في ذكرى استشهاد الإمام أحمد ياسين

بقلم: غسان مصطفى الشامي

تحمل ذكرى استشهاد الإمام المجاهد الشيخ أحمد ياسين الكثير من نسمات المقاومة وعبق الجهاد والفداء، وترسم الذكرى خارطة تحرير فلسطين .. ترسم هذه الذكرى خارطة القدس وحيفا ويافا .. وترسم ملامح البطولة والفداء .. واليوم تتحقق أولى بشائر تحرير فلسطين بتطوير المقاومة الفلسطينية من الحجر والمقلاع إلى الصاروخ والمدفع والطائرات القسامية التي دبت الرعب في قلوب الصهاينة .. لقد اختلفت موازين الصراع على أرض فلسطين واليوم نستذكر أقوال الشيخ الإمام المجاهد أحمد ياسين وهو يبعث روح الأمل والقوة والعزيمة في نفوس الشباب ويحثهم على العمل والعطاء الدائم من أجل تحرير فلسطين.

لقد كانت فلسطين كل فلسطين في قلب الشيخ محفورة ولم تغب لحظة عن خاطرة، فقد كانت حاضرة في كل أحاديثه عن الوطن السليب عن الوطن الضائع عن أرض الأجداد والآباء .. وعندما يتحدث الشيخ عن فلسطين تجد قلبه وعيونه وجوارحه تذكر فلسطين الأرض والقضية والهم الكبير، لقد حدد الشيخ أحمد ياسين إستراتيجية شعب فلسطين التي تتمثل في  الكفاح المسلح وكافة أشكال مقاومة العدو الصهيوني ..

لقد اهتم الإمام ياسين بالشباب فهم عماد الأمة ووقود التحرير ودعاهم إلى العمل والجهاد والتضحية من أجل تحرير أرض فلسطين والمحافظة على الطاعات وصلاة الفجر .. وقال في إحدى رسائله مخاطبا الشباب " يا أبنائي ويا أحفادي لترجعوا إلى الله تعالى وتتوبوا إليه، حان الوقت لتدعوا التفاهات من حياتكم وتنحوها جانباً، حان الوقت لتوقظوا أنفسكم وتصلوا الفجر في جماعة، حان الوقت لتتعلموا وتتثقفوا وتخترعوا وتكونوا سباقين على الغير، حان الوقت لتتحلوا بالأخلاق وتنفذوا ما في القرآن وتقتدوا بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتتقربوا من ذلك النبي الأعظم..أدعوكم يا أبنائي للصلاة في وقتها، وأريدكم يا شباب الأمة أن تعرفوا وتقدروا معنى المسؤولية، وأن تتحملوا مشاق الحياة وأن تتركوا الشكوى، وأن تتجهوا إلى الله عز وجل، وتستغفروه كثيراً ليمنحكم الرزق، وأن توقروا الكبير وترحموا الصغير".

كما أكد الإمام ياسين رحمه الله على أن شعبنا الفلسطيني وهو يخوض ببسالة معركة التحرير بحاجة إلى الدعم الاقتصادي لتعزيز صموده وبحاجة أيضاً إلى الدعم العسكري، والأمني، والإعلامي، والمعنوي، والدبلوماسي، وغير ذلك من أشكال الدعم التي تعينه على مواصلة جهاده.

وقد أرسل الإمام ياسين العديد من الرسائل للقادة العرب ناشدهم بدعم ومساندة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ووقف كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وضرورة إغلاق سفاراته، وقنصلياته، ومكاتبه التجارية في الدول العربية ووقف الاتصالات به، والتعاون معه، مؤكدا على أن الأمة العربية الإسلامية تملك من الإمكانات والطاقات والقدرات ما يجعلها قادرة على نصرة قضاياها القومية، كما طالب الشيخ رحمه الله العرب بإنقاذ المسجد الأقصى من أيدي الصهاينة والمحتلين ".

وهنا أقتبس من تاريخ الشيخ ياسين رسالة وجهها إلى إحدى القمم العربية قال فيها :" " إن أمامكم اليوم تحديات جسام، وشعوبكم تنظر ما ستتمخض عنه القمة من قرارات، وكلها أمل أن تكون قرارات القمة على مستوى ما نواجه من تحديات، ولا يخفى أن على رأس تلك التحديات قضية العرب والمسلمين المركزية، قضية فلسطين، وكلي أمل أن تثمر هذه القمة ما يشكل رافعة لشعب فلسطين؛ وقد أبوا إلا أن يواصلوا مسيرتهم الجهادية حتى يحقق الله النصر الذي نحب، والذي يرفع الله به شأن أمتنا."

كما قال الإمام ياسين رحمه الله في رسالته " أرض فلسطين أرض عربية إسلامية اغتصبت بقوة السلاح من قبل اليهود الصهاينة، ولن تعود إلا بقوة السلاح، وهي أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن شبر منها حتى وإن كنا لا نملك الآن القوة اللازمة لتحريرها" .

تحفل حياة الإمام الياسين بالكثير من المحطات الجهادية والمواقف الخالدة في تاريخ شعب فلسطين، وحياته كشيخ قعيد هي رسالة للجميع بالعمل والتضحية رغم كل الأسباب وعقبات الحياة، فقد كانت حياة الشيخ مؤلمة في تحركه وتنقله، ولكنه كان يعمل ليل نهار بلا تعب ولا كلل، ويستنهض الآخرين في العمل من أجل تحرير أرض فلسطين،  واستطاع بفكره الثاقب أن يجمع قلوب الشباب والناس حوله، وأن يبنى صروح من العمل والأمل في نفوس الأجيال حتى يكتمل الحمل بتحرير فلسطين الأرض والإنسان والهوية ..

إلى الملتقى ،،

قلم / غسان مصطفى الشامي

[email protected]