شكرا لكم أيها العرب

بقلم: هاني زهير مصبح

شكرا لكم أيها العرب علي استقبالكم لنا قبل خمسة وستون عاما عندما حلت بنا النكبة حين احتل اليهود أرض فلسطين بالعام 1948م وارتكبت بحقنا المجازر تلو المجازر من قتل وتشريد وتدمير للحجر والبشر والشجر وكل شيء .
ولكن يبقي السؤال الذي مازلنا ننتظر عليه الجواب وهو إلي متى تبقي نكبتنا مستمرة ؟ وهل كان ذهابنا إلي دول الجوار خطأ أم صواب ؟
أيها الفلسطيني اللاجئ في سوريا في لبنان في الأردن في كل مكان ليتك لم تذهب إليهم وليتك بقيت تحت القتل والتدمير والتنكيل في وطنك المغتصب فذلك أفضل من أن تذهب إلي من يمارس عليك ضغوطات وأساليب قمعية يتفنن في ممارستها تجعلك تموت كل يوم ميتة أسوء من التي هربت منها وكنت تعتقد أن النخوة العربية مازالت موجودة ولكن للأسف هم جزء من المعاناة وهم الوجه الآخر للاحتلال يحافظون علي بقائك في مخيمات الذل والهوان ويمنعوك أيها الفلسطيني من العودة إلي الوطن فلسطين ويحافظون علي بلادهم بمنعك من التغلغل في بلادهم كثيرا فتمنع من أشياء كثيرة وتحاصر في مخيمات لا إنسانية وأنت أيها الفلسطيني تبقي أسير لديهم يحضرون لك بعض مقومات الحياة العادية التي لا تليق بالإنسان كإنسان من خلال وكالة الغوث وغيرها لتقديم خدمات تعليمية وصحية وغذائية تبقيك علي قيد الحياة حتى تبقي علي قيد الحياة وهم بالمقابل يتلقون مساعدات صهيوأمريكية لتعيش شعوبهم نوعا ما ويبقي الحاكم يحكم علي كرسيه الملوث بدمائنا، طال الانتظار واشتعل الرأس شيبا وكبر الصغار ولم تلتئم الجروح ونحن ننتظر الجيوش العربية لتحرير فلسطين ، هذا حلم لن يتحقق ومازال فينا هكذا حكام .
أيها اللاجئ الفلسطيني فكر قليلا وانظر إلي الوراء قليلا علي مدار خمسة وستون عاما ماذا فعلنا وماذا حققنا؟
تنظيمات فلسطينية لم تحرر شبر واحد من أرض فلسطين وحكومات عربية وقمم تعقد لم يتخذ قرار واحد بتشكيل جيش عربي لتحرير فلسطين المحتلة ، مفاوضات فلسطينية علي مدار اثنان وعشرون عاما لم تحرر فلسطين بل وازدادت جرائم المحتل الصهيوني من سلب الأراضي الفلسطينية وتهويد للقدس العربية وزيادة الاستيطان وأسر الشباب الفلسطيني وقتلهم وتجويع وحصار وحروب متكررة فماذا ننتظر؟
أيتها التنظيمات الفلسطينية ولا استثني منكم أحدا وأيتها المؤسسات الفلسطينية بمختلف ألوانك وأطيافك فكروا قليلا واعملوا من أجل فلسطين ومن أجل من طال انتظاره للعودة لأرض الوطن فلسطين ، فكما خرج اللاجئون الفلسطينيون في شاحنات ومشيا علي الأقدام إلي دول الجوار عليكم العمل بشكل جاد والذهاب إلي مطارات تلك البلاد العربية التي تضطهدنا ونعيش فيها أسوء حياة لا تليق بنا كبشر علينا تغيير اتجاه البوصلة ونجعلها تتجه نحو فلسطين والعودة إلي فلسطين فلقد طال مؤشر بوصلتنا نحو العرب ونحو أمريكا وغيرها من دعاه السلام الكاذبون ،وكما يقول المثل الفلسطيني " ما يحك جلدك إلا ظفرك" يجب أن نتوجه إلي تلك المطارات العربية ونحمل رسالة واحدة وهي شكرا لكم علي حسن ضيافتكم لنا ونحن فلسطينيون نريد العودة إلي فلسطين ، بكل تأكيد سيرفضون السماح للاجئ الفلسطيني بالعودة ولكن هذه معركتنا الحقيقية من أجل العودة وبدون أن نخلق أزمة حقيقية فلن يتحرك العالم ولن نعيش حياة كريمة وستبقي أيها الفلسطيني تحت القمع والظلم والاضطهاد وستبقي أسيرا مكبل الأفكار ممنوع من كل شيء وستبقي هكذا تموت كل يوم ولا ينفعك أحد .
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني زهير مصبح