هل الشرعية تأكل ذاتها ..... حلقة 3

بقلم: سامي إبراهيم فودة

لقد راودتنا أفكاراً كثيرة وتلقينا سيلاً من الاتصالات التي تدعونا في جزء منها للاستمرار في التواصل والكتابة في سلسلة هذه الحلقات وأخرى دعتنا للتوقف عن الكتابة بدعوة أن الرسالة قد وصلت ولا داعي لتقشير ما تبقى من لب البرتقالة,ولكننا أثرنا استكمال الحديث دون الإشارة صراحةً عن أسماء وأماكن وتوقيتاً من شأنها تدل على أصحابها علانية,وذلك من باب أمانة الكلمة ومسؤولية الموقف وضميرنا الذي يحتم علينا أن نضع جميع أبناء الفتح والشعب الفلسطيني في صورة المشهد,فهو الحكم والفيصل بوصفه مصدر التشريعات والسلطات.....
السيد الرئيس لقد قمت ومازلت تقوم بعملاً بارعاً ومبدعاً خلاق على الحلبة السياسية الخارجية واستطعت أن تنزع عن دولة الاحتلال قناعها وتعريتها تماماً أمام المجتمع الدولي,وتحاصرها بدلاً من أن تحاصرك,كما فعلت مع سلفك الشهيد القائد ياسر عرفات وانتقلت بشعبنا وقضيتنا إلى أعلى المراحل والمصاف التي باتت تهدد بسقوط مشروع وحلم إسرائيل في الدولة الكبرى وانتقلت بنا في عواصم الدول الأوربية مستجلباً العديد من الاعترافات من قبل برلمانات هذه الدول.....
بعدما تزايد حجم الاعترافات بالدولة من قبل أهم وابرز مؤسسات الأمم المتحدة"الجمعية العمومية"غير آبهة بالمعترضات الأمريكية أو الفيتو في مجلس الأمن ونفدت وعدك وحصلنا على عضوية كاملة في محكمة الجنائيات الدولية, ,وبإمكاننا الآن نقدم قادة الاحتلال إلى العدالة الدولية,وإنضمام دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في المنظمة الإفريقية،فأصبحت فلسطين بعد الحملة الشعبية التي نفذتها اللجان المختصة بمقاطعة البضائع الإسرائيلية تحاصر المستوطنين والمستوطنات وتسدد ضربة قاسية ومؤلمة للاقتصاد الصهيوني,ولا احد فينا باستطاعته أن يشكك أو يقلل من عظمة هذا الجهد الكبير الذي تبذلونه على الحلبة السياسية الدولية والإقليمية.....
ولكننا في ذات الوقت نتطلع إلى ضرورة إنقاذ الوضع الفتحاوي الداخلي جزءً من وقتكم,لأن المشروع السياسي الكبير وتداعياته واستحقاقاته يتطلب تنظيم قوياً قادراً على المواجهة والوقوف سداً منيعاً لتحقيق حلم الدولة الناجز,وحتى إذا أردنا أن نذهب في المصالحة مع حماس وإحداث تغيير بقواعد اللعبة الداخلية وفق المتغيرات الإقليمية المحيطة,فان ذلك أيضا يدعونا إلى أهمية وضرورة أن نترك مساحة كافية لوضع التنظيمي الداخلي ومعالجة كل القضايا المتراكمة....
السيد الرئيس// أن غزة شكلت عقل وقلب وضمير الثورة وان من يمتلك غزة ويسيطر على زمام الأمور والمبادرة فيها يضمن تحقيق المشروع الوطني’دون عقبات أو تعقيدات أو ارتباطات خارجية ترهن قرارنا المستقل في أيدي قوى خارجية,وان الوضع التنظيمي المتردي والبائس في غزة لا يحتمل انتظار عقد المؤتمر العام السابع ليعالج القضايا المطروحة هنا,فالأمر جد خطير والتحرك باتجاه عاصفة الحزم التنظيمية الداخلية بات أمراً ضرورياً وشرعياً حتمي دون تأخير أو تباطؤ,فلم يبقي في القوس أي منزع...
في القدم قالوا لا تكن ملكياً أكثر من الملك ذاته,وان الشرعية يجب أن تدافع عن نفسها,وإذا كانت الشرعية التنظيمية والتاريخية الوطنية لم تشعر بعد بالتهديدات المحدقة بها,نسأل ببساطة متى وكيف يمكن استشعار هذا الخطر القاتل,وعلينا أن نعيد تقييم التجربة والمرحلة بما لها وعليها بكل مسؤولية تاريخية من اجل تجاوز كل الصعوبات والمحن وان نقدم من بيننا كل الذين ساهموا بدفع رأس المال من دمائهم وجهدهم وعرقهم وقوت يومهم لكي يحتلوا الصفوف الأمامية وموقع القيادة والقرار وان تستبعدوا من بين صفوفنا كل من باع وخان وسلم وان نسقطه إلى الأبد,أن الشرعية ستأكل ذاتها كما تفعل القطط عندما تأكل أبنائها..........
اللهم إننا بلغنا اللهم فاشهد......

بقلم الكاتب // سامي إبراهيم فودة
[email protected]