المناضل لا يقبل مساومة علي كرامته والثائر لا يخون أمه ولا يبيع إخوته يا قادة

بقلم: حازم عبد الله سلامة

شيء غريب وعجيب أن يقوم رئيس بقطع رواتب ضباط أجهزته الأمنية ومناضلي حركته التي يعتبر هوانه قائدها ويساومهم علي لقمة عيش أطفالهم ولا يخجل أن يطلب من هؤلاء المناضلين تعهد وقرار خطي مكتوب بأنهم مع شرعيته وملتزمون معه !!!

كشخص طاعن بالسن بلغ الثمانين من عمره ، متزوج منذ خمسين عام وأنجب عدد كبير من الأبناء ولديه عدد كبير من الأحفاد ، وبعد هذا العمر يحرم أبناؤه من لقمة العيش ويطلب منهم أن يكتبوا له اعتراف بأنه والدهم الشرعي مقابل لقمة عيشهم !!! فهل يعقل هذا ؟؟؟ وهل يُترك الأب ليدمرهم ويسيء لهم ويشوه طهارتهم ؟؟؟ بعد أن كانوا ومازالوا السيف والدرع والسند للأب وللعائلة يحمونها بكل قوة !!! وهل يقبل الأبناء الأوفياء هذا التشكيك بأمهم وطهارتها ، هل يستسلمون ويخضعون ؟؟؟

ولماذا لم ينفصل عن أمهم طوال هذه المدة ؟؟؟ ولماذا الآن وبعد سنوات عجاف صبرت أمهم معه علي الألم وتحملت كل ظلمه وتهاونه بها ، يريد من أبناءه أن يتساوقوا معه بشكوكه وجريمته ونكرانه للجميل من الأم وأبناءها ، واتهامهم ، فهل يعقل هذا أيها العقلانيين والرومانسيين ؟؟؟ وهل يبقي للعقلانية والمنطق مكان ؟؟؟ هل تتركون أمكم تواجه هذا الظلم من أباكم الذي بلغ من العمر عتيا ويرغب بممارسة خرفنته عليها وعليكم لإذلالكم وممارسة ديكتاتوريته وظلمه عليكم ؟؟؟

إنها غزة ... وحركة فتح أمنا والحضن الدافئ الذي يلمنا وقت الشدة ويحمينا ونحميها يا سادة ، ومن المخجل والمعيب والإذلال أن يتم التوقيع علي هذا العار ، فالمناضل لا يقبل مساومة علي كرامته ، والثائر لا يخون أمه ، ولا يبيع إخوته يا قادة ، ويا حيف علي الرجال إلي وقعت علي عبوديتها يا حيف ،

الرجولة تظهر في وقت الشدائد ، وكان المفروض لو كل الدنيا ممن يحبونكم ويكرهونكم طلبوا منكم أن توقعوا علي عبوديتكم أن تقفوا وتقولوا لا وألف لا ، وترفضوا هذا الهوان يا مناضلين ،

القضية ليس قضية توقيع وإقرار بقدر ما هي قضية تهدف لإذلالكم وتعريتكم وإسقاط كل شعاراتكم يا سادة ، القضية قضية كرامة ، وتحدي الديكتاتورية وعدم الرضوخ للاستزلام والابتزاز ، والانتصار للحق ولقضايا الشعب وآلامه ومعاناته ،

ومن يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت إيلام ، فمن يتنازل مرة يتنازل مرات ، ومن يهرب من مواجهة موقف سيحيا باستسلام ،

ومن أراد أن يحمل فكرة ، فعليه أن يدافع عنها ويحميها ، فالحق يحتاج إلي قوة تحميه ، وإلا يضيع الحق ، وتنتهي الفكرة ،

فان تكن تيار إصلاحي يعني أن تكن قادرا علي الإصلاح والتغيير ، فالثورة هي الانتفاض علي الواقع بهدف التغيير وليس خضوعا للواقع والاستسلام له يا سادة ، وفي النهاية لنا سؤال فأجيبونا ، هو إحنا فاهمين غلط ولا انتم مش فاهمين حاجة ؟؟؟

هداكم الله وصوب خطاكم..