حينما يساوم المحتل شعبا على قوته ولقمة عيشه فهذا من بديهيات الاحتلال والظلم؛ بينما يتقنّع البعض بقناع الوطنية ويساوم بالوكالة أبناء شعبه على راتبه مقابل أن يسكت الشعب عن التنسيق الأمني فهي الخيانة التي خشي أبو إياد أن تصبح وجهة نظر بل دستورا وقرارا وطنيا!، ولذلك يبدو أن هناك قرارات مهمة تجعل من رؤية أبو إياد وكل الشرفاء والمقاومين في المنطقة مجرد توقع خاطئ فها هي بشائر الخير.
تجرأت السلطة وأوقفت التنسيق الأمني متجاهلة كل الامتيازات التي كانت للأفراد والبطاقات المهمة والكسب السريع والسفريات والنثريات واللقاءات والخوف من الدول المانحة لتكون خطوة تسجل لها في تاريخ لم يشرفه يوما غير البندقية والتوبة عن التنسيق الأمني، كما أن حركة فتح قامت باتخاذ إجراءات عقابية واسعة في صفوف من ثبت أنهم عملاء يعملون داخل الأجهزة الأمنية التابعة لها في الضفة الغربية؛ كما أن إقالة مستشار ديني تجرأ وطالب بقصف الكرامة والمقاومة والشعب في غزة بل ووصل الحد إلى قيام الحركة بمحاولة إعدامه فورا على الملأ ليكون عبرة .
ولم تتوقف الخطوات التي طالما سمعنا السلطة تهدد بها؛ فالبفعل انتهى شهر العسل بين السلطة والاحتلال وما عاد هناك خوف على كرسي ومنصب وامتياز ووكالة منتوجات وغيرها بل استعدت قيادة الحركة لمرحلة عصيبة أساسها الذهاب للمصالحة الحقيقية مع الفصائل، وبالفعل لم يتم تجاهل المجلس المركزي وتم التنفيذ بوقف التنسيق الأمني وتعزيز الوحدة الوطنية وإخراس كل من يتطاول على المقاومة والوحدة الوطنية بل وإقالته وتجريمه، كما ذهب الوفد الكبير لتحقيق المصالحة إلى غزة في حين تستعد حركة فتح لتنشيط كتائب الأقصى وتفعيل الأجهزة الأمنية لمواجهة الاحتلال وأي حماقة ترتكب بحق الفلسطينيين؛ وبدأ بالفعل التدريب في مخيم بلاطة ومخيم جنين في حين بدأ يدور الحديث عن تفعيل المجلس التشريعي وكسر كلمة الأمريكان والاحتلال في ذلك.
والأخطر من هذا كله كان حديث داخلي مغلق في أروقة الجامعة العربية مفاده أن السلطة وحركة فتح ستقف بحزم ضد الإعلام المصري الذي يشوه الفلسطينيين بل وسترد على أي وسيلة إعلامية أو جيش انقلاب يهاجم أراضي فلسطين؛ في حين تسربت بعض المعلومات عن طلب فلسطيني بأن تصل "عاصفة الحزم" للقدس ويافا وحيفا وتحط الطائرات العربية في باحات المسجد الأقصى، ورد الاعتبار لمصر التي رعت صفقة تحرير الأسرى والتي خرقتها وانقلبت عليها قوات الاحتلال وتحرير الأسرى من السجون وإلغاء الاستجداء والمفاوضات والتقرب من الاحتلال على حساب الشعب.
وأخيرا وبعد طول انتظار تخلت السلطة عن التفرد في الضفة الغربية بمؤسسات منتهية الصلاحية وغير منتخبة وأعلن موعد الانتخابات وتوقف الاعتقال السياسي والإقصاء الوظيفي والملاحقة وفتحت كل مؤسسات الفصائل المغلقة وتعهدت حركة فتح بأن لا يكون هناك تجاهل للمؤسسة المنتخبة كما حدث مع حماس 2006، وهذه صفعة كبيرة للاحتلال والأمريكان ودايتون وجورج تينت وبلير وغيرهم الكثير ممن كانت تستند إليهم السلطة، كما أن قرارا بمسيرة ضخمة لنصرة المسجد الأقصى ستكون في نسيان يتقدمها كل قادة السلطة ورؤساء العالم بعد دعوتهم كما في فرنسا وتونس ضد الإرهاب، والمفاجأة ستكون خلال المسيرة بالإعلان عن المجرمين الذين قتلوا ياسر عرفات.
ما أجملها من قرارات انتظرها الشعب كثيرا كي تبقى الوحدة الوطنية والمقاومة والحشد خلف الثوابت.. "هرمنا "من أجل هذه اللحظة التاريخية..... انتهى حلم كل فلسطيني لأن ما سبق كله يندرج في إطار "كذبة نيسان" فهل ستحدث معجزة نيسان ؟!
بقلم : محمد القيق