باريس والتناقض والنفاق في مسيرة التضامن

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
عبرت جميع مؤسسات ومرجعيات المسلمين عن الاستنكار والشجب الشديد لما حدث في فرنسا ،وأعلنت جميع الدول وزعماء العالم تضامنهم مع فرنسا بعد الحادث الذي طال الصحيفة الفرنسية ، واعتبر الجميع ما حدث إرهابا ، واحتشد عدد كبير من زعماء العالم في تناقض ونفاق في مسيرة تضامن مع فرنسا ، كل هذا شيء جيد ، ولكن يجب أن تكن مثل هذه المسيرات ضد الإرهاب الصهيوني وضد جرائم نتنياهو ، فكيف للنتياهو مجرم الحرب الإرهابي أن يكن في مقدمة مسيرتكم ، وهل هناك إرهاب اكبر من الاحتلال ؟؟؟

الم يري هؤلاء الزعماء إرهاب المحتل الصهيوني ؟؟ ألم تتحرك ضمائرهم أمام صرخات أطفال غزة وقصف البيوت وتدميرها علي رؤوس ساكنيها ؟؟؟ الم يري هؤلاء الزعماء جدار الفصل العنصري وسلب الأراضي الفلسطينية ؟؟
الم يشاهدوا الطفل محمد خضير محروقا بحقد المستوطنين وحاخاماتهم المجرمة ؟؟؟ فمجازر الاحتلال الصهيوني لم تحرك ضمائرهم أيها القادة ، فاكبر إرهاب هو الاحتلال ، فلمَ تغضون أبصاركم عن الإرهاب الصهيوني ؟؟؟

وهل نشر صور مسيئة لرسولنا ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم ليس إرهاب وتطرف ؟؟؟ ولمَ صمتم عن هذه الجريمة ؟؟؟ وهل لو صحيفة مسلمة نشرت صورا مسيئة لأحد الأديان ؟؟؟ هل ستصمتون وتعتبرونها حرية رأي وتعبير ؟؟؟ ولماذا حينما يرتكب احد المسلمين فعلا ضدكم تتهمون كل المسلمين بالإرهاب ؟؟ مع أن من ارتكب هذا العمل يحمل جنسيتكم وتربي في بلدكم وترعرع علي ثقافتكم ، وقد يكون لم يزور بلده نهائيا !!! إنها سياسة الكيل بمكيالين هي سبب كل الإرهاب بالعالم ،

فرنسا التي نصب الرئيس الليبي معمر القذافي خيمته في قصر الاليزيه بفرنسا ، وعقد صفقات تجارية كبيرة تخدم الفرنسيين ، حاربته فرنسا ووقفت مع معارضيه ، هذه المعارضة الليبية والثقافة المتشددة التي تتهمها فرنسا بالإرهاب هي من دعمتها فرنسا ،
وموقف فرنسا مما يجري في سوريا ودعمها للخط المتشدد الداعم للمجموعات المسلحة ضد النظام السوري ، أليس هذه المجموعات تعتبر إرهابية حسب التصنيف الفرنسي ، أم أنها سياسة التخبط والانسياق الاعمي مع المشروع الأمريكي ؟؟؟

سياسة فرنسا الخارجية متخبطة الموقف الفرنسي من القضايا العربية غير صادق وغير واضح ومضطرب ومتناقض، والرئيس الفرنسي يتحدث عما يجري في سوريا في كل مناخ بما يناسبه ، حيث يتحدث مع الجانب الروسي بلغة ، وبأخرى مع الخط المتشدد الداعم للمجموعات المسلحة .

والشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال وجرائمه ومازال ينزف دما وجرحا جراء الإرهاب الصهيوني المحتل ، ألا يحتاج هذا الشعب أن تقفوا مع قضيته ، ألا تتحرك ضمائركم في مسيرة للزعماء علي أرض فلسطين ضد الإرهاب الصهيوني ؟؟؟!!!
ستدفعون الثمن دوما جراء سياسة الكيل بمكيالين ، فلا امن ولا أمان لكم إلا بإنهاء معاناة الفلسطينيين وإنصافكم للقضايا العربية ، وإلا فالإرهاب سيكبر وينتشر ويطال كل عواصمكم وعقر داركم ،
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email protected]
مع تحيات أخوكم / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "