روبابيكيا سياسية

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

حينما تصبح السياسة متاجرة بألآم واحلام وطموحات ومستقبل الجماهير التي تنتظر الغد الذي تشرق فيه شمس الإنسانية على تلك العقول والقلوب التي تحجرت والضمائر التي تيبست والقيم التي تبخرت والأخلاق التي تبعثرت فأنه على هذا الجيل السلام .
كيف لا وهم اليوم لم يشاهدوا سوى لا كبيرة أينما حلو فلا وظيفة بعد التخرج ! ولا شقة بعد التخرج ! ولا عروس بعد التخرج ! ولا سفر بعد التخرج !ولا أمل بعد التخرج ولا توقيف لعداد العمر بعد التخرج !وهنا لابد من القول بأن المسئول الاول والاخير عن كل ما يعانيه شعبنا هم الصهاينة والامريكان والرجعية العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز والكتلة الشرقية ودول جنوب شرق آسيا فقيادتنا العظيمة والحكيمة لم تترك فضائية ألا وخرجت عليها لتقول للعالم عن معانتنا ولم تترك دعاء أو ابتهال ألا رفعت يدها الى السماء عل السماء تمطر ذهبا أو فضا لان شعبنا لم ينتخب قيادات بل أنتخب ثلة من الرداحات الباكيات النائحات الشاكيات الحاكيات المجيدات للوقوف أمام العدسات وكأننا في مسابقة لأجمل مظهر وأجمل منظر ومن هو في التشبير والتكشير أقدر سبع سنوات ونحن لم نرى سوى التصريح والتوضيح نخرج من مشكلة الى مشكلة ومن مصيبة الى مصيبة ومن نفق الى نفق وكأن شعبنا أنتخب عداد مصائب لا يملك أي أحساس بالمسئولية والمصداقية والانسانية !
جميعنا يعلم بأن إسرائيل وأمريكيا وأوروبا هي السبب الرئيسي لما نحن فيه وجميعنا يعلم بأن من يريد أن يعمل في الشأن العام في القضايا السياسية بشكل خاص يجب أن يكون يتمتع بقدرات وإمكانيات إبداعية خلاقة كمن يسير في حقل من اللغام ويجب أن يكون قادرا على تحديد موطن قدميه حتى يصل الى هدفه ويصل الجيش الذي ولاه القيادة الى مبتغاه لا أن يجلس على قارعة الميدان ويرسل جنده الى البحر لكي يتغذى على تلك الاجساد سمك البحار ويهيم البعض الاخر في صحراء الكون والبقية الباقية التي لم تسعفها وسائل الهروب للأسباب متنوعة تبقى عبارة عن مجموعة من أدوات الاختبار والتجريب عل قلب العدو يستجيب ويرق ويصبح حبيب ,فمنذ الانقسام البغيض للسواد الأعظم والعيش الرغيد لتلك الفئة التي تحكمت في أقوات ومصائر الشعب وشعبنا يخرج من خيبت أمل الى أخرى من كارثة الى كارثة أكبر من طامة الى طامة أعمق والامل يتلاشى وينقشع بأن نصل الى تلك الشعارات الرنانة التي اجاد مذيعيها ترويجها وبيعها في سوق الروبابيكيا السياسية ولكن بكل تأكيد لم تطل فترة الكذب والدجل والنفاق السياسي التي أودعت ألاف الخريجين العاطلين عن العمل وألاف الخريجات العاطلات عن العمل مما نتج عنه ألاف العوانس من الذكور والاناث الى حد أن الكل بات يعاني في مجتمعنا فما كان من البعض الا ان يستعيد تلك القصة الجميلة صاحبة العنوان (عاوزه أتجوز )فهل ينتظر القادة العظام خروج هذه الاف وهي تحمل على صدورها يافطات وشارات عاوزه أتجوز بدل شارات ويافطات عوزين تحرير القدس وفلسطين وشارات عوزين رغيف الخبز والكهرباء والماء والسفر والعلاج ,هل المطلوب والهدف كان من شعار التغيير والاصلاح هو تغيير أولويات شعبنا من وطنية الى معيشية عوزين فرص عمل لألاف العمال الذين باتوا لا يقوون على توفير العيش الكريم لأسرهم ولا مصاريف المدارس والجامعات ألم تعد حياة أهل غزة تصعب على الكافر كما يقال في المثل الشعبي فكيف من يدعي أنه المتحدث بسم العدل والحق وما ينطبق علينا اليوم هو المثل القائل (تقتل جمل من أجل عشوة واوي )ألسنا اليوم نعيش في حالة روبابيكيا سياسية يمارسها بعض الساسة الروبابيكيا الذين باتوا يرفعون الشعار كلما زادت المعاناة والدمار والخراب زادت قدرتهم على المناورة والمتاجرة والمشاجرة والخروج على الفضائيات عل الكافر يحن .....أتقوا الله فيمن
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
14-3-2015