ظّهر الثعلبُ نتنياهو يومًا في ثياب الواعظين

بقلم: جمال أبو نحل

بعد حادثة الاعتداء على المتجر اليهودي في فرنسا قبل يومين والذي أدي إلى مقتل العديد ممن كانوا فيه، وقف العالم مُندد بالجريمة النكراء؛ وكذلك نحن المسلمون في كل بقاع الأرض تعلمنا من تعاليم شريعتنا الإسلامية الوسطية السماحة وحرمة الغلو في الدين، وأن الدين الإسلامي هو دين السلام والمحبة والتراحم والتأخي واحترام حقوق وحرية الإنسان، وحرية المُعتقد والفكر وحرمة الاعتداء على النفس البشرية وقتلها وجرم الإسلام ذلك، بل حتي نهي عن إكراه أحد على الإسلام بقوله تعالى:" لا إكراه في الدين"، ولكم دينكم ولي دين" وأن الهداية هي من عند الله، وأن السلف من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم قد جعلوا أهل بلاد السند والهند وكثير من سكان المعمورة يدخلون في دين الله أفواجًا وذلك كان من خلال معاملاتهم التجارية و حُسن أخلاقهم وطباعهم وأمانتهم والمسامحة والتسامح والود والرحمة والأخلاق العالية الجليلة والأدب والذوق الرفيع عندهم، فكان الإسلام بسماحته ووسطيته ونبيه الكريم الذي أرسل رحمة للعالمين جمعاء، وليس للمسلمين فحسب، هذا النبي مُعلم البشرية معاني الرحمة والتسامح، وحينما كان يأمر الجيوش بالغزو كان يقول لهم: لا تقتلوا طفلاً ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأةً و ألا يقطعوا شجرة بل قال لهم: ستجدون أناسًا في صوامعهم أو رهبانًا، فإتركوهم وما يعبدون بل تجلت رحمته بالبكاء والحزن على جنازة مرت من أمامه قيل هي ليهودي أو نصراني ( كافر) بلغتنا اليوم، فتعجب الصحابة فقال نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام لهم:" نفسٌ ذهبت مني إلى النار" هكذا كانت إنسانيتهُ ورحمته وما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما وقال بعُث ميسرًا ولم أبعث معنفًا أو معُسرًا.

وبعودة إلى أحداث فرنسا، فلقد انتفض العالم كله ضد ما حصل وتجمع زعماء وقادة العالم في مسيرة في العاصمة الفرنسية ضد الإرهاب؛ وصدق الشاعر حينما قال: " قتلُ شعبٍ بأكملهِ مسألةٌ فيها نظر... وقتلُ يهوديٌ جريمةٌ لا تغتفر"، ونحن منذُ سنة 1926م إلى عام 2015م وما زال شعبنا الفلسطيني يذبح من الوريد إلى الوريد؛ ويقتل حتي الطفلُ الوليد، وحتى الرُضع والبهائمُ الرتع والشيوخ الركع والنساء الحوامل، بل سجلت الصهيونية في سجلها الأسود أبشع مجازر تُعد بالمئات بل بالألاف بحق الشعب الفلسطيني الأعزل صاحب الأرض وسكانها الأصليين منذ أزلٍ بعيد؛ ولقد مر ما يقارب قرن من الزمان والعالم الظالم الذي يدعي الديُمقراطية وحقوق الإنسان بل حقوق الحيوان جعل في أدنية طين والأٌخرى عجين فلا يسمع ولا يبصر أما حقوق شعبنا التي تستباح أرضهُ وعرضه وكل فلسطين حتي القدس الشريف يتعرض للتدمير والتهويد ليل نهار ولا حياة لمن تنادي، وحياة الفلسطينيين أصبحت بفعل الصهاينة المجرمين سجن كبير يعيشون فيه وتكاد أنفاسُهم تختنق من شدة الاستيطان وجور دويلة الاحتلال الظالم الغاشم قتله للأطفال والنساء والشيوخ والشباب بفلسطين و ناهيك عن اعتقال الالاف ومنهم حتي أطفال دون مُغيث لنا ودون أن يتضامن معنا ما يسمون أنفسهم قادة العالم الحر!! عجبًا لكم يا سادة أنتم بلا ضمير بلا أخلاق!!! أنسيتم حرب غزة الأخيرة؟ هل نسيتم ما فعل أحقر وأخبث وأنجس جيش في التاريخ وهو الجيش الصهيوني وعصابة دولة الاحتلال بقيادة الأرعن المجرم السفاح مصاص الدماء نتنياهو. و يا لوقاحتهِ وحقارتهِ بغير حدود؛ لقد شارك ذلك ( النتن ياهو) في المسيرة المنددة بالإرهاب في فرنسا، وتسلل كعادته هذا اللص الماكر الخبيث المريض عقليًا دون مراعة للمراسم البروتوكولية للرؤساء وتسلل الصفوف ليصل للصف الأول بين الزُعماء، والذين كان الأحرى والأفضل لهم طرد ذلك السفاح الذي قتل وجيشهُ النازي المجرم قبل خمسة شهور فقط/ 2600 شهيدًا في خمسين يومًا وأصاب أكثر من 12 ألف وكثير منهم بإعاقات وعاهات مستديمة؛ إن التاريخ لن يرحم كل من وقف ضد حرية الشعب الفلسطيني وضد القتلة المجرمين في كل زمانٍ ومكان؛ وطال الزمان أم قصر فإن مصير هذا القاتل المجرم نتنياهو كسلفه في الإرهاب المجحوم الهالك شارون سفاح مجازر صبرا وشاتيلا ، ولقد رأينا عذاب الله عز وجل له في الدنيا حتي أن الدود نخر جسده النجس قبل موته إلى جهنم وبئس المصير بإذن الله، وهذا مصير كل القتلة والمجرمين لن يفلتوا من العقاب – لأن الأرواح التي قُتلت بغير ذنب من الأطفال الرضع والحوامل والنساء والشيوخ ستبقي لعنات تطارد الاحتلال في كل مكان وزمان – وتلك الدماء الطاهرة الزكية غالية عند الله عز وجل والذين قتلوا بغير وذنب، بل لقد أُبيدت عائلات عن بكرة أبيها( وإذا الموءودةُ سُئلت بأي ذنبٍ قُتلت) إن شعب الجبارين سيبقي منغرسًا في وطنه متجذراً فيها حتي كنس الاحتلال؟، وعلى العالم أن يقف عند مسؤولياته الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية لأن مفتاح الأمن والسلام يبدأ من فلسطين ومفتاح الحرب تندلع من فلسطين، ولن يهدأ العالم ولن ينعم بالأمن طالما بقي أخر احتلال في العالم يقتل الأبرياء ويوقع الضحايا يوميًا من أبناء فلسطين.