نجاح أي فكرة وانتصارها يكمن في البحث عن العقائديين بالانتماء وصدق القناعة والوفاء ،

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحق لا يقاس بعدد الأتباع ، فكثرة الأتباع لا يعني بالضرورة انك علي حق ، فلا تبحث عن كثرة الأتباع ، بل ابحث عن الشركاء وعن الأوفياء للحق ، وعن من يحمل الفكرة بشكل عقائدي ومستعد للتضحية لأجلها ، ابحثوا عن خيارات أفضل ، ولا تعيدوا الخيارات الفاشلة ، فلكل مرحلة قادتها ، وإعادة التجربة الفاشلة بنفس شخوصها ونفس الطريقة لن يجني لكم نجاحا ، وستكون مجرد إضاعة للوقت لتكرار نفس الفشل ،
فالقادة الحقيقيون لا يصنعون أتباعاُ لهم ، إنهم يصنعون مزيداً من القادة ، ابحثوا عن الكفاءات كي تنجح الفكرة وتنتصر ، ولا تبحثوا عن مجرد أتباع ومصفقين وهتيفة خاويين ومفرغين ولا يعرفون عن الفكرة سوي ما يطمحون له من امتيازات ومصالح شخصية ، فالفكرة تنهض وتقوي بالكفاءات صادقة الانتماء وليس بالعلاقات والحسبات الضيقة ،
إنها قضية وطن ، واستنهاض شعب ، وحماية فتح ، والانتصار للمشروع الوطني ، وليس قضية عشائرية وعائلية وصداقات ومحاباة ، إنها قضية كبيرة وشاقة وفكرة أصيلة ، إنها سفينة الوطن ، تحتاج لرجال يحملوها ويحموها ويعبروا فيها إلي بر الآمان ، متحدين كل الأمواج المتلاطمة والعواصف العاتية ،
من لا يتعلم من تجارب الماضي ، ويقوم باستمرار بتقييم كل مرحلة وأداؤها وتحديد نسبة النجاح والفشل ، أين أصاب وأين أخطأ ، والعمل بجدية لتجاوز الفشل وتنمية النجاح ، فانه لن يكون له موقع أو مكان ،
فأن تخوض معركة بألف شخص أوفياء ومخلصين للفكرة ، خيرا من أن تقود معركتك بمئات الآلاف وحين الشدائد تلتفت فلا تجد منهم إلا ألفا ، فلتكن منذ البداية علي قناعة أن تخوض معركتك بألف من الأوفياء والمخلصين لتعرف قدرتك وتخطط وفق إمكانياتك ، وحين الشدائد لن تفقد احدهم إلا إذا ارتقي إلي العلا مدافعا عن الفكرة ،
ففي مسيرة الثورة الطويلة ، يتساقط علي الطريق عدد من المشككين والمتسلقين وضعاف الانتماء وقليلي الثقة ، فهذه طريقنا طريق طويلة وشاقة وتحتاج لصبر ومزيد من العطاء ، فمن يتنازل مرة يستسهل التنازل ويتنازل مرات ، ومن يتخلي في وقت الشدائد ويختفي ، ويظهر في وقت الرخاء ، لا ولن ينتصر لفكرة وسيبقي معول هدم وإساءة ،
ففي كل جماعة أو تنظيم أو فكرة هناك ثلاثة أنواع من الأشخاص ، 1- عقائديون : وهؤلاء هم الفكرة وهم من يحملون همها ومستعدون للدفاع عنها بأرواحهم وبكل ما يملكون ، ومستعدون لدفع أي ثمن مهما كان باهظا لأجل الانتصار للفكرة ،
2- موظفين : وهؤلاء يتعاملون بأنهم مجرد موظفين بالفكرة يحسبونها حسب مصالحهم وتوافقها مع أطماعهم وبرستيجهم ، وفي أول شعور منهم بعدم تماشي مصالحهم مع الفكرة فإنهم يتركونها ويبحثون عن امتيازات أخري في مكان أخر ،
3- المرتزقة : وهؤلاء متسلقون يلتحقون بالفكرة كعمل تجاري يستفيدوا من خلاله لزيادة امتيازاتهم وملء جيوبهم وكروشهم ، وهؤلاء سرعان ما يبيعون الفكرة وينقلبون عليها ويعادونها لو وجدوا من يدفع أكثر ،
والمترددون والمشككين ممن ارتضوا لأنفسهم بأن يكونوا سلعاً للبيع لمن يدفع أكثر ، يعتقدون بأن كل الناس مثلهم بلا أخلاق وبلا مبادئ وعديمي الانتماء .
فنجاح أي فكرة وانتصارها يكمن في البحث عن العقائديين بالانتماء وصدق القناعة والوفاء ،
والله الموفق والمستعان
[email protected]
مع تحيات أخوكم / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "