‫إسرائيل تقتل وأمريكا تنُظف

بقلم: عبد الرحمن صالحة

عالم غريب يسوده قانون شريعة الغاب متغير ومتبدل يكيل ويؤازر القوي على حساب الضعيف الخاسر وقد كان ذلك واضحاً طيلة الفترة السابقة وعلى كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية، ولعل الجهة التي تقود هذا المشروع القذر هي الإدارة الأمريكية المتعاقبة التي أخذت على عاتقها دعم المشروع الصهيوني على الحساب القضية الفلسطينية التي تسعى لتصفيتها والأدلة كثيرة منها سعي الإدارة الامريكية بعد أن ذُعرت " القيادة الإسرائيلية"  السياسية والعسكرية من الخطوة الفلسطينية التي كانت من المفروض أن تترجم على أرض الواقع بعد أن انتزع الفلسطينيون في الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب لنكون عضواً في المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة  دولة الاحتلال على جرائمها وليس أن يتم اتخاذها نهاية العام الماضي 2014م. حيث تسعى الإدارة الأمريكية لإنقاذ اسرائيل من تحقيقات الجنايات الدولية من خلال عرقلت عمل المحكمة الجنائية الدولية  التي اتخذت قراراً بإجراء تحقيق حول الوضع في الأراضي الفلسطينية، ويتم ذلك من خلال  صياغة الولايات المتحدة الأمريكية لمشروع قرار ليتم التصويت عليه في مجلس الامن يهدف القرار لتأجيل التحقيق لمدة 12 شهراً قابلة للتجديد، بدعوى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

ويمكن لمجلس الأمن اتخاذ مثل هذا القرار بموجب المادة 16 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تنصّ على أن المجلس يضطلع بالمسؤوليات والمهام الرئيسية في حفظ السلم والأمن الدوليين وهذا القرار يستلزم موافقة 9 أعضاء من المجلس، ومنهم الأعضاء الدائمون، وبالتالي في حال تبنّت الولايات المتحدة هذه المسألة فإن الأمر يستلزم جهداً لجمع أصوات الدول الأعضاء.

في حال فعل مجلس الأمن ذلك، سيكون سابقة خطيرة تؤكد لدول العالم أن المحكمة الجنائية الدولية "ضعيفة"، لاسيما أنها ستكون المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك الأمر.

ومن جانب أخر لقد أظهرت دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمة له أمام الكونغرس، للعالم اجمع مدى التغول الإسرائيلي والعلاقة العميقة ما بين " إسرائيل" وأعلى سلطة في الولايات المتحدة والمعرفة بالكونغرس رغم انتقد البيت الأبيض دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، معتبراً ذلك "خروجاً عن البروتوكول" وهذا يعد تبرير مزيف من البيت الأبيض والغرض منه إعلامي فقط، فدولة الاحتلال هي من تفرض رأيها في الوقت والمكان كما تشاء ولا قيود ولا نصوص ولا برتوكولات أمامها وهي من تقرر أين تسير الولايات المتحدة وأين تقف ولعل الشاهد على ذلك قريب جداً ألا وهو حادث القنيطرة  حيث حملت الضربة  الإسرائيلية العديد من الرسائل والأهداف التي أرادات دولة الاحتلال إيصالها لأكثر من طرف ومنها رسالة موجهة لواشنطن، حيث تحاول اسرائيل افهام واشنطن انها لن تكون راضية عن أي نتائج اتفاق في حال ابقى دور "حزب الله" ووجوده في المنطقة، ولتنبيه الادارة الاميركية التي تستميت في الدفاع عن الصفقة النووية مع الايرانيين ان اداء هؤلاء في المنطقة ملتبس وخطير.