الحصار الاقتصادي لن يهزم إرادة شعبنا الفلسطيني

بقلم: مازن صافي

اليوم وفي خضم المعركة الاقتصادية والسياسية التي تفرضها حكومة الاحتلال على شعبنا الفلسطيني وقيادته، فإن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد على أن (إسرائيل) غير مؤهلة للقبول بالحد الأدنى من المتطلبات الدولية، وأنها تعمل بكل ما تملك من نفوذ دولي وماكنة إعلامية لا تتوقف وإغراءات اقتصادية للدول المختلفة لكي توقف نجاح الحراك الدولي الفلسطيني، ويبدو أنها اليوم غير مؤهلة أيضا بمبناها السياسي والمجتمعي لدفع أي استحقاقات تسوية، بل أنها تغامر بالدخول في أزمات داخلية تعتقد أنها ستغرق الشعب الفلسطيني فيها جرَّاء منع تسليم الأموال المستحقة والتي تعتبر عاملا هاما في عصب الحياة الاقتصادية الفلسطينية، وستثبت الأيام القادمة أن الفلسطيني لن يركع للمال وأن المواقف لا تبتزها الحاجة، وأن شعبنا البطل سوف يجبر المحتل على إنهاء حصاره الاقتصادي الظالم على مؤسساتنا .

وكما أنه لا القيادة الفلسطينية ممثلة في الأخ القائد الرئيس محمود عباس "أبومازن"، ولا الشعب الفلسطيني سيقبل بأي تسوية تنتقض من حقوقه التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة والتي في حقيقتها تشكل الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.

إن نتنياهو وحكومته الاحتلالية وأسلوب الابتزاز والاعتداء وانتهاك الحياة الفلسطينية، يشكلون الأسباب الرئيسية لما سوف تصل له المنطقة في حال الجمود التام، وبالتالي سوف يكون مارس القادم له ما له وعليه ما عليه، وإما أن تُفتح ثغرة في الغرفة المغلقة التي أَدخلت (إسرائيل) فيها سياستها، أو أن تعمد إلى تشييد المزيد من الأسوار حول تلك الغرفة بحيث لا تسمع إلا صوتها ولا ترى إلا ما تريد، وهنا لن تشعر بأن هناك قيادة، وشعب فلسطيني سوف يتقدم بخطوات إضافية لانتزاع حقوقه المشروعة واستخدام كافة الوسائل المشروعة من أجل ذلك.

ان التاريخ يقول أنه لا مناحيم بيغن ولا أريئيل شارون، ولا اسحق شامير، ولا باراك، ولا بنيامين نتنياهو ولا ليبرمان ولا كل حكومات وحكام الاحتلال، نجحوا في هزم روح الفلسطيني في الصمود والبقاء والانتصار، حتى مع استمرار الاحتلال والآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وتدمير كل مقومات وإمكانيات الحياة الفلسطينية والوقوف ضد إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والتهويد والاستيطان و(فرض) القوانين التعسفية الإسرائيلية، ولا حتى التهديد بربط الاعتراف بــ(اسرائيل) دولة يهودية، مقابل قيام الدولة الفلسطينية، قد رضخت له القيادة الفلسطينية، و سوف يستمر النضال الفلسطيني والحراك الدبلوماسي والسياسي، ولن يرهب حكيم المسيرة وقائدها الأخ الرئيس محمود عباس أبومازن كل التهديدات الشخصية ولا السياسية واتهامه بأنه يمارس" الارهاب السياسي" ولا أيضا تلك الجريمة الاقتصادية وخلط الأوراق التي تذكرنا بالقبضة الحديدية وتكسير الأطراف أبان الانتفاضة الأولى، وقد استمرت الانتفاضة وستستمر مسيرة الانتصار للقضية الفلسطينية حتى التحرير وإقامة دولتنا الفلسطينية عاصمتها القدس.

إننا في معركة مستمرة لا تتوقف الا بعودة الحقوق الفلسطينية، ونحن على يقين أن الدعم الأمريكي الشامل وغير المحدود للاحتلال، سمح لقادة الكيان الصهيوني بالتمادي ومواصلة العدوان بكافة أنواعه العسكرية والسياسية والاقتصادية.

ملاحظة: معادلة الديمغرافيا هي عنوان حسم الصراع في المستقبل، ومن هنا بدأت (إسرائيل) في الانغلاق الداخلي ومحاولة العودة لتشجيع الهجرة إليها من شتى دول العالم وهذا ظهر مع "يهود فرنسا" قبل أسبوعين.