عملية حزب الله في مزارع شبعا ضمن إستراتجية تغير قواعد أللعبه وتصويب لبوصلة الصراع مع إسرائيل

بقلم: علي ابوحبله

عملية حزب الله في مزارع شبعا اللبنانيه المحتله قد تكون غير مسبوقه في علم الحروب للمقاومه اللبنانيه وذلك لمفاجأة قوات الاحتلال الاسرائيلي وسرعة التنفيذ ودقة التصويب ونجاح المقاومين في العودة الى قواعدهم سالمين ، عملية شبعا اربكت القياده العسكريه الاسرائيليه وجعلت القياده السياسيه في اسرائيل ان تتخوف من الرد على العملية خوفا من نتائج أي عدوان اسرائيلي على لبنان ، لان حزب الله ومحور المقاومه ارسى قواعد جديده لعملية الردع والذي اثبتت عملية شبعا ان حزب الله يمسك بالمبادره والقدره على الرد على اسرائيل ، القياده السياسيه الاسرائيليه والعسكريه التي اقدمت على عملية اغتيال كوادر لحزب الله وايران في الجولان السوري لم تبني حساباتها على قدرة الردع لحزب الله ولم يدر في مخيلتها القدره لحزب الله بالرد بهذه العمليه الفائقة الدقه في التخطيط والخداع والتنفيذ وبجمع المعلومات الاستخباريه ، المحللين الاسرائيليين صدموا من سرعة ومباغتة قوات الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا ومن دقة التصويب وإصابة الأهداف بدقه متناهية ،

المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة يديعوت احرونوت العبريه رون بن يشاي قال ان حزب الله اطلق بالامس الصواريخ من سوريا ليلفت انتباه جيش الاحتلال الاسرائيلي الى تلك المنطقه في حين كان يخطط للهجوم من حدود لبنان ، وأضاف بن يشاي في تحليله للهجوم الذي تبناه حزب الله على قافلة اسرائيلية عسكرية ظهر اليوم الاربعاء، "الان حزب الله وضع إسرائيل أمام امتحان عسير، هل تضبط أعصابها ام تشعل الحرب، وحزب الله جاهز، عملية كلاسيكية أكدت فشل الاستخبارات العسكرية لانها لم تكن تتوقع الرد من جنوب لبنان بل من الجولان ، فيما قال موقع صحيفة معاريف العبرية أن حالة من الذعر في صفوف الاحتلال الإسرائيلي عقب عملية مزارع شبعا التي تبناها حزب الله واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف جيش الاحتلال ، فيما تحدثت مصادر عبرية ان الحديث يدور عن عملية ثلاثية وان الحديث يدور عن خطف عدد من الجنود في العملية عبر "نفق ، الهجوم أتى هذه المرة من مزارع شبعا بينما اسرائيل هاجمت حزب الله في القنيطره السوريه بالجولان المحتل ،

وهنا تبرز علامات التساؤل فهل يؤسس هجوم حزب الله في شبعا لفتح جبهتي الجنوب والشمال معا ضمن استراتجية حزب الله ان اولوية الصراع هو مع اسرائيل وضمن ما اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في حواره مع الميادين عن التغير في قواعد اللعبه وان حزب الله لن يقف مكتوفي الايدي امام أي عدوان تتعرض له سوريا او لبنان ، الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشان اللبناني الاستاذ حسام عرار اشار الى ان فتح جبهة القنيطره في الجولان وجبهة مزارع شبعا في الجنب اللبناني السوري والشمال للكيان الاسرائيلي حيث اشار ان تدخل حزب الله في سوريا هو في الاساس كان للحفاظ على محور المقاومه من اجل توفير خط امن لتدفق الاسلحه من ايران عبر سوريا الى لبنان ولفت الى ان المقاومه كان يجب عليها ان توسع الجبهات في المواجهة مع اسرائيل وتعددها على اكثر من جبهة لارباك العدو وللاثبات على ان محور المقاومه ما زال قويا ومتواجد في كل مكان ، ان عملية حزب الله في مزارع شبعا قد اربكت حكومة نتنياهو ووضعت نتنياهو في وضع صعب على صعيد الانتخابات للكنيست التي من المقرر اجرائها في السابع عشر من اذار ، وذلك لانعكاسات عملية شبعا على الناخب الاسرائيلي المتمثلة في فقدان نتنياهو لقوة الردع الاستراتيجي وفقدان جيش الاحتلال لقوته مما يعيد لاذهان الاسرائيليين اخفاق نتنياهو في حربه على غزه وتمكن المقاومه المحاصرة في غزه من ضرب عمق الكيان الاسرائيلي لتاتي عملية شبعا لتعيد الانظار حول اولوية الصراع مع اسرائيل ولتثبت قدرة وقوة وامكانيات حزب الله في مواجهة أي عدوان اسرائيلي على لبنان او سوريا وفلسطين ، قد تكون هذه قواعد جديده ارسى دعائمها حزب الله في عملية شبعا التي تاتي في سياق الرد الطبيعي على قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي بعملية اغتيال لعدد من كوادر حزب الله وايران ،

ان عملية شبعا قد اعطت مؤشرات لاسرائيل وامريكا والغرب انفلات زمام الامور من يد القوى الامريكيه والغربيه والضعف والوهن الذي اصبح عليه الكيان الاسرائيلي وان هذه العمليه قد تكون حافز لامريكا والغرب بسرعة الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي لان هناك تخوف حقيقي من ان فشل المفاوضات مع ايران سينعكس سلبا على امن المنطقه برمتها وان في ذلك خطر يتهدد اسرائيل وامنها خاصة وان حزب الله قد اعاد تصويب البوصله ضمن استراتجيه تقود الى ان اولوية الصراع مع اسرائيل وان المشروع الامريكي الصهيوني لم يثني المقاومه عن استعداداتها في مواجهة اسرائيل خاصة وان امريكا قد فشلت في تمرير مشروعها للشرق الاوسط الجديد وفشلت في اسقاط سوريا التي اصبحت حدودها مع اسرائيل مفتوحه ضمن استراتجية تغير قواعد اللعبه في الشرق الاوسط