بدون مؤاخذة-"أوصياء الثقافة" الذين ينسون القدس

بقلم: جميل السلحوت

بدون مؤاخذة-"أوصياء الثقافة" الذين ينسون القدس

من المحزن أن ينسى أو يتناسى "أوصياء الثقافة" في رام الله الذين أعدّوا أسماء الوفد الفلسطينيّ للمشاركة في معرض الكتاب العالمي في الدّار البيضاء بالمغرب العربي، كتّاب القدس  وقطاع غزّة ومثقفيها، فلم يشركوا منهم أحدا، وللأمانة التاريخيّة، فقد شارك الكاتب الكبير محمود شقير بدعوة من السّفير المغربيّ في رام الله، وليس ضمن الوفد الفلسطينيّ، وشارك الكاتب سمير الجندي بصفته صاحب دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس بعد أن أثبتت الدّار نفسها بنشرها مئات الكتب في فترة وجيزة وليس ككاتب، وشارك الباحث في شؤون القدس خليل التفكجي ولا أعلم من دعاه.

 وأستغرب أنّ وزير الثقافة الدكتور زياد أبو عمرو كيف لم ينتبه لتغييب كتاب القدس وقطاع غزّة ومثقفيها، مع أنّه معروف بنشاطه الدّؤوب واهتماماته الثقافيّة، ولا أعرف أسماء اللجنة التي اختارت أسماء الوفد الفلسطيني باسثناء رئيس الوفد الأديب يحيى يخلف. فهل غابت القدس عن ذاكرة رئيس وأعضاء اللجنة؟ وهل يمكن تغييب القدس عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، وما تمثله هذه المدينة من قداسة وحضارة وتاريخ؟ وما هي المعايير التي تمّ اختيار أعضاء الوفد بناء عليها؟ وكيف يمكن تغييب عشرات الكتّاب والأدباء المقدسيّين والغزّيّين؟ وهل يعلم السّيّد الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير  ووزير الثقافة عن هذا التغييب للقدس ولقطاع غزّة وكتّابها؟ وهل لأعضاء لجنة اختيار أسماء الوفد الفلسطينيّ علاقة بالكتب والكتّاب؟ وعلى أيّ أساس تم تعيين أعضاء هذه اللجنة؟ وما هي المقاييس التي اعتمدوها في اختيار أعضاء الوفد؟

إنّه من المحزن حقا أن يتمّ تغييب القدس عن هكذا لقاء ثقافيّ، مع التّذكير بأنّه هذه ليست المرّة الأولى التي يجري فيها تغييب القدس عن لقاءات عربية ودوليّة تتعلق بالقدس، ومن اللافت أنّ كتابا عربا كتبوا لنا يتساءلون عن عدم حضور أدباء القدس وقطاع غزة، وأنّهم كانوا في شوق للتعرّف عليهم. وكيف يمكن استيعاب أن تصل أسماء أدباء القدس وقطاع غزّة المعروفين إلى العالم العربيّ ولم تصل إلى أعضاء لجنة اختيار أسماء أعضاء الوفد الفلسطيني في رام الله؟ علما أنّ أدباء القدس يتواجدون في رام الله ومؤسساتها الثقافية بشكل مستمر، وإن كان أدباء قطاع غزّة يعيشون حصارا يصل إلى حد الفاجعة، أم أن أعضاء اللجنة لا علاقة لهم بالثقافة والأدب، وفي كلتا الحالتين فإن"المصيبة عظيمة".

إن وزارة الثقافة مطالبة بالاعتذار لكتاب ومثقفي القدس وقطاع غزّة بغضّ النظر عمّن يتحمل مسؤولية هذا الغياب.

جميل السلحوت

19-2-2019