حزب الله في الميزان

بقلم: طلال الشريف

الغارة الاسرائيلية على مكتب حزب الله في الجانب الآخر للجولان العربي السوري ومقتل ستة قياديين يستدعي سؤالا كبيرا " هل أخذت اسرائيل تهديدات نصر الله باجتياح مدن شمال اسرائيل على محمل الجد ؟؟
نعم اسرائيل على ما يبدو أخذت التهديدات على محمل الجد حيث تدور خارج حدود اسرائيل معارك شرسة بين السنة والشيعة وتأخذ منحا خطيرا في معركة توسيع النفوذ والاستيلاء على مناطق جغرافية في دول يشوبها الفوضى وضعف السلطات المركزية وتشظي الدول في العراق وسوريا ولبنان واليمن وما هو تحت السطح الفلسطيني من ألغام كبيرة قابلة للانفجار .
تهديدات حزب الله يبدو أنها جدية اذا ما نفذت ولو بمعركة كبرى يتقدم فيها حزب الله الى المدن الاسرائيلية يتبعها قوافل الزحف نالاسلامي بشقيه السني والشيعي نحو الحدود والمدن الاسرائيلية قد تكسب المحور الشيعي السبق في نقل المعركة الاسلامية البينية للحرب مع طرف ثالث متداخل في الصراع السني الشيعي بشكل خفي وهو اسرائيل وهو خشبة الخلاص من الاشتباك السني الشيعي أو الوحدة في قتال عدو مشترك وتوجيه الطاقات نحو الصراع مع اسرائيل.
اندلاع الحرب بين حزب الله واسرائيل قد لا يوصل لحالة مشاركة سنية في تلك الحرب والزحف نحو اسرائيل لأسباب كثيرة أهمها هو عدم التنسيق والاتفاق مسبقا مع الحركات السنية خارج وداخل حدود اسرائيل مما يعيق صناعة حالة اندفاع اسلامية متكاملة نحو اسرائيل وخاصة وأن اسلاميو غزة في وضع من الصعوبة التورط مرة أخرى في حرب جديدة مع اسرائيل إلا إذا حدث الزحف الاسلامي الشامل نحو اسرائيل من الخارج.
حزب الله وحده أو مع الاسلاميين السنة لو اندفعوا معه في حال اندلاع الحرب هو الآن في الميزان ...
لو تورط حزب الله في حرب جديدة مع اسرائيل ﻻ يحسم نصرا كبيرا لأن اسرائيل في الوقت الذي تجتاح العواصم والمدن العربية القريبة جحافل المقاتلين الاسلاميين بشقيهم تدرك أنها في خطر وستضرب بقوة هذه المرة كما رأينا تطورات ومجريات وتصاعد قوة القصف الاسرائيلية في حرب غزة قبل أشهر قليلة فالعنف الزائد والقوة الزائدة هي سيدة الموقف لدى دولة اسرائيل الآن وفي وقت ارتفعت فيه أصوات أوروبا وأميريكا وأستراليا المناوءة للمسلمين بعد عملية باريس وهو قوة دافعة لإسرائيل حاليا وقد يكون مسلسل كسر شوكة حزب الله والاسلاميين قد بدأت بعملية باريس وتبعها حركشة اسرائيل بقصف عناصر وقادة من حزب الله لجر حزب الله للحرب وقد تكون خطة استراتيجية لكسر حزب الله ليبدأ التراجع للشيعة بعد التقدم الذي أحرزوه في اليمن ولذلك حزب الله أصبح مصيره في الميزان فهو غير قادر على الصمت وتمرير الغارة الاسرائيلية الأخيرة وليس لديه يقين بتحقيق نصرا خارقا على اسرائيل .
تصوري أن حزب الله عليه أن يحذو حذو سوريا لتأجيل الرد على الغارات الاسرائيلية لأن مصير الحزب كله قد يكون مطلوبا اقليميا لرسم قواعد لعبة جديدة في المنطقة تختفي فيه حركات وأحزاب المقاومة و على خلفيات المحاور الكبيرة في المنطقة وتقليص للدور الايراني والشيعي في المنطقة.
حزب الله في مأزق وذلك يحتاج تفكيرا عميقا وليس ردا سريعا.

طلال الشريف
18/1/2015