باراسوميا عباس

بقلم: طلال الشريف

جميعنا حسب أن الرئيس استجاب لطلبات الشعب والفصائل الملحة بالتوقيع على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بأمل الإسراع لمعاقبة وردع الاحتلال عما ارتكبه من مجازر وجرائم حرب لكن الرئيس عاد للعقدة المزمنة في ملاحقة معارضيه من أنصار منافسه الرئيسي والوحيد محمد دحلان فأرسل يطالب الدول المضيفة لمعارضيه بتسليمهم لأن عداءه لخصومه متقدم لديه على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني فاستخدم الشعب وحقوقه مطية لتنفيذ اهوائه وعداواته الشخصية للمعارضين لحكمه.
يبدو أن الرجل كان ومازال يعاني من مرض عضال لا يتذكر إلا مصلحة واحدة خاصة جدا به وبعائلته ونسي الشعب وهو كما العارفين به قديما بعلاقاته الخاصة وحبه لعائلته والتي تدل على ما يبدو لتاريخ سابق عايشه عباس في مرحلة تكوين الشخصية وهو سن ما قبل البلوغ ولا أحد يدري عنه شيئا وهذه الحالة تنتج غالبا عن التعرض لاضطهاد أسري من زوجة الأب مثلا أو وفاة الوالد أو الوالدة أو الاثنين مبكرا في سن طفولة الأبناء ودلائل تلك المحبة غير العادية والحرص الشديد على العائلة والخوف على مستقبلها هو ما يوحي به هذا التخبط الذي يزداد كلما اقترب الانسان من حافة القبر وهذا المأزق يعد جحيما ثائرا يوما بعد يوم عند هؤلاء المصابين مما يسبب لهم الباراسوميا.
هذا الجحيم الثائر في صدر الرئيس عباس صدرته له بطانته من المحرضين والمنتفعين من حوله كما هي حالة الرؤساء والملوك والأمراء على مر التاريخ حتى أوصلوه لهذه الحالة ويا ليته ظل رجل ظل كما عاش سنوات الثورة قبل أوسلو ولكن الأقدار أحيانا تأخذ الإنسان في غفلة الطموح إلى الجحيم وتصوري أن عباس يعيش في جحيم أعانه الله عليه.
إن أمراض الهلع والكوابيس والأحلام المزعجة والخوف والمشي أثناء النوم هي مجموعة من مشاكل النوم تصنف مجتمعة تحت اسم أمراض الـ Parasomias .
كوابيس عباس هي عبارة عن أحلام مزعجة تحدث في فترة النوم العميق بسبب دحلان وعادة يستطيع المريض تذكر بعض أو معظم تفاصيل الحلم المزعج والذي يكون عادة من الأحلام المرعبة والمخيفة مثل مطاردة حيوان مفترس أو التعرض لموقف موت أثناء الحلم او التعرض لمحاولة الاغتيال من الأعداء أو المنافسين ويستمر الشعور بالرعب حتى بعد الاستيقاظ من النوم حين يجد عباس أن دحلان مازال على قيد الحياة ويزداد قوة ونفوذ.
الاستيقاظ من النوم بحالة إثارة عصبية شديدة هي نقطة الذروة للباراسوميا وعلى عكس ما يظن الآخرين فإن المصاب بمرض النوم يمكن إيقاظه من حالة النوم بدون أي مضاعفات صحية أو نفسية على المريض رغم أن المريض قد يقاوم محاولة إيقاظه ولكن للأسف الشديد لا يجد عباس من يجرؤ على إيقاظه بل يدفعونه لمواصلة النوم من جهة ويأتيه دحلان في الحلم المرعب حتى فقد الرجل صوابه واتزانه قلقا على مستقبل أسرته بعد الوفاة.
حالة الحلم المفزع لعباس بدحلان تطارده وتجتاحه كوابيس المستقبل الغامض لأسرته ولكن الرئيس هو المتسبب الأوحد في مرضه لأنه نام بين القبور .. والمثل الشعبي يقول " لا تنام بين القبور كي لا تحلم أحلام مزعجة وترى كوابيس مرعبة"

د. طلال الشريف
23/3/2015م