نتنياهو يا ابن الايه

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم

أسباب انتصار نتنياهو 2015

كانت توقعات الكتاب والمحللين فى بلدى تبشر إن نتنياهو سوف يكون لوزر "خاسر " وانه سيلقى مصيره بعقد نفسية وبول لا إرادي .. لا أعلم لماذا حكموا على نتياهو بذلك وما هي الأسباب والأدوات والعوامل التي قد توصله إلى ذلك المصير ؟!! قد تكون الرغبة في الانتقام والشماته .

أما توقعات عامة وبسطاء الشعب كانت تقول نتنياهو سيكون الناجح ، فقبل نتائج الانتخابات الإسرائيلية كنت في سوق المخيم وسألت بائع الخضراوات عن توقعاته فى نتائج الانتخابات الإسرائيلية فأجابني دون تردد " يا راجل هو في رجال غير نتنياهو " هذا الحكم على نتنياهو ليس مدحاً له ولكنه حالة قائمة في " إسرائيل " فهو بلا منافس الرجل المخضرم الذي تربى وعاصر قادة كبار "إسرائيل " أما الموجود حاليا من قادة أحزاب في الكيان ما هو إلا "سكر خفيف " لا خبرة ولا تاريخ لديهم .

وباختصار شديد سأقدم بعض العوامل المجردة والموضوعية والواقعية التي جعلت من نتنياهو الفائز الأوحد والرجل الصعب ، ذلك الرجل الذى يتقن السياسة والعمل بها بأقل تعبير .

أولا : العوامل الذاتية :

• يتمتع نتنياهو بعدة صفات تؤثر على الناخب والمواطن الإسرائيلي وخصوصا الأغلبية الصامتة التي تقلب موازين أي حزب لا يحترمها ولا يقيس مدى خطورتها وفاعليتها في حسم المعركة الانتخابية :

• فهو صاحب حضور وإطلالة مقبولة ووجه مألوف بالنسبة للجميع في "إسرائيل "

• خطيب جيد مؤثر ينتقى كلماته بشكل دقيق ومحسوب كانت دعايته الانتخابية أربع كلمات " חזק בביטחון- חזק בכלכלה " قوى في الأمن – قوى في الاقتصاد "

• طبيعة عقله وتفكيره تنحصر بين شخصية الأستاذ فصاحب العقل هذا يحيا من أجل توقع المشكلات والتغلب عليها ، يحافظ على سير العمل بسلاسة فهو مشرف عام رفيع من نوعه و لديه وسيلة لتحويل الفوضى إلى نظام رائع أما عقل القناص: " يعشق التنقيب عن الأخطاء ، فهو محامى يسهر من أجل مطالعة الأخطاء عبر الوثائق والتقارير ".

• لديه لغة جسد قوية – ونبرات صوت وكاريزما وحضور قيادي مؤثر ، يتقن اللغة الانجليزية .

• يجيد التعامل مع ميزان الأولويات وإدارة الأهداف خصوصاً في مبدأ الكفاءة- والانتشار

ثانياً العوامل الداخلية في "إسرائيل "

• البيئة الديمقراطية وثقافة قبول الأخر واحترام الرأي وسيادة القانون فلا أحد فوق القانون حيادية القضاء الذي يستطيع أن يحاسب الكبير والصغير من رئيس الدولة حتى أخر عامل نظافة في الحكومة ، وحيادية ونزاهة لجنة الانتخابات فهي منعته من إقامة مؤتمر كان ينوى القيام به – واستقبلت شكاوى ضده من جهات حزبية لتعليقاته على الفيسبوك يوم الانتخاب وكان القاضي عربي ؟؟!!

• غياب الخصوم الأقوياء أصحاب الحكمة والخبرة فهو لا يرى أمامه رجال رغم كل محاولات تشويه السمعة وإظهاره بأنه مبذر ومسرف يتمتع بمال الدولة بلا حسيب ورقيب فقد أجاد التعامل مع إدارة حملات تشويه صورته واستفز خصومة في الوقت المناسب .

• استطاع نتنياهو أن يورط الجيش ووزارة الدفاع في حرب غزة 2014، فقد أدخلهم في لعبة المتاهات والمصير المجهول – جعلهم يرتكبون الجرائم والإبادات الكاملة لأهالي قطاع غزة الأبرياء – قادة الجيش في "إسرائيل " هم وحدهم من يعلم أن ما حصل في غزة ما هو إلا هولكوست القرن الواحد والعشرين ولكن واقع العرب الحالي جعل الأمر عادياً بالمقارنة بما حدث في سوريا وليبيا والعراق .

• فالجرائم لا تسقط بالتقادم ، والملاحقات القانونية والقضائية ما هي إلا شبح كبير يلاحقهم ويزعجهم ، ولكنهم لا يصرحون بذلك ويكابرون أمام الكاميرات .

• قادة الجيش في تل أبيب يخشون فتح لجان تحقيق فاعلة وقوية لتكشف مدى الفشل المعلوماتى والعملياتي في حرب 2014 فلو جاء أحد غير نتنياهو خصوصاً من اليسار سوف يكشف عورات الجيش وسوف يستلذ في تجريدهم من رتبهم ويقضى على طموحاتهم وأمالهم المستقبلية ويحيل الكثير منهم إلى التقاعد بوسام العار لان " بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ".

• إدارته للحملة الانتخابية ومتابعته الميدانية والالكترونية وفتح قنوات تواصل واتصال دائم مع الجمهور ومع الناخبين حتى في يوم الاقتراع كان لديه صولات وجوالات وحركات " زعرنه " فهو تبنى سياسة المقاتل المنفرد وعلم أن هناك حرباً شرسة تستهدفه شخصياً فسهر وقام على "نعجته كما يقول المثل .

ثالثاً العوامل الخارجية :

• الجرأة المحسوبة التي اعتمدها في الرد المادي والعسكري ضد خصومة وكيف تحكم و أدار لهب القاذفات على غزة من الجنوب – وضربات حزب الله واغتيال قياداته في سوريا وهجمات خاطفة محكمة في دمشق وغيرها من الدول العربية ؛ ليشعر المواطن في "إسرائيل " بأنه لن يسمح ويتهاون في أمن الدولة المحاطة بالأعداء وأن مصير "إسرائيل " إما نتنياهو أو الهلاك فقد استعان بمقولة احمد السقا "من النهاردة أنا الحكومة أنا الحكومة "

• دبلوماسية التحالف الوجداني مع دول المنطقة العربية والعدو الافتراضي المشترك التي أطلقها ذلك الماكر ، حيث اعتمد احترام مبادرات السلام وحاول مغازلة الحكومات وشعوبها في أوقات الأزمات التي تمر بها بلادهم وأقنع المواطن العربي أن "إسرائيل " ليس عدوا وليست جزءا من لهيب النار والتدمير للأوطان بعد ربيعهم ، فلو تمت مقارنه نتنياهو ببشار الأسد من حيث القتل واللانسانية ، فهو بدون منافس سيكون الحمل الوديع مقارنه ببشار الأسد .

• راهن نتنياهو على مستقبلة السياسي في تحديه لاوباما رجل العالم الأول ووقف أمامه وتألق بعد خطابه في الكونجرس الأمريكي لينتقد سياسة البيت الأبيض مع إيران وتخوفات "إسرائيل " من اتفاق أمريكيا والغرب مع إيران وقد نجح في ذلك ونال التأييد والتأثير .

• الوضع الفلسطيني : حالة الوهن والضياع والتشرذم وكراهية الوحدة والتمتع بالذات والحزبية التي انحصرت في زمر مستفيدة ونافذة تتحكم في مصير قضيتنا وفى قوت أطفالنا وتتجاهل الشعب وتتعالى عليه وتشارك في عذابه وحصاره وتتفنن في قلع الأحلام من عيون أطفال غزة هي جزء لا يتجزأ من بقاء الغول نتنياهو واستهتاره واستباحته للأقصى ولغزة وحرقه أطفالنا في الشجاعية والقدس والخليل .

• ويا فرحة ما تمت ..

بقلم/ أشرف نافذ أبو سالم