بعد مرور أكثر من سبعة أشهر من صدور فتوى الجهادي الكفائي، التي أطلقتها المرجعية ، وبعد أن مارست المليشيات الشيعية والحشد الشعبي أبشع الجرائم بحق الأبرياء، من قتل وتمثيل وحرق للجثث وقطع للرؤوس وتهجير وترويع، و تهديم وتفجير مساجد، وهتك أعراض، وانتهاك مقدسات، وسرقة أموال وممتلكات، وتجريف بساتين، وتغيير ديموغرافية المناطق، وبعد أن احترق العراق بنار هذه الفتوى، وبعد...، وبعد... ، تصدر المرجعية لائحة طويلة من النصائح والتوجيهات لما أسمتهم بالمقاتلين في ساحات الجهاد!!!، وهنا كانت لنا عدة وقفات نذكر منها ما يلي:
الوقفة الأولى: أين كانت المرجعية عن هذه النصائح والتوجيهات طيلة هذه الفترة، ولماذا لم تبادر إلى إصدارها قبل هذا التوقيت ؟!!!!.
الوقفة الثانية: هل إن إصدار مثل هكذا توصيات يتوقف على سفك مزيد من الدماء، وممارسة الكثير من الجرائم، فحينئذ يتحقق ملاك أصدراها وفق رؤية المرجعية ومداركها في عملية الاستنباط ؟!!!، وهنا يتفرع السؤال الآخر هل أن المرجعية كانت تنتظر المزيد من القتل والتمثيل والسرقة والتهجير حتى تحصل عندها الإرادة والمُحركية لإصدار هذه التوجيهات؟!!!.
الوقفة الثالثة: هل أن فضائح وجرائم المليشيات والحشد الشعبي بلغت إلى درجة أجبرت ودفعت المرجعية لإصدار التوجيهات في محاولة منها للتنصل عن مسؤوليتها عن تلك الجرائم؟!!!،، لأنها صاحبة الفتوى التي فتحت الباب على مصراعيه أمام المليشيات والحشد الشعبي لممارسة الجرائم البشعة.
الوقفة الرابعة: هل أن التغيير في موازين القوى، وتزايد التذمر والسخط الجماهيري والدولي تجاه جرائم المليشيات والحشد الشعبي دفع المرجعية لإصدار هكذا لائحة من التوجيهات، لتشفع لها في محاولة منها لاستباق الأحداث وركوب الموج؟!!!.
الوقفة الخامسة : الملاحظ في التوصيات أنها تكشف عن أن الممارسات والجرائم البشعة التي قامت بها المليشيات والحشد الشعبي تُخرج صاحبها عن ربقة الإسلام والمذهب والإنسانية (وهذا ما نعتقد به أيضا) وهنا يأتي التساؤل هل يعقل أن تأخذ هذه التوصيات مفعولها في مَن خرج عن ربقة الإسلام والمذهب ؟!!!، وهل أن المرجعية قد أخذت في عين الاعتبار هذه النتائج الوخيمة من فتواها؟!!!.
الوقفة السادسة: كان من الواجب شرعا وعقلا وأخلاقا وإنسانية أن تصدر هذه النصائح قبيل توجه المقاتلين إلى القتال، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار الحقن الطائفي الذي يعشعش في القلوب والذي تغذى عليه المجتمع( إلا الأندر) لسنوات وسنوات، وليس بعد سبعة أشهر، ووقع الفأس بالرأس!!!، لأن توجيه النصائح إلى المقاتلين قبيل الجهاد هي سيرة النبي كما ذكرت المرجعية في إحدى فقرات لائحتها، فلماذا لم تتأسَ المرجعية وتعمل بسنة النبي ، وتوجه مقاتليها قبل دفعهم إلى جهادها المزعوم؟!!!!.
الوقفة السابعة: هل أن المسؤولية الشرعية والأخلاقية والإنسانية والتاريخية تفرض على المرجعية توجيه هذه النصائح فقط وفقط؟!!!، وهل أن هذا ببريء ذمتها أمام الله والناس والتاريخ؟!!!،، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار إنها صاحبة الفتوى التي فتحت المجال للمليشيات والحشد الشعبي لممارسة أبشع الجرائم ، أليس من الواجب أن تحاسب وتعاقب المرجعيةُ الجناةَ وتطالب بإنزال القصاص في حقهم حتى تستأصل الجريمة وتقضي عليها؟!!!.
الوقفة الثامنة: إن هذه النصائح والتوجيهات تكشف للجميع وباعتراف المرجعية عن الممارسات والجرائم القبيحة التي ارتكبتها المليشيات والحشد الشعبي، وهذا بدوره يكشف عن كذب وزيف ونفاق وتضليل تلك الأصوات التي حاولت أن تتستر على هذه الجرائم، وتكشف أيضا أن فتوى الجهاد الكفائي كانت غير مدروسة، وغير مُشخِّصة، ولم تتوفر فيها الظروف الموضوعية، وإنها تسببت في مزيد من القتل والعنف والتهجير والحقن الطائفي، وهذا يؤكد صحة وتمامية ما صدر من المرجع العراقي الصرخي الحسني من تشخيص دقيق لهذه الفتوى حيث قال سماحته : (...من هنا قلنا ونقول بان الفتوى ولدت ميتة لأنها لم تصدر من الفكر والمنهج والسلوك المناسب ، ولم تصدر في الوقت المناسب ، ولم تصدر في الحدث المناسب ، ولم تكن مُشَخِّصة للتشخيص المناسب...) وقال أيضا: (الفتوى ليست لهوا، الفتوى ليست هواءا، الفتوى خوض في النار، الفتوى في نار جهنم، الفتوى دماء، الفتوى سعير وعذاب، علينا أن نقرا، علينا أن نعرف، عندما أفتي بشيء، اقرأ كيف ستترجم ؟، كيف ستفسر الفتوى؟...)
https://www.youtube.com/watch?v=5W3dP8uTAHk
بقلم
احمد الدراجي