منذ أن تفتحت عيناي على الحياة ومنذ أن تشرفت بالعضوية في حركة فتح وأنا اسمع أن اﻻخ القائد و الأب الدكتور زكريا الأغا "ابوعمار" هو قائد من القيادات الأولى لحركة فتح عامة وفي قطاع غزة خاصة، وكان هذا الإنسان القائد يتردد اسمه في الميادين وله هيبته وحضوره وقوة شخصيته.
وحين كلفني عضواً بقيادة إقليم وسط خان يونس "الملف الإعلامي" وجدت فيه إنسانا لماحا ومتعاونا ومتفهما، غير متوان في تقديم مساندته وإبداء استعداده للقيام بكل ما يلزم من أجل البناء الوطني والفتحاوي وتوفير كافة احتياجات العمل، ولأنه يتميز بالذكاء وبقدرة فائقة على الإلمام بالمواقف التي تواجهه من جميع نواحيها، وبالرغم من ثقل الملفات الوطنية والفتحاوية الموكلة له، إلا أنك دائما تجده متصفا بالحكمة والدفاع عن الحق وحقوق الناس، ولا تثنيه عن ذلك اختلاف الآراء من حوله ولا يركن إلا إلى قناعاته وحكمته وقوة بصيرته في الأمور، مما شكل له على الدوام مهبطا آمنا يأخذ الجميع إلى حيث المحطات المنشودة، وتبرز هنا حكمته واتزانه، ويشهد له أنه يتجاوز العقبات ويخترقها، ويصنع منها جسرا للوصول، وكثيرة هي المواقف والعقبات التي يقف الكثيرون أمامها حيارى مترديين وربما متراجعين ولكنك تجده قد قام بتجزئتها وبهدوئه المعهود وقوة قراءته للأمور وتحليلها، يجعلها أجزاء قابلة للحياة والحل، ولا يتوقف عند ذلك بل يتابعها فيما بعد حتى أدق تفاصيلها، وتعجب بل تستغرب أن صاحب هذه الملفات الهامة والثقيلة يعرف تفاصيل الأمور الصغيرة أو حتى التي يوكلها لغيره أو يفوضه فيها .
وما عهدته يوما إلا متصفا بالمرونة ورهافة الحس، وهو بذلك يستحق أن يكون القائد المتمرس، كيف لا وهو رفيق الدرب للقائد الشهيد الرمز ياسر عرفات "أبو عمار" ورفيق الدرب للقائد الرئيس محمود عباس "أبومازن" وعمالقة المؤسسين والبناء الوطني والفتحاوي، فلا عجب أن تكون إدارته بارعة وقيادته حكيمة وناجحة.
واذكر أننا في إحدى الاجتماعات معه كان يركز دائما على مقولته: " أنه يجب الاهتمام بالتوعية والتثقيف وان تظهر صورتنا الوطنية الفتحاوية بمصداقية عالية أمام الناس، وان نعمل كل ما بوسعنا من أجل إنجاح التنظيم وحماية حقوق الأجيال القادمة وان نكون على جاهزية لأي إنتخابات رئاسية،وتشريعية ووطنية قادمة".
وها هي انتخابات المناطق والأقاليم في قطاع غزة، وبحكمته وتوجيهاته تعبر المحطة واحدة تلو الأخرى، وفي ظل أوضاع صعبة جدا ومأساوية من كافة النواحي، وشاهدته قبل أسبوع في مؤتمر وعرس الانتخابات للمكتب الحركي المركزي للصيادلة وكان يهتم بكل صغيرة وكبيرة ويتابع بكثب ومعه ثلة من القيادات التي يُشهد لها بالفعل التنظيمي والحركي المنشود والحكيم أيضا.
وها هو وبرغم مسؤولياته الكبيرة، يقوم بتلبية الغالبية من النشاطات الميدانية أو الحركية أو الوطنية، وأمامه تجد انك تقف أمام إنسان قائد يتصف بمحبته للجميع وتواضعه ولا يغادر أي مكان قبل أن يسلم على الحضور ويكرمهم ولا يتوان في الاستماع إلى من يريد أن يتحدث له في موضوع أو لديه مسألة.
حقيقة إنني أسجل كلماتي هذه للتاريخ، ومن وازع شعوري بالمسؤولية والواجب الوطني والحركي لكي أسجل لهذا الرجل والإنسان والقائد ما أستطيع، وأعلم أن لدى غيري الكثير الكثير مما يمكن أن يقولونه، و بالتواريخ والوقائع والمواقف المشهودة لهذا وعن هذا الأب القدير والحكيم د.زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومفوض عام التعبئة والتنظيم لحركة فتح في قطاع غزة، والحديث يطول عن المهام والمواقع التي تحمل مسؤولياتها فيها وافني زهرة شبابه،مع رفيقة دربه المرحومة الدكتورة الفاضلة/ فريال البنا التي تحظى بعد رحيلها بحضور متميز لا يستطيع احد إلا أن يتذكر مواقفها الصلبة الوطنية المتميزة.
وفي نهاية مقالي أسجل أن الدكتور زكريا الأغا دائما رائعا في نظري وسيبقى، وأسال الله له الصحة والعافية وأن يوفقه في كل مهامه من أجل فلسطين القضية وفتح الحركة والبناء التنظيمي والوعي والاستنهاض، وان شاء الله تتحقق كل أهدافنا في الحرية والدولة والعاصمة القدس الشريف.