ثمة إرهابان توأمان في الشرق الأوسط، إرهاب حكومة إسرائيل وإرهاب "داعش"، وكل منهما ينافس الآخر في البربرية، فواحد يقتل 517 طفلاً في عشرة أيام، والآخر يقتل أبناء الأقليات مع المسلمين ويأخذ بنات صغاراً سبايا أو يرغمهن على الزواج بإرهابيين، ويدمّر آثار بلاد انطلقت الحضارة البشرية منها.
مجرم الحرب بنيامين نتانياهو، وبَّخ الإدارة الأميركية من داخل الكونغرس لأنها تقدِّم خطر "الدولة الإسلامية" المزعوم على التهديد الإيراني.
نتانياهو مجبول بالكذب وخطابه مثله، فالإدارة الأميركية لا تقدّم خطر "داعش" على أي شيء آخر، وإنما هي شنت غارات جوية في ما أسميه "منع العتب" من دول عربية يُقال أنها "حليفة". الخطر الإيراني غير موجود اليوم إطلاقاً، لأن إيران لا تملك قنبلة نووية، وإنما تملك إسرائيل ترسانة منها. وإيران تحتلّ جزراً للإمارات العربية المتحدة يجب أن تتركها، إلا أنها لا تحتل بلداً بكامله وتقتل أهله يوماً بعد يوم. إسرائيل ليست دولة، إنما مستوطنة في أرض فلسطين.
نتانياهو ما كان احتلّ ودمّر وقتل لولا تواطؤ الكونغرس الأميركي معه وعصابة الحرب والشر في الميديا الأميركية، التي شاركت في الترويج لأدلة مزوَّرة بالكامل، فكان قتل مليون عربي ومسلم في حروب جورج بوش الابن الأحمق، أو العاق بلغة التوراة.
أحد أحقر رموز المحافظين الجدد وليام كريستول، كتب في مطبوعته الليكودية "ويكلي ستاندارد"، أن نتانياهو "تكلّم عن إسرائيل والولايات المتحدة".
الأميركيون أشرف من أن يمثّلهم نتانياهو. هو تكلم نيابة عن اليمين الإسرائيلي الإرهابي من أحزاب فاشيستية ومستوطنين. هناك ألوف في المقابل من طلاب السلام اليهود والإسرائيليين، يمكن الفلسطينيين أن يعقدوا سلاماً معهم غداً. أما ليكود أميركا من نوع كريستول وبوش الابن ونائبه ديك تشــيني ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد وأعضاء العصابة في تلك الإدارة الإرهابية، فالعدالة لا تقوم أو تستقيم إلا إذا حوكموا جميعاً أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي.
أكتب هذه السطور بعد أن أثارني مقال في "نيويورك تايمز"، كتبته الآنسة كاثرين بنهولد، عنوانه "الغضب نفسه، الأيديولوجية مختلفة: الإسلام الراديكالي والنازيون الجدد".
لو كتبت مقالاً عن الموضوع، لكان عنوانه "الكذب المشترك، الحلف غير المعلن: النازيون الجدد في إسرائيل وإرهابيو داعش".
"داعش" إرهاب ضد الإسلام والمسلمين قبل أي طرف آخر، والإرهابيون من هذا التنظيم المجرم بدأوا بقتل الأبرياء من شمال العراق إلى شمال شرقي سورية، ثم سبوا البنات، وأحرقوا البشر، وهم الآن يدمرون آثاراً تاريخية، فلا أذكر شيئاً مثلهم سوى قتل حكومة إسرائيل الأطفال وغزو التتر، ولا أجد فرقاً بين هولاكو والبغدادي ونتانياهو.
الكل سمع عن قتل الإرهابيين من "داعش" يابانياً أو اثنين، وأميركياً أو مواطناً غربياً آخر. إلا أن الحقيقة الطاغية في الإرهاب المستمر، أن الغالبية العظمى من ضحايا "داعش" كانت من المسلمين وغيرهم من أهل المنطقة.
في مقابل كل الإرهابيين الآخرين من إسرائيل إلى الميديا الأميركية، أختار من كلمات الصديق الأمير زيد بن رعد الحسين، المسؤول عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فهو دان القتل والتعذيب وقطع الرؤوس وإبادة الجنس ضد الأقليات في سورية والعراق وليبيا، ودعا المسلمين إلى الدفاع عن دينهم.
هي كلمات صادقة في وجه جبل الكذب من توأمي الإرهاب: إسرائيل و "داعش". لكنّ الحقيقة ستنتصر.