ما قبل الانتخابات الإسرائيلية!!

بقلم: سميح شبيب

أيام قليلة، باتت تفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية، ايام قليلة، وسيذوب الثلج، ويظهر المرج على حقيقته، المؤشرات باتت تؤكد، تراجع الليكود، وبروز احتمالات خسران نتنياهو، وهو ما اكده الاخير، عازياً ذلك «لجهات أجنبية».

حقيقة الوضع، ان نتنياهو سجل فشلاً واضحاً في العديد من الملفات الاستراتيجية والهامة، أبرزها العلاقة الإسرائيلية مع الولايات المتحدة، وهي الحليف الأساس لإسرائيل، وفي ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وفي الملف النووي الإييراني، وطرائق التعامل معه، حيث وعد وشدد، على تدميره، وكذلك في طرائق التعاطي مع حركة حماس، التي سبق ووعد بتدميرها وشطبها، وحاول خلال عدة حروب.
بات نتنياهو في نظر أوساط عسكرية وأمنية اسرائيلية واسعة، بأنه فاشل، بل معيق في وجه اسرائيل وتطورها.. لم يعد مستبعداً، ان يمنى نتنياهو بالفشل، وأن يطرأ على الخارطة السياسية الاسرائيلية تغييرات ليست في مصلحة الليكود، على اية حال، خاصة فيما اذا شارك ٧٠٪ من الناخبين العرب في الانتخابات، لأن من شأن ذلك، نيل القائمة العربية الموحدة، ١٥ مقعداً، من مقاعد الكنيست، وبهذه الحالة، ستكون هذه الكتلة، هي الكتلة الثالثة في الكنيست.
لأول مرة، تتوافق الأحزاب والقوى العربية في إسرائيل، على تشكيل قائمة موحدة، صحيح أنها غير متجانسة في الطرح السياسي والرؤى، لكنها مؤتلفة، داخل إطار واحد، من شأنه إعطاء العرب في إسرائيل قوة اكبر، وتأثيراً أعلى، وهذا ما يرعب اليمين في إسرائيل، من شأن فوز القائمة العربية الموحدة ونيلها ١٥ عضوا، فتح الباب على مصراعيه، لائتلافات عربية قادمة ليس على صعيد الانتخابات للكنيست فقط، بل على صُعد أخرى متعددة!!
المجتمع الإسرائيلي، الذي سبق وأن شهد تجنحاً نحو اليمين، عبر عنه أوضح تعبير، ليبرمان، إبان حملته الانتخابية، سيشهد ودون شك تراجعاً. وصلت حدة اليمين، الى الأوج، وستشهد مرحلة ما بعد الانتخابات، تراجعات ملموسة، بعدما أوصلت هذه السياسية، إسرائيل، لتخوم العزلة، وجعلت حكومتها، على خلاف بيّن وواضح مع الحليف الرئيس والأساسي، الولايات المتحدة.
وبعد ان أخذت قيادتها السياسية، تخوض حروباً خاسرة، في لبنان وغزة. انكسرت هيبة الجيش الإسرائيلي، نتيجة سياسات اليمين، كما انكشف الغطاء عن «أخلاقية الجيش» التي كانت تروج له حكومات اسرائيلية، زمن عهد حزب العمل.
الأسئلة المطروحة، داخل المجتمع الإسرائيلي، باتت اسئلة وجودية ومصيرية، لا تمس الواقع فحسب، بل تطال آفاق المستقبل!!
حاولت حكومة نتنياهو، إبان فترة حكمها، التصرف وفق غطرسة القوة العسكرية، ومحاولة استخدام اليد الطولى، او اليد الأكثر عنفاً، في زمن لم تعد به تلك السياسية ذات جدوى. الفشل كان بيناً وواضحاً لدرجة باتت فيه قيادات أمنية وعسكرية إسرائيلية تحذر من سياسات نتنياهو، وتصفها بالضارة والخطرة على أمن إسرائيل.
أيام وسنتعرف على الخارطة السياسية الإسرائيلية الجديدة، وأياً كانت تلك الخارطة وأبعادها، سيتم طرح تساؤلات مصيرية وهامة، على الحكومة الإسرائيلية القادمة!!
 

سميح شبيب

13 آذار 2015