بصراحة وبعيدا عن المجاملات وبموضوعيه علينا ان نتناول موضوع لغة الحوار البناء الهادف بعيدا عن الغوغائيه ولغة الشتائم والسباب ومعالجة الامور بالعقل والفكر البناء للوصول للهدف المنشود ، لا تحل ولا تعالج المشاكل والخلافات عن طريق لغة التهديد والوعيد او من خلال تاصيل ثقافة التشدد او التطرف او العنف اللفظي وغيره ولا عن طريق التحريض على الكراهية بمختلف العناوين او المبررات ..... .. من هنا يستوجب علينا إعادة النظر في فهمنا لبعض المفاهيم والأساليب ووقف هذا الخلط الخطير ... لذلك فإننا بأمس الحاجة إلى إشاعة لغة الحوار وثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي والانفتاح والاعتراف بالآخر والوقوف بحزم وبشدة ضد تيارات التشدد والتطرف والعنف ولا بد من العناية بتصحيح المفاهيم وضبط المصطلحات الشرعية وتفتيتها مما خالطها من المصطلحات المغلوطة والمشبوهة والحفاظ على خصوصيتنا الثقافية ومميزاتنا الفكرية .... ولابد في هذا المجال أن نشير إلى نقطة هامة جدا ألا وهي الانفتاح الإيجابي والتداخل والتفاعل بين مختلف الافكار والاتجاهات والاجتهادات ومختلف الطرح البناء بالافكار البناءه والنقاش العقلاني المتسم بلغة الحوار الهادف .... الشعوب المتقدمة والمتحضرة تسعى بشكل خاص في نجاح وتعزيز النهج الديمقراطي بمفهومه الواسع ... وخلاصة القول.. أنه لا سبيل غير لغة الحوار وثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي والاعتراف بالآخر كضمان وحيد لتحقيق التقدم والتطور والبناء الاجتماعي العام.ومن أجل تحقيق هذا الهدف السامي ينبغي في الواقع أولا أن يتحاور الجميع فيما بينهم وينفتحون على بعضهم البعض بكل صراحة وشفافية حتى يستطيعون تجاوز حالة التفرقة والتنازع والتصادم والتحارب ويتفقون على بناء مشروع وطني حضاري يخدم متطلبات شعبنا الفلسطيني أولا وأخيرا ولا يمكن تحقيقه أبدا إلا عندما تتضافر كل الجهود والإمكانات والطاقات ويستفاد من كل العقول المفكرة والمنتجة في سبيل النهوض الحضاري الشامل.. وهذا مكمنه ان نتمتع بروح جديدة نحو إيجاد مناخ مناسب لارساء دعائم الحوار البناء والهادف لنواكب مسيرة الأمم المتقدمة والمتحضرة لبناء المستقبل الذي ننشده ونتمناه لاجيالنا بعيدا عن كل ما يسئ لوحدة مجتمعنا الفلسطيني .
علي أبو حبلة