمع رحيق الورود ...

يكتمل قرص الشمس ...

تختفي الأفاعي ...

وتعود إلى أوكارها ...

ينتصر النحل ...

يكتمل عرس النحل ...

بقرص من شمع مضيء ...

يفيض منه عسل ...

فيه شفاء ...

فيه غذاء ...

معلناً انتصار النحل على الأفاعي ....!!!