أفيون الطائفية... وثُنائي القتل في العراق.

بقلم: احمد الدراجي

بعد أن تغلبت لغة القمع والعنف والمكابرة , على لغة العقل والحكمة والتعايش السلمي , وأغلقت الأبواب وقطعت السبل أمام الحلول والمبادرات الناجعة التي طرحها السيد الصرخي على طبق من ذهب , من اجل إنهاء أزمة الأنبار التي افتعلها صناع الأزمات في العراق , الذين يتخذون من هذه الحرفة مؤنة للحفاظ على بقائهم على عرش السلطة , وديمومة مصالحهم الشخصية , صار العراقيون أمام خيارين فرضتهما السياسة الطائفية القمعية , التي تحكم العراق , ومن ورائها الرموز الدينية , الخيار الأول أن يُقتَلوا على يد داعش، والثاني القتل على يد المليشيات التي تمارس الجريمة تحت مظلة "الجهاد الكفائي" الذي كان خارج نطاق التغطية , وغير موجود في قاموس من أطلقها , لأنه الفريضة المعطلة حتى ظهور الإمام المهدي "عليه السلام "من وجهة نظر صاحب الفتوى ، يقول السيد الصرخي (...أبُيدت عوائل، أُبيد أشخاص، قُتلت مجاميع، قُطعت الرؤوس، نُكّل بالإنسان هنا وهناك، التكفيري ينكّل ويقتل ، والمليشياوي ينكّل يقتل، بشاعة في بشاعة، قباحة في قباحة).

إن اختزال الحل في الخيارين اعلاه لم يأتي من فراغ , وليس هو محض صدفة , وإنما هو مخطط مشؤوم , تم إعداده في دهاليز مظلمة , تقف وراءه أطراف داخلية ودول خارجية اتخذت من العراق مسرحا لتنفيذ أجنداتها وتحقيق مصالحها.

المعطيات والمؤشرات والتداعيات تنذر بان طبول الحرب والفتنة والمحرقة الطائفية الكبرى تقرع , لتؤكد أن بين العراقيين وثنائي القتل ( داعش والمليشيات) زواج كاثوليكي , لا يمكن أن ينفك أو ينقطع مادامت الطائفية هي الحاكمة والمتسلطة , ومادامت الرموز الدينية والسياسية تغذي المجتمع بأفيون الطائفية , ومادام المجتمع العراقي قد أدمن على تعاطي هذه الأفيون.

خطر الطائفية وتحكمها وتسلطها أشار إليه السيد الصرخي في بياناته ومحاضراته مرارا وتكرارا فمنها قوله:(عندما تكون الطائفية هي الحاكمة لما تكون الطائفية والمذهبية وشيطان الطائفية وشيطان المذهب هو الحاكم وهو المسير للأمور وهو المؤصل للقتل والتقتيل والإجرام والتكفير ، ماذا يحصل ؟ يلغى العقل لا يوجد فكر يكون المعروف منكراً ويكون المنكر معروفاً ، يرون المعروف منكراً المنكر معروفاً فيعمل المنكر يعمل القبائح يقتل الأبرياء ، يسحل الجثث يحرق الجثث يعتدي على الأعراض يفجر الناس...)

بقلم/ احمد الدراجي