في الأمسية الثقافية التي نظمت في مقر اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني مساء الخميس الماضي 19/03/2015م حول نتائج الإنتخابات في الكيان الصهيوني ومآلاتها كانت لي هذه المداخلة التي لقيت الإستحسان من الحضور، وأوصوا بتحريرها ونشرها للإفادة.
قبل كل شيء أقول شكراً لكل من ساعد الفلسطينيين على التخلص المؤقت من إحدى الورطتين لنتائج هذه الانتخابات ... ورطة مع من نجحوا ستؤذينـا ولكننا سنستفيد منها بمراكمة إنجازات جديدة إلى رصيد إنجازاتنا ، و ورطة مع من لم ينجحوا كانت ستؤذينا ولكنها ستقلل من إنجازاتنا وتطيل من عذاباتنا.
وأقول بئس القول وبئس القائل لكل من قلل من قيمة ما فعله أهلنا في الداخل بإدراكهم الواعي والواقعي لأهمية اللحظة المفصلية في صراعهم وصمودهم من أجل البقاء بتوحدهم في ع ض و م ... بئس القول والقائل برهانات القيادة الفلسطينية على تحالف هيرتسوغ ، لأنهم بكل ما قالوا إنما كانو يتهربون من تقديم البديل الواقعي الفاعل على الأرض للتصدي للمعضلات التي نواجهها مع هذا الاحتلال وسياساته ، وخانتهم الذاكرة بأن انطلاقة الثورة بدأت بقتال هذا التحالف الذي بنى وسلح وخاض الحروب الكبرى للكيان ... والفعل المتواصل والمتطور للثورة منذ انطلاقتها هو الذي أوصله إلى ما هو عليه اليوم .
وفي نتائج هذه الانتخابات ومن خلال الرؤية الشاملة لطبيعة صراعنا المتواصل مع هذا الكيان الصهيوني ومع مؤسسيه والداعمين له الصامتين على جرائمه ، والمتخاذلين عن المواجهة الحقيقية له بصراعات أخرى تـُضعفهم وتضعفنا ... ومن هنا أرى في نتائج هذه الانتخابات كما يلي :
أولاً : كانت النتيجة الأهم لهذه الانتخابات هو دفع الصراع مع هذا الكيان خطوات كبيرة إلى الأمام وهيأت الظروف للكثيرين من أبناء شعبنا للانخراط الجاد في هذا الصراع وبأدوات إضافية وجديدة تقول لمن نجح من المتطرفين الصهاينة بأن عملكم على استحالة قيام الدولة الفلسطينية بأننا قادرين على جعل قيام دولة يهودية واستعادة دور الضحية أكثر استحالة حيث تنمو الأقلية القومية لتفرض ثنائية القومية وإلى ما بعد ثنائية القومية ... وهو في كل الأحوال يخدم هدفنا الاستراتيجي ورؤيتنا لما بعد حل الدولتين ... تماماً كما ورد في بياننا الأول .
ثانياً : كانت النتيجة الثانية ومن خلال ما سمعناه من أقوال وأفعال لمن نجح من المتطرفين الصهاينة أنهم قاموا بعملية كويٍ قوية لوعيهم الصهيوني عملية زادت من درجة تشككهم في أحلامهم الواهمة ، وفي قدرة كيانهم الصهيوني على الاستمرار ، لأن من نادى بقطع رؤوس الفلسطينيين بالبلطات ، ومن يطالب بأن تكون له مستوطنات خاصة به وبأتباعه ، ومن صرخ بأن الفلسطينيين العرب سيسيطرون على برلمان دولته ونادى بجعل قيام الدولة الفلسطينية مستحيلاً إنما كان يرى ويدرك مصير رأسه ، وكان يرى ويدرك الحارة تؤويه إن رغب في الاستقرار على هذه الأرض ، وكان يرى ويدرك مصير دولته ، وكانوا كلهم يدركون من هم القادمون إلى المستقبل على أرض فلسطين ... والمؤكـد أنه لا أحـد قـادم غير أهلها الفلسطينيين المنسوبين إليها والمنسوبة إليهم .
ثالثاً : كانت النتيجة الثالثة أن من نجح من المتطرفين الصهاينة إنما دفعوا بأنفسهم نحو الحائط وخيارات الصفرالتي لا تخدم الفكرة والرواية الصهيونية وتزيد من تفككها ، والتي إن لم تزيد من قوة الفكرة والرواية الفلسطينية فلن تلحق بها الأذى الكبير ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنها ستزيد من الضغوط على الأمريكيين والأوروبيين المؤسسين والداعمين سراً وعلانية لهذا الكيان لأسبابهم وأهدافهم هم ، وستجبرهم على التجاوب ولو جزئياً مع الحقوق الفلسطينية .
رابعاً : كانت النتيجة الرابعة أن من نجح من المتطرفين الصهاينة قد أعطى للفلسطينيين الفرصة لتحقيق إنجازات ستكون عظمتها بعظمة القدرة على الإفادة منها في زمان هو زماننا رغم كل السوء الموجود فينا والموجود في محيطنا وفي عالمنا .
وشـكراً لمـن لـم يتدخـل علناً لدعم أهلنا في الداخل سـوى بثـلاث قنـوات فضائية هي كل ما لديه !!!
بقلم / حسني المشهور