تعقد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، الثلاثاء، مؤتمرًا دوليًا في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة ممثلين عن نحو 40 دولة، لبحث تشكيل قوة متعددة الجنسيات يُفترض أن تنتشر في قطاع غزة ضمن ما وُصف بالمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما تشارك إسرائيل في النقاش بشكل غير مباشر عبر الاتصال المرئي.
وبحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية العامة («كان 11»)، يهدف المؤتمر إلى بلورة “قائمة الدول” التي ستشارك في القوة العسكرية الأجنبية المزمع نشرها في غزة، سواء عبر إرسال قوات ميدانية أو عبر المساهمة بقدرات داعمة، إذ يجمع الاجتماع بين دول أعلنت استعدادًا مبدئيًا للمشاركة وأخرى لا تزال تدرس موقفها ولم تحسم قرارها بعد.
مهام القوة: نزع سلاح «حماس» أم العمل ضمن مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية؟
تشير التقارير إلى أن جدول الأعمال لا يقتصر على الأسماء المشاركة، بل يمتد إلى طبيعة المهام التي ستُكلّف بها القوة المقترحة، ومن بينها نقاش مركزي حول: ما إذا كانت القوة ستعمل في مناطق خاضعة لسيطرة حركة “حماس” بهدف نزع سلاحها. أو أنها ستنتشر/تعمل في مناطق تقع تحت السيطرة الإسرائيلية وبترتيبات تنسيق مختلفة.
وتوضح «كان 11» أن إسرائيل، رغم أنها لن تشارك بحضور مباشر في الدوحة، إلا أنها تتابع المسار من زاويتين: الأولى امتلاكها حق النقض (الفيتو) على تركيبة القوة المقترحة، والثانية إصرارها على التأثير في تعريف المهمة وحدود التفويض.
مشاركة إسرائيلية عن بُعد… و«الفيتو» حاضر
رغم إعلان إسرائيل معارضتها لمشاركة قوات من تركيا وقطر، ورغم احتفاظها بحق النقض على تركيبة القوة، فإنها لن ترسل ممثلًا رسميًا إلى الدوحة، بحسب التقرير. وبدلًا من ذلك، تخطط الولايات المتحدة لإشراك ممثل إسرائيلي عبر تقنية «زوم»، وهو الجنرال يكي دوليف، ممثل إسرائيل في مقر القيادة الأميركية في كريات غات.
وتصف التقارير المؤتمر بأنه «محطة مهمة» ضمن مسار متدرّج، على أن يتبع هذا الاجتماع مؤتمر/لقاء إضافي حول الملف نفسه بعد نحو شهرين.
غياب تركيا: استبعاد أم عدم دعوة؟
في المقابل، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن تركيا لم تُدعَ إلى مؤتمر الدوحة، رغم تداول اسمها سابقًا ضمن الدول المرشحة للمشاركة في “قوة استقرار” دولية. ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي أنه يعلم أن أنقرة لن تشارك، ورجّح أنها لم تُدعَ من الأساس.
وبحسب «هآرتس»، يعود غياب تركيا إلى الفيتو الإسرائيلي على مشاركتها، مشيرة إلى أن الدوحة وأنقرة تمارسان ضغوطًا على واشنطن لدعوة تركيا وإعادة إدراجها ضمن المشاورات.
لقاء نتنياهو مع توم باراك
وفي سياق الاتصالات السياسية الموازية، أوردت «هآرتس» أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التقى، الثلاثاء، السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توم باراك.
قائمة واسعة من الدول… من الإقليم إلى أوروبا وآسيا وأوقيانوسيا
وبحسب القائمة التي أوردتها «هآرتس»، تضم الدعوات دولًا طُرحت مرارًا كمرشحة للانضمام إلى قوة الاستقرار، من بينها: مصر، الأردن، أذربيجان، باكستان، الإمارات، إيطاليا، إضافة إلى دول أخرى مثل: اليمن، الكويت، كازاخستان، أوزبكستان، بلجيكا، فنلندا، إستونيا، بولندا، هنغاريا، بلغاريا، اليونان، قبرص، جورجيا، نيبال، أستراليا، نيوزيلندا، بروناي، اليابان، كوريا الجنوبية، سنغافورة، وحتى كوسوفو غير العضو في الأمم المتحدة.
لقاء تمهيدي بلا قرارات نهائية… ومسار اجتماعات متتابع
وفقًا للتقرير، يُعد اجتماع الدوحة «لقاءً تمهيديًا» لا يُتوقع أن تُحسم فيه قرارات نهائية بشأن تشكيل قوة الاستقرار أو قواعد انتشارها. وأشار إلى أن اجتماعًا مشابهًا عُقد في واشنطن قبل نحو أسبوعين، بينما يُتوقع عقد اجتماع آخر على مستوى رؤساء الأركان في يناير/كانون الثاني المقبل.
ويُعقد مؤتمر الدوحة على مستوى جنرالات، وستعرض خلاله الولايات المتحدة تفاصيل إضافية حول القوة المقترحة، وتستمع إلى مواقف الدول بشأن استعدادها للمشاركة، دون توقع التزامات ملموسة في هذه المرحلة.
إيطاليا: الالتزام الأوضح حتى الآن
تكشف «هآرتس» أن إيطاليا تُعد حتى الآن الدولة الوحيدة التي التزمت بشكل واضح بالمشاركة، وأبلغت الولايات المتحدة بعدد الجنود الذين يمكنها تخصيصهم للمهمة. وترجّح الصحيفة أن يشهد اجتماع يناير/كانون الثاني تفاهمات والتزامات أكثر واقعية مقارنة بالمرحلة التمهيدية الحالية.
تحركات أميركية موازية: “مجلس السلام” ولجنة تكنوقراط وترتيبات نشر القوة
وفي مؤشر على تسريع الانتقال نحو المرحلة الثانية، تحدثت «هآرتس» عن وجود بليت وايت، المسؤول الرفيع في الدائرة السياسية–العسكرية بوزارة الخارجية الأميركية، في إسرائيل برفقة مسؤولين أمنيين أميركيين. ووفق الصحيفة، سيتوجه الوفد لاحقًا إلى مصر لبحث ملفات متصلة، بينها:
تشكيل “مجلس السلام” الذي سيدير غزة.
لجنة تكنوقراطية فلسطينية للإدارة اليومية للقطاع.
ترتيبات نشر قوة الاستقرار الدولية ضمن الحزمة الأوسع لترتيبات ما بعد الحرب.
