التبعية ... أسلوب يرتاده اللئيم و ينائ عنه الكريم

بقلم: احمد الخالدي

التبعية مصطلح يعني كون الشيء تابعاً لغيره وهو من الأساليب القديمة التي عرفتها الإنسانية من خلال تعدد صورها و أشكالها بين الأمم و المجتمعات فالإنسان قد يكون تابعاً لفصيلته أو قوميته أو قبيلته من حيث اللغة أو الهوية وعندما تحقق للإسلام نشر ظلاله في ربوع المعمورة و ثبات الدعامات الموطدة لأركانه الرصينة نجد أن مصطلح التبعية قد تغير كثيراً و اخذ منحاً جديداً في طبيعته و غاياته فمن التبعية للقبيلة إلى الولاء للدين و الأرض و الإخلاص لهما قبل كل انتماء و تبعية و بذلك عاشت البشرية وفق منهاج هذا الأسلوب أما في العصر الحديث فإننا نجد أن التبعية قد انحرف المصطلح عن مساره الصحيح حيث جعلته القوى الاستكبارية مصطلحاً حاملاً معه كل أساليب الذلة و الهوان و العبودية المذلة للشعوب و البلدان من خلال جعلها تابعة لها في كل شيء وما يتحقق لتلك الشعوب من تقدم أو ازدهار في شتى نواحي الحياة فان هذا التقدم يكون بفضل تلك الدول الاستكبارية ولولا وجودها لما تحقق هذا التقدم للدول التابعة ولقد اتخذت القوى الكبرى المتصارعة فيما بينها من التبعية الهدف الذي تلهث خلفه و بشتى الطرق و بأبشع الوسائل و الأساليب المستخدمة ومن ابرز القوى الاستكبارية إيران و تدخلها السافر والمباشر في العراق و جعله تابعاً لها حتى غدا لا يأكل ولا يشرب إلا بأمرها ومن يديها و كرامته و استقلاله مرهون بكرامتها و استقلالها وكل ثرواته الطبيعية و غير الطبيعية تدار بأوامرها عن طرق عملائها من مليشيات و قادتها في العراق وهذا ما أكده و رفضه جملةً و تفصيلاً المرجع العراقي الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق يوم الثلاثاء الموافق 17/3/2015 عندما سُؤلَ عن حقيقة سليماني قائد فيلق القدس وهل هو الحاكم فعلاً في العراق ؟؟ فأجاب سماحته قائلاً : ((ما تذكر من أسماء وعناوين ورموز هي مرتزقة وقادة مليشيات قاتلة متعطشة للدماء ولكل شرٍّ وفساد، وهم وسائل وأدوات تنفذ مشروع احتلال تخريبي مدمّر قبيح، خاصة وأنها تَعُد العراق جزءاً من إمبراطوريتها المزعومة المتهالكة المنتفية عبر التاريخ، فلا تتوقع التقاء أو لقاء مع محتل مستكبرٍ وأدواته التخريبية المهلكة المدمّرة، ونسأل الله تعالى أن يكفينا شرورهم ومكرهم وكيدهم ويرد كل ذلك في نحورهم، أما مورد السؤال عن الحاكم الفعلي في العراق فقد اتضحت معالم الإجابة عليه وفشل كل من انتقدنا وأخذ علينا مما قلناه في مناسبات عديدة، فها هي التصريحات الواضحة الجلية تأتي لتخرس الجميع في إشارتها إلى أن العراق جزء وعاصمة لإمبراطورية إيران المزعومة، هل فهم الأغبياء اللعبة ؟! وهل فهم العرب اللعبة؟! وهل فهم حكام العرب اللعبة.؟! ..وهل فهم العراقيون اللعبة؟؟!!!)) .
http://www.alsharq.net.sa/2015/03/17/1312207