لن نستبق الزمن ولم يفت الأوان بعد
كان الانتظار لنرى أن فتح القديمة المبعثرة المرتبكة وحماس المتغطرسة سابقا والضعيفة حاليا أن تلتقيا على طريق مصلحة القضية وحاجة الشعب الذي بدا عجزه واضحا بالتأكيد عن التخلص مما أحاق به من الصراع على السلطة قبل استقلاله وتحرره ، تماما مثلما بدا عجز الاحزاب والفصائل الأخرى عن انقاذ الشعب الفلسطيني من الضياع.
إن انتظار موت عباس وتلاشي حماس أو استجاباتهم بايجابية لصلاح الحال هو حلم من أحلام اليقظة القاصر عن الفعل المطلوب ويخفي "سلبية مستحدثة " لشعب وفصائل قاوموا الذل والهوان الذي مارسته عليه قوى احتلالية واستعمارية على مدى قرن من الزمان.
للجماعات والفصائل والأحزاب وكل من يتصور أنه ينتمي بصدق للشعب والقضية وينحاز للمعاناة الواقعة على الناس ، إن استمرار " حالة العجز " عن الخروج من حالة الانقسام واستعادة وحدة وتماسك الشعب والجغرافيا والمؤسسة هي صورة مخجلة من خوفكم من الصعوبات التي تنتظركم لأنكم ترتعبون من تحمل المسئولية ومشكلاتنا الكبرى وحالكم يعلن بأنكم مهزومين أمام هذا الانقسام.
على عينك يا تاجر نحن شعب وفصائل وأحزاب في حالة استخدام بغيضة مدمرة من قبل عباس وحماس ، عباس يهرب من مواجهة أزمة الانقسام وتحمل مسئوليات الحكم وغزة إلى تكرار جولات المفاوضات الفاشلة والذهاب للأمم المتحدة والمنظمات الدولية وحماس كل مرة تهرب من مواجهة أزمة الانقسام بتكرار استقدام الحروب المدمرة لمقدرات الشعب الفلسطيني ووضع العراقيل وتتمسك بالسلطة ناهيك عن أن كليهما يقمع الحريات ويمارس الظلم على المواطنين ويتفننون في التحايل على الشعب واضعافه وتسكيته مرة بالعصا ومرة بالجزرة ويزداد شعنا ضعفا وتزداد قضيتنا تراجعا.
والسؤال الكبير هو هل يمكن استعادة الوحدة دون " جبهة موحدة " في مواجهة عباس وحماس ؟؟
هذه المعاناة البشرية في فلسطين التي اكتسبت قوة جرف يتحرك في فراغ سياسي يبحث عن قيادة للخلاص وجبهة موحدة حتى وإن كان البعض داخل صفوف منظمة التحرير التي يقودها عباس وفتح القديمة حيث تهديدات الواقع واستمراره بهذا الانقسام سوف يطيح بالمنظمة ويفقدها دورها التاريخي كحاضنة للنضال الفلسطيني ولذلك يجب أن وضع المنظمة خارج صراع الانقسام المطلوب التصدي له وستعود الجبهة الموحدة في مواجهة الانقسام لبحث حال كمظمة التحرير في ظرف جديد لتطويرها وبنائها على اسس المستقبل المأمول بعد انهاء الانقسام.
جبهة موحدة مركزها فتح الجديدة الممثلة بالحراك الفتحاوي ومن يستجيب لمعاناة الواقع من جماعات وفصائل وأحزاب وشخصيات ونشطاء سياسيين شجعان همهم التصدي لحالة الانقسام لإنهائها والدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة للنهوض بالمشروع الوطني واستعادة الوحدة الجغرافية والديمغرافية والمؤسسة الفلسطينية الواحدة.