عندما يتعرض المجتمع إلى خطر يداهمه و يجعله في حافة الهاوية فان البشرية جمعاء تتكاتف فيما بينها و توحد الجهود من منطلق ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى ) من اجل دفع ذلك الخطر عن ذلك المجتمع ومن جملة هذا التكاتفات البشرية فقد تظهر بين الحين و الآخر الكثير من المبادرات الداعية إلى القضاء على ذلك الخطر المحدق بالمجتمع فقد تكون تلك المبادرات مبنية على أسس صحيحة أو غير صحيحة فهنا تكمن نجاح المبادرة ، فإن كانت قائمة على أساس ألشق الأول فأنها سوف تجلب الخير و الصلاح لمؤسسها و المجتمع و تكون كفيلة بإنهاء الخطر المحدق بالمجتمع ، و أما إن جاءت خلاف ذلك فان مؤسسها يكون قد زاد الطين بله على المجتمع الذي يحاول صاحب المبادرة درأ الخطر عنه . وعلى أساس هذا التقسيم يمكن أن نضع مبادرة الأزهر الأخيرة في حل النزاع و وقف الاقتتال الطائفي القائم في الشرق الأوسط و خاصة العراق و موقف المرجع الصرخي الحسني لتلك المبادرة و كيفية جعلها ذات نتائج قويمة و من شأنها أن تأتي بالمبتغى المراد .
و أمام تلك المعطيات فقد رحب المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني بالمبادرة التي أطلقها الدكتور احمد الطيب في حل النزاع الطائفي في العراق و المنطقة برمتها و وقف الاقتتال الطائفي بين مختلف الطوائف من خلال دوره القائم على عقد اللقاءات بين مختلف تلك الطوائف لكن الغريب في الأمر فقد جاء هذا الترحيب مشروطاً بشروط معينه من شأنها أن تأتي بالنتائج الصحيحة و تنهي شر الفتاوى الطائفية و الاقتتال الطائفي في العراق الذي أوقد ناره مرجعيات السب الفاحش و مرجعيات النجف بمساهمة الساسة الفاسدون حتى وصل الحال إلى ما هو عليه ألان فألان زعيم الأزهر أمام خيران فإما أن يسلك الطريق الذي رسمه المرجع الصرخي له من التزام المقدمات الصحيحة التي من شأنها الوصول إلى مبتغى الدكتور الطيب أو أن يسلك الطرق الملتوية التي لا تعود بالنفع عليه وعلى مبادرته وهذا فان الازهر يكون قد خالف القواعد و النواميس السماوية القاضية ( فأصلحوا بين أخويكم ) ولم يقدم الشيء المراد
ومن الجدير بالذكر أن هذا الترحيب و رسم الخريطة الدقيقة و الصحيحة لجعل مبادرة الأزهر تسير بالشكل الصحيح و تعطي ثمارها جاء خلال الحوار الصحفي الخاص الذي أجرته صحفية الوطن المصرية مع المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني بتاريخ 21/2/2015 تحت عنوان ( المرجع الصرخي يرحب بمبادرة الأزهر في إنهاء التناحر ) وفي معرض رده على سؤال توجهت الصحيفة إليه قال سماحته )) : إذا توفرت المقدمات الصحيحة والقيادات الواعية الشجاعة، فإن الأزهر الشريف يمكن أن يكون الرائد والقائد والحامل للواء الوسطية ووأد الاقتتال والتناحر والتناطح الواقع في العراق وفي غير العراق، وفي رد سابق على أنباء تواردت حول مبادرة للأزهر للإصلاح قلت إن كانَ فِعلا قد صدر هذا الكلام عن فضيلة شيخ الأزهر فأنا أحييه ابتداءً على شجاعتِه وصراحتِه ووضعِ يدِه على الجرح وتشخيصِه للخطوةِ الأولى الصحيحة التي تؤدي إلى الخطوات اللاحقة المؤسسة للحل الناجح والخلاص الحقيقي
لكن منذ سنوات طوال نسمع بالحوار بين الأديان والحوار بين المذاهب وتصرَف الأموال وتنعقِد المؤتَمَرات واللقاءات (والحوارات مجازا) ووقعوا ميثاق شرف ومواثيق شرف لكن مع شديد الأسف لم نجد الشرف ولا مواثيق الشرف، فلم نجنِ أيّ ثمرةٍ طيبةٍ عن ذلك بل وجدنا النتائج العكسية، فسادَت وانتشَرَت قوى التَكفير الديني وقوى التكفير الطائفي في المجتمع وانخفض وانمحى صوت الاعتدال )) .و أدناه رابط اللقاء الصحفي كاملاً .
http://al-hasany.com/vb/showthread.p...post1048929097
بقلم احمد الخالدي العراق / بغداد