كل ما يحصل من حولنا من دمار وفتن , فإن من ورائه العدو الصهيوني الذي يسعى بشتى الطرق الى تثبيت جذوره بأرض فلسطين , ولقد شاهدنا المليارات التي أُنفقت على دول عربية ومؤسسات فلسطينية ودولية لتشجيع التطبيع في العالم العربي مع الكيان الصهيوني .
إن الذين تابعوا أخبار الثورة المصرية استوقفهم هذا الخبر : وهو "مطالبة القيادي في حزب العمل بنيامين بن أليعزر الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بـإعادة 300 مليون دولار ، كان الجانب الصهيوني قد أنفقها لتغيير المناهج التعليمية في مصر ، بهدف الحد من العداء للعدو الصهيوني ." إن هذا الخبر وبحد ذاته أكبر دليل على سعي وتغلغل العدو الصهيوني بكافة الانظمة العربية المتعاونة معه لتغيير أجيال بأكملها من خلال صقل عقول هذه الاجيال بوجوب وأحقية قيام الدولة الصهيونية على ارض فلسطين المغتصبة , ولكن يكفينا قول الله عز وجل(( و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))الانفال 30
فبعد إنقلاب السيسي على الحكم دعمه الصهاينة بيد من حديد , وطالبوا من شرفاء العالم بأن يدعموا حكم السيسي في مصر , وكانوا يراهنون على زيادة الأمن الصهيوني بتوطيد حكم العسكر والانقلابيين في مصر , وبعد العدوان الأخير على غزة والمفاجئة التي أذهلت العالم بأسره بالقوة الدفاعية والهجومية المتزايدة للمقاومة في قطاع غزة والخطط الاستراتيجية المتبعة , كان لا بد للعدو من إتخاذ اجراءات جديدة سعياً منه لإستنزاف قوة المقاومة , وإغلاق كافة الطرق التي تساعد المقاومة على التسلح والتصنيع , ومن هنا بدأ المخطط الجديد والذي تتبعه كافة دول العالم الحقيرة لتبرير ارهابها وحربها , بوتن الرئيس الروسي يفجر بيوت في روسيا ليعلن أن الشيشانين هم من قاموا بذلك ليبرر حملته على الشيشان بدعم داخلي وخارجي , والسيسي يرسل جنود له ليقاتلوا في ليبيا , ويأخذ قتلاهم ويزج بهم في سيناء ليبرر حربة ضد الارهاب كما يزعم .
إن نسيج هذه اللعبة السياسية العسكرية القذرة كانت بخيوط صهيونية وبأيدٍ مصرية , فمول العدو الصهيوني هذه العمليات الارهابية بالمليارات للسيسي لإتمام عملية العزل لأهلنا في غزة وإزالة رفح المصرية بالكامل , وحين إذٍ ستكون الانفاق بين رفح المصرية والفلسطينية بلا جدوى حسب ظنهم , وهم لا يعلمون شيئاً واحداً أن الحاجة هي أم الاختراع , فإن اغلقوا طريق واحد فإن الله عز وجل سيفتح مئة طريق .
إن الذي يثير الشفقة على حال أهلنا في مصر أن الانقلابيين في مصر تجرأوا على ما لم يتجرأ عليه العدو الصهيوني , كان بإمكان العدو الصهيوني ازالة رفح الفلسطينية بالكامل , ولكن لان نظرتهم على الواقع تمتد الى مئة سنة للأمام , وجدوا أن هذا سيعصف بهم وسيوقعهم بخسائر مادية وبشرية كبيرة , وبضياع الدعم الدولي لهم , فوجدوا أن الأفضل أن ينفذوا هذا المشروع من الجانب المصري مستغليين درجة الحقد بين الانقلابيين والإسلاميين في كل مكان , ومستغلين الجهل الحقيقي والتخبط الذي يعاني منه الانقلابيون .
العدو الصهيوني بدأ باتخاذ تدابير جديدة وهذا أمر متوقع بعد حربه الاخيرة على غزة , وأن كافة تدابيرة ستكون لمعالجة العجز الحقيقي الذي واجههُ العدو في شتى الميادين , وعلى الصعيد الآخر فأن المقاومة لن تفتأ تقاومُ , وقابليتها للمقاومة والدفاع والتطور غير محدودة بإذن الله يقول تعالى(( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )) الشعراء 277
إن مخطط إزالة رفح المصرية هو مخطط يخدم العدو الصهيوني في الدرجة الاولى , ولن تستطيع حكومة مصر الانقلابية القيام بهذا العمل وهي تعاني أزمة اقتصادية حادة وخاصة أن الخسائر المصرية الأخيرة بسبب الاستثمارات الخليجية والتي هي الاخرى تأثرت بأزمة انخفاض اسعار النفط , قد وصلت الى قرابة 70 مليار جني , وكان لا بد من عرض صهيوني بمليارات الدولارات للانقلابيين لتغطية نفقات إزالة المدينة بالكامل , وضخ بعض الاموال لدعم الاقتصاد المصري من جهة أخرى , وأسلوب الاغراء المالي لتحقيق الاهداف بالنسبة للعدو الصهيوني هو اسلوب تقليد قديم نجح فيه العدو منذ آلاف السنين , وشرط نجاح هذا الاسلوب مرتبط بوجود أنفس دنيئة لا تخاف الله , وهدفها الدنيا وما فيها من مغريات ولو على حساب الشعوب ,وما المطالبة التي طالبها الانقلابي السيسي بثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون , إلا خطوات تذكرنا بأفكار فرج فودة , والعلمانية والليبرالية الرافضة للعقيدة الاسلامية بفهم الصحابة والتابعين بل يريدوا القرآن بناء على فهمهم واعتقادهم وخاصة أن السيسي هو من خريج مدرسة مبارك والنظام المصري المعزول .
والله من وراء القصد وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين