النظام العربي فاقد للشرعية الشعبية والمطلوب إعادة صياغة الموقف العربي

بقلم: علي ابوحبله

النظام العربي الذي هو عاجز عن تحقيق الأمن القومي العربي ويطالب ويشرع بالتدخل الأجنبي في الشؤون العربية هو بحقيقة الواقع فاقد للشرعية الشعبية العربية ، إن النظام العربي هو من ساهم في تفاقم ألازمه في سوريه وعمل على تصعيد ما تشهده سوريا حين سمح للمجموعات الارهابيه بالتدفق إلى سوريا وعمد إلى تدريبها وتسليحها ودعمها وفق ما أرادت أمريكا وحلفائها وان قرارات مجلس ألجامعه العربية ساهمت بعزل سوريا عن محيطها العربي وهي دفعت بقرارات جميعها ساهمت بحمى الصراع على سوريا ، النظام العربي هذا وعبر قرارات ألجامعه العربية من أضفى الشرعية على احتلال العراق واجتياح العراق من قبل جحافل المحتل الأمريكي وسخر الأراضي والقواعد الامريكيه المنتشرة في العديد من بلدان العالم العربي لتكون منطلقا لاحتلال العراق ، عجز النظام العربي عن رفع الحصار عن الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات حين قامت قوات الاحتلال الصهيوني باجتياح مدن الضفة الغربية عام 2002 وارتكبت المجازر وجرائم القتل بحق الشعب الفلسطيني ، إن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وأراضي الدول العربية هو بفعل عجز النظام العربي وقدرته على مواجهة إسرائيل وان هناك هروله عربيه للتطبيع مع اسرائيل لا بل وان اسرائيل مشاركة النظام العربي باحداث ما تتعرض له فلسطين وسوريا ولبنان وان اسرائيل هي ضمن غرفة العمليات المشتركه مع امريكا ودول اقليميه بالتخطيط والتنسيق للعدوان الذي تتعرض له سوريا من قبل مجموعات الارهاب المدعومه من امريكا واسرائيل والنظام العربي ، لقد شرعت الجامعه العربيه لحلف الناتو للتدخل في ليبيا واسقطت نظام الحكم في ليبيا وان ليبيا تعاني اليوم من انفلات امني وصراع لم تشهد له دول عربيه من قبل وان الانفلات الامني في ليبيا يشكل خطر على امن الدول العربيه المجاوره وافريقيا وان الارهاب الذي تمارسه بعض الفئات والمجموعات المسلحه واخرها قتل ما يقارب واحد وعشرين مصر هو ضمن عملية استهداف مصر وادخالها لاتون الصراع الارهابي الذي يعم المنطقه بهدف استنزاف قدرات الدوله المصريه ، ان المخطط الامريكي الصهيوني هو تحويل العديد من الدول العربيه لدول فاشله وتحويلها الى ما يشهده الصومال ، ان جريمة النظام العربي هو افتقاده لاستراتجيه وطنيه يكون بمقدورها تحقيق الامن القومي العربي دون تدخل اجنبي في الشؤون العربيه ودون تشريع للتدخل الاجنبي او حتى التجرؤ بمطالبة مجلس الامن للتدخل في الشؤون العربيه ومحاولات اخضاع الدول العربيه للفصل السابع ، حين يطالب وزراء الخارجيه في مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم في العاصمة السعوديه الرياض مجلس الامن الدولي بضرورة التدخل في اليمن واصدار قرار تحت الفصل السابع يسمح بالتدخل العسكري الدولي في اليمن فان ذلك يدلل على ان النظام العربي عاجز وفاقد للشرعية بمواقفه وقراراته المخالفة للارادة الشرعيه والتي ترفض التدخل الاجنبي في الشؤون العربيه وفي شؤون الدول الداخليه والذي يعد المطلب للنظام العربي انتهاك لحرمة وسيادة الدول العربيه وهو بمثابة استعمار جديد هدفه الهيمنة على مقدرات الشعوب العربية وتدمير القدرات الوطنيه للشعوب العربيه ، وحين تقرر الجامعه العربيه الى عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجيه العرب لبحث التطورات في اليمن فان معنى ذلك ان الجامعه العربيه ستتبنى الموقف الخليجي وتطالب مجلس الامن للتدخل تحت الفصل السابع ، ان النظام بمواقفه الداعمه والمؤيده للتدخل الأجنبي وتشريع التدخل الدولي انما يؤكد ذلك الى فقدانه للشرعية الشعبيه ويثبت ان النظام العربي عاجز عن اهداف وتطلعات الشعوب العربيه وان الارهاب هو انعكاس للتامر الامريكي الغربي ضد الامه العربيه وادواته هو النظام العربي ، لقد اثبت النظام العربي عبر القرون عن عجزه بحماية الحقوق الوطنيه الفلسطينيه وان النظام العربي بهرولته للتطبيع مع اسرائيل واقامة العلاقات مع اسرائيل وفتح السفارات لاسرائيل في العديد من العواصم العربيه هو دليل عجز النظام العربي في التصدي للمشروع الامريكي الصهيوني والذي تؤكد الوقائع والدلائل انخراط النظام العربي بهذا المشروع ، ان مراجعه حقيقية للأوضاع العربية تتطلب من النظام العربي ان يعيد حساباته ويراجع مواقفه والتي تتطلب اعادة تصويب البوصله لحقيقة الصراع في المنطقه وان جوهر وحقيقة الصراع هو مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي والاستيطاني ، وان الصراع الحقيقي هو مع الإرهاب الذي تصنعه وتغذيه أمريكا واسرائيل والغرب والذي لن يستثني احد وان دول النظام العربي المنخرطة بالتحالف الأمريكي لمحاربة الإرهاب هي في الواقع مستهدفه بالإرهاب وما يواجه الأردن ومصر من مخاطر يتهدد هذه الدول هو ضمن المخطط الإرهابي للمشروع الأمريكي الصهيوني لاستهداف كل دول المنطقة ، إن المطلوب إعادة صياغة الموقف العربي وفق القراءات المستجدة للأحداث لإفشال المخطط التآمري الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف الأمن القومي العربي ويستهدف تصفية القضية الفلسطينية مما يتطلب إعادة صياغة المواقف للنظام العربي وبناء موقف عربي ضمن خطة استراتجيه تخرج النظام العربي من مظلة المنظومة الامريكيه الصهيونية وبناء نظام عربي متحرر ومستقل بوحدة عربيه تقود لموقف استراتيجي عربي يعيد للنظام العربي اعتباره ووجوده مستندا في ذلك إلى اكتساب الشرعية الشعبية والعمل على بلورة خطة وطنيه باستراتجيه عربيه تحفظ للنظام العربي وجوده وتعيد له أهميته وهيبته وذلك من خلال تبني خطة استراتجيه تحقق الأمن القومي العربي بعيدا عن التحالف مع امريكا او السير بفلك المخطط الامريكي الصهيوني الغربي