لماذا ننتظر دائما نتائج الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية

بقلم: أكرم أبو عمرو

منذ حرب عام 1967 ، وظهور ما عرف بأزمة الشرق الأوسط " الصراع العربي الإسرائيلي " ، وما صاحبها من تحركات سياسية ومساعي حثيثة لإيجاد حل لهذه الأزمة والانتخابات الأمريكية والإسرائيلية تقف دائما وكأنها إشارة مرور حمراء أمام الجانب العربي بصفة خاصة ، إيذانا بتوقف كل الجهود والتحركات والأنشطة السياسية الخاصة بهذه الأزمة لحين انتهاء مواسم هذه الانتخابات والتعرف على نتائجها ، والغريب أن جميع نتائج هذه الانتخابات لم تؤت بما نشتهي ، فالسياسة الأمريكية هي هي سياسة داعمة لإسرائيل وناكرة للحقوق العربية والفلسطينية ، وكذلك السياسة الإسرائيلية ، على الرغم من تبدل وتبادل الأدوار في تقلد مناصب الحكم ، جمهوريا وديمقراطيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، و مختلف القوى السياسية من أحزاب وتكتلات في إسرائيل ، سياسات واستراتيجيات ثابتة هدفها الأول حماية إسرائيل ، والاستمرار في نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية ومحاولات تسويق إسرائيل في محيطها العربي ، في الوقت الذي يستمر الفلسطيني يعاني من تشرده ليعتاش على ما تجود به بعض المؤسسات الأممية والدولية، وفاقدا حريته كانسان فاعل في هذا العالم .
نسوق هذا التقديم في أعقاب نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة التي انتظرها الكثير معتبرا إياها نقطة تحول سياسي في المنطقة خاصة بعد أن أعلن الكثير من القوى السياسية الإسرائيلية رفضهم لتولى نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية لفترة رابعة لأسباب بعضها داخلي إسرائيلي وبعضها خارجي ، ولكن النتائج جاءت مخيبة للآمال فقد حقق نتنياهو فوزا كبيرا في هذه الانتخابات ما يرشحه لتشكيل الحكومة للمرة الرابعة ، وبغض النظر حول إمكانية نتنياهو تشكيل الحكومة أو عدمه وهذا مرهون بطبيعة المصالح والعلاقات بين الاحزاب والقوى الإسرائيلية ، ما يعنينا هنا هو الوضع الفلسطيني ، اقصد القضية الفلسطينية التي أصبحت لها فلسطينيا عناوين محددة ، أولها الدولة مرورا بوقف الاستيطان ومصادرة الأراضي .
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا تتوقف المساعي أو ينخفض مستواها ووتيرتها إلى درجة كبيرة حول سبل إيجاد حل للقضية الفلسطينية ، سواء أكانت مفاوضات أو اتصالات سواء مع إسرائيل أو مع الإدارة الأمريكية إثناء فترة الانتخابات والتي قد تستمر في اغلب الأحيان نحو ستة أشهر ، على الرغم من أن نتائج كل الانتخابات السابقة لم تفض إلى شيء،
سؤال آخر يتبادر إلى الذهن ، ما العمل بعد معرفة هذه النتيجة الصادمة ، التي تقول بان الرجل الذي فاز قد أعلن مسبقا عن مواقفه بعدد من اللاءات ، حيث أشار بان لا للدولة الفلسطينية ، لا لوقف الاستيطان ، هل يبقي أمام الفلسطيني شك في انه أمام قوى بغى ، قوى استمرأت العدوان والنهب والسلب والحرب ضد البشر والشجر والحجر ، وهل ننتظر انتخابات أخرى .
اعتقد بعد كل هذا وما صاحبه من عجز فقد عجز الرئيس اوباما عندما أعلن عن وعده في بداية توليه الرئاسة في فترتها الأولى بإقامة دولة فلسطينية خلال عام ، ولم ينفذ هذا الوعد بل ازداد دعمه وتأييده لإسرائيل حتى أثناء حروبها ضد شعبنا في قطاع غزة ، وكذلك نتنياهو تراجع عن قبوله بحل الدولتين ، يعلن وقبيل الانتخابات الأخيرة بيوم واحد بأنه إذا فاز في الانتخابات فلا دولة فلسطينية ، هل نبقى بعد ذلك متمسكين بنتائج أي انتخابات قادمة .
اعتقد انه آن الأوان لكي نلقي الانتخابات أيا كانت إسرائيلية أو أمريكية وراء ظهورنا ، لان في ذلك ضياع للوقت والجهد وزيادة في المعاناة التي يواجهها شعبنا منذ العام 1948 ، لا بد من العودة إلى الذات ففيها مصدر القوة والصمود والتصدي ، لا يمكن ان ينظر لنا الغير ونحن نلهث وراء الآخرين وكأننا نلهث وراء سراب .
لا بد من قراراتنا القوية النابعة من إرادتنا الوطنية ، والمستندة إلى تاريخنا وحقوقنا المشروعة وعمقنا العربي والإسلامي ، إن قرارا بوقف العمل مع أوسلو وتداعياتها ، وقرارا بالأخذ بقرار الأمم المتحدة 19/67 القاضي بالاعتراف بدولة فلسطين ، والعودة بقوة عن الانقسام البغيض ، هو خير خطوة يمكن اتخاذها في هذه الظروف .
أكرم أبو عمرو
غزة- فلسطين
18/3/2015