المعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري في الجنوب السوري من القنيطره الى درعا هي ضمن استراتجيه سوريه لتطويق المجموعات المسلحة التي تأتمر بأوامر إسرائيليه ودول إقليميه هدفها إنشاء منطقه عازله على الحدود مع هضبة الجولان السوري المحتل وصولا إلى الحدود الاردنيه ضمن خطة التحالف الذي تقوده أمريكا لتهديد العاصمة السورية دمشق لتحسين شروط التفاوض بين الحكومة السورية وقوى المعارضة وفق المخطط الامريكي الصهيوني ، وان هذه المعركة تكتسب أهميتها بكونها مفصليه في رسم مسار الصراع وترسيم الخرائط للسيطرة في المرحلة القادمة ، هذه المعركة هي من أهم المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري نظرا للدور الذي تلعبه دول إقليميه بزعامة الولايات المتحدة الامريكيه وإسرائيل ، وهي ستحدد طبيعة الصراع للمرحلة المستقبلية ، هناك غرفة عمليات مشتركه تجمع الدول الداعمة للإرهاب الممارس ضد ألدوله السورية وهي تدير معارك الجماعات المسلحة وتمدها بالمال والسلاح والتدريب وتوفير الدعم المعلوماتي والاستخباري واللوجستي ، لقد تم دفع اكثر من خمسة الاف عنصر من المجموعات الارهابيه الى ساحة القتال في الجبهة الجنوبيه بهدف السيطره على اللواء 121 والذي تشكل نقاط تمركزه اهمية استراتجيه تربط محافظات درعا والقنيطره ودمشق ضمن مثلث يعد ارتكاز هام لمواجهة هذه المجموعات الارهابيه التي تحاول تهديد العاصمة السورية ، الهجوم المباغت والمفاجئ للجيش السوري يستهدف تحصين وتدعيم نقاط ارتكازه وتوسيع نطاق الامان حول نقاط المثلث وهو ما يتضح جليا من خلال تطويق ماكر وقطع تواصلها مع امتدادها إلى القنيطرة ودرعا ، المعارك التي تندلع في محيط القنيطرة السورية هي ضمن استراتجيه تقود لكسر الحزام الأمني حول اسرائيل وتؤسس لمرحله جديدة من قواعد الاشتباك مع إسرائيل بحسب رؤية محور المقاومة ، الجيش السوري في هجومه على المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الارهابيه الموالية لإسرائيل والدول الداعمة للإرهاب ضد سوريا هي عملية استباق ضمن سباق تهدف من خلاله اسرائيل محاولة استكمال الحزام الامني ، جبهة النصره والمجموعات الاخرى التي فوجئت بقوة وحجم الهجوم تنتظر الدعم من اسرائيل على امل تدعيم مواجهتها للهجوم الذي يشنه الجيش السوري وتمكينها من تهديد العاصمه السوريه دمشق والوصول الى سفح جبل غربا للضغط على حزب الله في الجنوب اللبناني ، الجيش السوري الذي يأخذ زمام المبادره يربك المجموعات الارهابيه والدول الداعمه ، التقدم الذي احرزه الجيش السوري واستعادة السيطره على عدد من القرى والبلدات بريف القنيطره دفع الى اتصالات عاجله بين العديد من الفعاليات من قرى ريف درعا ومعنيين بالمصالحه الوطنيه بهدف تجنيب القرى ما حصل في قرية دير العدس والمنطقه وان اسرائيل تراقب تطورات الاحداث بقلق كبير ، اوساط المجموعات المسلحه تقول ان الاسرائيليين استدعوا قادة هذه المجموعات التي تعمل معهم الى منطقة الرفيد منطقة فك الاشتباك لدراسة خطط الرد على الهجوم للجيش السوري وتنسيق العمليات الاستخباريه وان هذه الاجتماعات مترافقه مع تصريحات قائد الفيلق الشمالي لجيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد اللواء تامير هايمن الذي توقع استمرار التوتر على الجبهة الشمالية في الفترة القريبة ومطالبا بضرورة البقاء على جهوزيه عاليه للحرب ،وسائل إعلام إسرائيليه رأت أن المعركة الحالية في الجولان تكتسي أهمية كبيره من ناحية انعكاسها على امن إسرائيل واعتبر موقع القناة الثانية الاسرائيلي ان هذه المعركه ستقرر ما اذا كان الايرانيون سيحولون الحدود في الجولان الى جبهة مفتوحه لشن عمليات ضد اسرائيل واشار الموقع الى ان هجوم الجيش العربي السوري في القنيطره يهدف الى استعادة السيطرة على خط الحدود مع الجولان السوري المحتل ، ان عمليات الجيش السوري سترسم تثبيت خطوط قتال جديده وفق تغير في قواعد الاشتباك وفق ما أرسى قواعدها خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ، وان هذه ستشكل خطوط تماس جديده تؤسس لانطلاق المقاومة الشعبية السورية باتجاه مواقع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل ، ان نجاح الجيش السوري في منع إقامة الحزام الأمني سيحرم إسرائيل من تحقيق الهدوء الذي تسعى لتحقيقه وان ذلك سينعكس على الدول المتامره على سوريا وسيحرم أمريكا وحلفائها ورقة مساومه تسعى للحصول عليها لأجل تحسين موقعها التفاوضي من خلال تحسين مواقع المجموعات المسلحة على الأرض ، وان ذلك يقود إلى فشل المشروع التآمري الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف سوريا ومحورها الممانع للسياسة الامريكيه الصهيونية.
بقلم/ علي ابو حبله