شو بدكم بالكهرباء أهل غزة

بقلم: رمزي النجار

لقد أصبحت مشكلة الكهرباء في غزة من أكبر المشاكل التي يعاني منها أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يقطنون غزة، والحديث عن الكهرباء اليوم في غزة يكتسب اهتمام كل الناس الصغير قبل الكبير، وترسخت قناعة لدى العديد من المواطنين بأنها أهم من مشكلة تحرير القدس، وأينما حللت وأينما ذهبت في أي مكان بغزة تجد الناس تتذمر وتسب وتشتم وتردد باستمرار هاد العيشة مش عيشة بني آدمين، والرضا بالوضع القائم هو جزء مسلم به ومن اساسيات المناكفات السياسية بين أطراف أبناء جلدتنا لأثبات الذات واشباع غرورهم على حساب الناس الضحية في كل الأوقات.

بالفعل تبا لها من عيشة، فعندما تقارن بين الوضع في غزة ودول العالم المنكوبة ورغم قله المصائب بداخلها ترى اهتمام عالمي كبير نحوها، وتسارع جميع الدول العدوة قبل الصديقة بتقديم خدماتها لتحسين أوضاع تلك الدول المنكوبة، هناك الإنسان له قيمة وعلى سلم الأوليات، أما غزة لها النصيب الأكبر من التآمر الخارجي والقصور الداخلي، والجميع يتحدث عن غزة بأنها في القلب والوجدان دون الفعل، فماذا ينتظرون من أهل غزة بعد كل هذه المآسي التي حلت بأهلها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وكأنه لا يكفيها تلك المصائب وأكبرها كما يصورها الناس قضيتي المعبر والكهرباء، فالمعبر قضيته معروفة وواضحة للجميع، ولكن مشكلة الكهرباء هي عصب الحياة للإنسان الذي يحتاج منه الصمود والصبر على أرضة وبين أحبته وأهلة وأصدقائه، فالعيش بالظلام وعتمة الليل يولد أفكار غريبة لا يحمد عقباها في المستقبل، كما أن تشغيل البديل المتمثل في مولدات الكهرباء للإنارة لا يضخ سوى الغاز السام الذي ينتج عنه أمراض السرطانات والتهابات الرئة وغيرها من الأمراض المنتشرة في أجسام الناس بسرعة البرق في غزة وغالبا ما تكون بشكل مفاجئ.

لقد باتت مشكلة الكهرباء في غزة سيف مسلط على انارة حياه الناس بعدد ساعات القطع والوصل، وكالعادة بات من السهل أن يعلن اطفاء محطة الكهرباء الوحيدة بسبب عدم توفر الوقود الصناعي اللازم لتشغيلها، وبعدها يخرج علينا أصحاب المناكفات ليحمل كل طرف الآخر المسئولية، وهكذا تستمر المناكفات السياسية الداخلية التي لا تنتهي ومعها تعطيل عجلة المصالحة لتضيف آثاراً كارثية على أوضاع الناس، وتصبح مشكلة الكهرباء سياسية بامتياز في إدارة المناكفات والصراعات بين الأطراف المفترض أنها المشرفة على تقديم الخدمات للناس ومراعاة مصالحهم وحقوقهم، ومنذ سنوات طويلة والمشكلة قائمة أدت إلى شلل تام في سير الحياة الطبيعية للمواطنين ليبقى لسان حال الناس يقول هي جت على الكهرباء أصلا ما جت غير ساعات متقطعة في اليوم ما بلاش منها كمان، بالفعل شو بدكم بالكهرباء أهل غزة، فالحياة مستمرة بالكهرباء وبدونها !!

بقلم/ رمزي النجار