ظلام دامس يغلف واقعنا الفلسطيني، وتصيبنا الخيبة تلو الأخرى من الصمت الدولي تجاه كل ما تقوم به (إسرائيل) ضد شعبنا الفلسطيني، وما تمارسه من اعتداءات إجرامية وسافرة مستمرة، وكأن الصقيع القارص يسيطر على القرار الدولي الذي ينشط دائما ضد العرب والمسلمين، وبل تتحرك الجيوش لأجل تنفيذه ، وتغيير جغرافيا تلك الدول وتركها في واقع رديء جدا وتعيدها لسنوات بعيدة .
وهنا على الكتاب الفلسطينيين ألا يبتعدوا عن هذا الواقع في تشريحه وتفصيله ووصفه ووضع الحلول ونقله إلى كل العالم عبر الكلمة أو الصوت، فكما مجموع العقول أقوى من عقل واحد مهما كان ذكيا ونابغا، فإن مجموع الأفكار أقوى من الفكرة الواحدة.
ان القضية الفلسطينية من أكثر القضايا المؤلمة، وقد استطاعت الدعاية الصهيونية في بث دعاياتها في أوساط العرب والمسلمين، الذين يتحملوا مسؤولية كبرى في ضياع حقوقنا، وعدم انتصارهم الحقيقي لفلسطين، وتحولت السهام المسمومة لأبناء شعبنا، ويشعر الكثير منا بأن هناك من يزدريهم وينغص عليهم ويضيق عليهم الخناق، وهذا ليس اليوم، بل من عشرات السنوات، وكأن العالم لم يكتف بتهجيرنا وطردنا من أرضنا وذبحنا وحرقنا فوق أرضنا وخارجها، بل ألصق بنا تهماً بشعة، بحيث صدقت مطارات عديدة أن الفلسطيني مخلوق من قنبلة تنفجر بمجرد الاقتراب منه، ولهذا أيضا نحن لا نستغرب تفوهات الحاقدين الصهاينة وقادة التطرف في (إسرائيل) ومنهم الحاقد ليبرمان، حين يصفون الرئيس محمود عباس "أبومازن" بـممارسة الإرهاب الدبلوماسي، وأصبح كل من يطالب بحقه المشروع وحق شعبه ويدافع عنه (إرهابي) أما المحتل والقاتل والمجرم فيضع نفسه في موقع (الضحية)، ويصمت العالم كما صمت أبان مراحل اغتيال الشهيد الرمز أبو عمار وهدم المقاطعة والاعتداء على السيادة الفلسطينية .
يعرف الاحتلال الإسرائيلي أن شعبنا الفلسطيني لن يفنى، ولن يعدم، ولن تذوب قضيته، وكما قلنا فإننا جميعا أبو عمار، نقول اليوم (كلنا أبو مازن) فهو عنوان الشرعية الفلسطينية وقائد الشعب الفلسطيني ورئيسه، ولا يمكن للاحتلال السيطرة على شعبنا وأرضنا إلى ما لا نهاية، ولا يمكنها الهيمنة على حقنا في الحياة الكريمة للأبد، ولن تهدم أحشاء الاحتلال قضيتنا.
ان (إسرائيل) تتفنن في ممارسة وتطبيق الفوضى الخلاقة واستغلال حالة الانقسام الفلسطيني، والضغط على القيادة والشعب من خلال قرصنة الأموال وسرقة مقدراتنا، وإرهاب قرارنا الشرعي والمشروع والحق، ومحاولة يائسة وفاشلة لكي لا تتراجع القيادة الفلسطينية عن خطواتها السياسية من اجل فضح جرائم الاحتلال ومحاكمته والعودة مرة تلو المرة للعالم لكي ينتهي الاحتلال والى الأبد ويبزغ فجر دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس .
علينا أن نستغل كل المنابر الإعلامية لكي نحمل قضيتنا إلى كل مكان، ولا نيأس أو نضعف أو نتراخى في ذلك، فالقلم سيف بتار والكلمة رصاصة مشروعة لا تقتل ولها تفتح الطريق كل الطريق وبكل اللغات لكل الشعوب، وتصرخ في وجه العالم، شعبنا الفلسطيني يستحق الحياة والحرية والدولة والاستقرار.
ملاحظة: إن أي ضعف يصيب أي من الدول العربية، فهو يصيب قضيتنا الفلسطينية، ولهذا مع دولة اليمن الشقيق في ما تمر به من منعطف خطير، ونتمنى السلامة لكل أبناء الجالية الفلسطينية في اليمن والذين يقدرون بأكثر من ثلاثة آلالاف فلسطيني .